كان اجتماع الهيئة العامة غير العادية لبنك بيمو العودي الفرنسي مساء أمس –غير عادي بحق – وبالنظر لذلك حرصت إدارة البنك على منع الصحفيين من الحضور بل وحتى التقاط الصور في خطوة بعيدة عن الشفافية لم نعهدها في اجتماعات الهيئات العامة سابقاً ..
عدم الشفافية هو العنوان الذي طبع كل شيء فقوائم المساهمين لم توزع إلا في آخر لحظة بحيث لايتمكن المساهمون من تحديد خياراتهم وترك الأمر لكبار المساهمين ليقرروا من يمثلهم ..!!
بكل حال كانت المفاجأة الكبرى خروج الدكتور عبد الرحمن العطار وحازم الأسود من مجلس الإدارة وانتخاب عضوين جديدين هما فريد العظم وعماد الفاضل وبالتالي أصبح مجلس الادارة الجديد مكوناً من كل من السادة : عبد الرحمن جاوة ورياض عبجي ويوردان عبجي ونبيل حشيمة وناجي الرباط وفريد العظم وعماد الفاضل ..
وحسب مصادر الاجتماع فإن الدكتور العطار الذي طالب بتطوير الإدارة شن هجوماً لاذعاً على الإدارة التي اتخذت قرارات مصيرية دون العودة للمجلس أدت لخسارات كبيرة و انتقد النفقات الكبيرة للإدارة التي تكلف البنك أكثر بكثير مما يفترض أن يكون ولفت إلى عدم تنفيذ ملاحظات المركزي وقرارات الحكومة بخصوص العاملين من غير السوريين ونسبتهم ، ويبدو أن الشفافية التي أرادها العطار والأسود وطالبا فيها في اجتماعات مجلس الادارة أثارت حفيظة بنك بيمو اللبناني الذي يمسك بزمام الادارة فقام بما يمكن تسميته ( انقلاب أبيض ) مرتب سلفاً أخرج العطار والأسود من المجلس وضم العظم وعماد الفاضل ( شريكهم في شركة بيمو المالية ) ولا ندري ماذا سيكون موقف المصرف المركزي وهيئة الأوراق المالية من هذه الازدواجية في المصالح ؟!
وحسب معلومات مؤكدة فإن انقلاب بيمو كان ضد رغبة الشريك الكبير الآخر وهو البنك السعودي – الفرنسي الذي أيد طروحات التطوير و أعطى أصواته للعطار وكذلك صغار المساهمين الذين صوتوا بمليون سهم للدكتور العطار !
ولا ندري كيف ستكون انعكاسات الأمر على مستقبل البنك ولا سيما بعد فقدان المساهمين الأفراد فرصة تمثيلهم الذي قرره بنك بيمو بمفرده تقريباً وهذا يتنافى مع حق المساهمين الأفراد بتحديد ممثليهم لضمان كفاءة الإدارة ..
بكل الأحوال يعرف جميع المهتمين بالشأن المصرفي أن العطار كان الداعم الأكبر لانطلاق ونجاح البنك في سورية وكان لحضوره القوي وعلاقاته الكبيرة أكبر الأثر في وصول البنك لوضعه الحالي ، وليس أدل على ذلك من وقائع الاحتفال الأخير بمناسبة تأسيس البنك منذ أشهر ..
