يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوجه إلى نيويورك يوم الخميس المقبل في محاولة لحشد التأييد لمشروع الإصلاح المالي في وول ستريت، وما من وقت أفضل لهذه التغييرات مع توجه أصابع الاتهام الى عملاق وول ستريت غولدمان ساكس بقضية احتيال وتضليل المستثمرين.
ففي السادس عشر من الشهر الجاري، وجهت هيئة الاوراق المالية في الولايات المتحدة اتهاما لبنك غولدمان ساكس بقيامه عام 2007 بتصميم وتسويق أدوات دين مضمونة برهون التمويل العقاري عالية المخاطر والتي كلفت المستثمرين لاسيما مؤسستي "اي. سي. اي كابيتال" و"اي. كي. بي" خسائر بنحو مليار دولار.
واتهمت الهيئة البنك بعدم تقديم معلومات كافية عن هذه المنتجات للمستثمرين لاسيما ما يخص الدور الذي لعبه صندوق بولسون في اختيار سندات الرهن العقاري التي تشكلت منها هذه الأدوات المالية. فبحسب الاتهام، قام بولسون باختيار السندات التي من المتوقع أن تتراجع قيمتها مراهنا على هذا التراجع ليأخذ مركزا استثماريا مكشوفا على هذه الأدوات. وقد سدد صندوق بولسون عمولات بقيمة خمسة عشر مليار دولار لغولدمان ساكس لهندسة هذه الأدوات.
وبالفعل، وبعد تسعة أشهر من قيام الصفقة، تم تخفيض تصنيف 99% من هذه السندات التي خسرت معظم قيمتها مواكبة خسائر سوق الائتمان. ما نتج عنه خروج صندوق بولسون من الصفقة محققا أرباح بقيمة مليار دولار.
اما المستثمرون الأساسيون في هذه الأدوات "اي. سي. اي كابيتال" و"اي. كي. بي"، فخسروا معظم قيمة استثماراتهم علما أن حجم استثمار "اي. سي. اي كابيتال" كان الأكبر بقيمة 951 مليون دولار.
وقد وجهت هيئة الأوراق المالية الأمريكية اتهاما خاصا لأحد نواب رئيس بنك غولدمان ساكس "فابريس تور" الذي تولى هندسة وتسويق هذه الأدوات المالية عام 2007.
ورد بنك غولدمان ساكس على الاتهامات الموجهة اليه موضحا أنه لم يكن مجبرا قانونيا على الافصاح عن هوية كافة الجهات المستثمرة في هذه الأدوات ومؤكدا أنه لم يقل يوما أن صندوق بولسون سيقوم بشراء هذه الأدوات.
وأضاف غولدمان ساكس أن اختيار السندات التي تتألف منها الأدوات المالية تم بشكل رئيسي من قبل مؤسسة "اي. سي. اي كابيتال" وليس من قبل صندوق بولسون معتبرا أن المستثمرين كانوا مدركين المخاطر التي تلف هذه الأدوات.
كما كشف غولدمان ساكس أنه قد خسر نحو 90 مليون دولار جراء هذه الصفقة.
وقد استحوذ غولدمان ساكس على عقود تأمين على هذه السندات من شركة "ايه. اي. جي" الاميركية والتي تكبدت بدورها خسائر بنحو 6 مليارات دولار جراء هذه العمليات. علما أن الحكومة الاميركية أنقذت شركة "ايه. اي. جي" من التعثر عام 2008 من خلال مساعدات بلغت 180 مليار دولار.
الجدير ذكره أن بنك غولدمان ساكس حقق نموا قويا بنسبة 91% خلال الربع الأول من العام الجاري الى 3.4 مليار دولار متجاوزا توقعات المحللين.
يشار الى أن صندوق بولسون كان من أول المؤسسات في وول ستريت التي راهنت على انهيار سوق الائتمان. وقد حصد الصندوق أكثر من 15 مليار دولار من هذه الرهانات عام 2007. ومنذ ذلك الوقت، جنى صندوق بولسون مليارات الدولارات من خلال بيع أسهم البنوك على المكشوف مراهنا على تراجعها.
