الدولار يستمر عرضة للضغوط، فالمعلومات الصحافية عن وجود مخططات لازاحته عن عرش عملة النفط الوحيدة لم تمر عليه بسلام، رغم نفيها من مصادر عدة. هذا الامر فيما لو تحقق سيكون بمثابة الطعنة الاولى للدور الذي يلعبه كعملة احتياط عالمية.
بالمقابل انعكست الاخبار هذه افادة على الذهب والين الياباني واليورو، حيث ان حلول كل منها جزئيا محل الدولار سيكون امرا مؤكدا.
نفي هذه المعلومات لم يكن كافيا لازالة آثارها من السوق حيث انها كانت اشارة جديدة على ان طعن الدولار هو هدف بحد ذاته. هدف لجهات عدة حتى ولو ان تحقيقه يبدو صعبا في الوقت القريب.
اضف الى ذلك ان الامم المتحدة انضمت يوم الثلاثاء بلسان احد ممثليها الكبار الى جوقة المطالبين بخلق نظام احتياط عالمي جديد يعتمد على عملة جديدة يلغي التميّز الذي تحتكره الولايات المتحدة من خلال تربع الدولار على هذا العرش .
رفع استراليا للفائدة على الدولار الاسترالي جاء مفاجئا ولم يمر دون زيادة ضغوط اخرى ولو جانبية على الدولار، ذلك ان الخطوة غذت الثقة بقرب معاودة الاقتصاد العالمي لانتعاشه وهذا عامل مضر بدور الدولار كعملة ملاذ تقليدية حتما.
يذكر من جهة اخرى ان الفدرالي الاميركي يؤكد على لسان اكثر من مسؤول فيه ان الفائدة المنخفضة يجب ان تبقى على مستواها بالمدى المنظور، ما يستمر بجعل الدولار عملة مهملة من حيث اهمية العوائد عليه.
بناء على ما تقدم فيمكن القول ان غيمة بركانية ضخمة تستمر بالتخييم فوق الدولار وتهديده ، فأنى له ان يحقق ارباحا ملموسة وسط هذه الاجواء؟
اوروبيا ننتظر اليوم القراءة الاخيرة للناتج القومي المتوقعة على -0.1% اضافة الى طلبيات الصناعة الالمانية المتوقعة على 1.3% . اميركيا وبريطانيا لا بيانات من الدرجة المؤثرة لهذا اليوم.
