اقتربت أسعار النفط أمس من أعلى مستوياتها في أكثر من عامين مدعومة بموجة باردة في أنحاء العالم وبالإقبال على الأصول المنطوية على مخاطر وبغياب المؤشرات على أن منظمة أوبك مستعدة للتدخل لوقف ارتفاع الأسعار.

وسجلت عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم شباط 74ر94 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى لها منذ تشرين الأول عام 2008 ثم تراجعت إلى نحو 90ر93 دولارا في تعاملات هزيلة.

وتوقف تداول عقود الخام الامريكي الخفيف القياسية والتي سجلت أعلى مستوى لها في 26 شهرا عند 63ر91 دولارا أول أمس بسبب إغلاق بورصة نيويورك التجارية نايمكس لعطلة عيد الميلاد.

ويرجع الصعود الحاد لنفط برنت إلى موجة شديدة البرودة في القارة الاوروبية.

وزراء دول رئيسية في منظمة أوبك لا يرون حاجة لإمداد العالم بمزيد من النفط

وقال وزراء دول رئيسية في منظمة أوبك إنهم لا يرون حاجة لإمداد العالم بمزيد من النفط في الوقت الذي تحوم فيه أسعاره قرب أعلى مستوى لها في عامين وتقول بعض الدول المستهلكة إنها تخشى ارتفاع التضخم إذا تجاوزت الأسعار100 دولار للبرميل.

ونقلت رويترز عن وزير النفط السعودي علي النعيمي قوله: إنه لا يزال راضيا عن سعر بين 70 و 80 دولارا للبرميل وإنه لا حاجة لأن تعقد أوبك اجتماعا قبل الاجتماع القادم المزمع في حزيران القادم.

من جهته قال وزير الطاقة الاماراتي محمد الهاملي إنه يريد أن ترفع أوبك مستوى التزامها بتخفيضات الانتاج التي اتفقت عليها المنظمة في أواخر عام 2008 مضيفا ان السعر الحالي لا يعبر عن العوامل الاساسية.

وينسجم هذا مع موقف منظمة أوبك التي ترى أن الطلب على النفط لا يزال ضعيفا وأن المضاربين هم المسؤولون عن هذا الارتفاع في الأسعار.

من جانبه قال وزير النفط العراقي الجديد عبد الكريم اللعيبي في تصريحات بالقاهرة: إن المنظمة قد تعقد اجتماعا قبل حزيران القادم إذا تغيرت أوضاع السوق لكنه أضاف أن هذا القرار إذا صدر فلن يكون بسبب السعر بل بسبب أوضاع السوق.

وقال اللعيبي لرويترز: إن أوبك قلصت عدد اجتماعاتها للحد من زعزعة السوق.

وأدى ارتفاع النفط لاكثر من 30 بالمئة من أدنى مستوى له خلال العام الذي سجله في أيار الماضي إلى تجدد المخاوف من احتمال أن تضر الاسعار مجددا بالنمو الاقتصادي في البلدان المستوردة للوقود.

وحذر وزير المالية الكوري الجنوبي يون جونغ هيون من أن بلاده وهي خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم قد تواجه ضغوطا تضخمية في العام المقبل.

ويتوقع اقتصاديون أن يكون الأثر التضخمي الناجم عن ارتفاع أسعار النفط أضعف مما كان في السابق لدى الاقتصادات الناشئة نتيجة لزيادة الطلب الاستهلاكي والنمو المطرد.

وقال بن ويستمور محلل السلع الاولية لدى ناشونال استراليا بنك: إذا اقتربت من 100 دولار واذا استمر هذا مع استمرار ضعف وتيرة النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا واليابان فحينئذ قد ترى بعض التدخل من أوبك لكن هذا مازال أمامه أشهر ويتوقف على عدة أمور.

ويعقد وزراء النفط في منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط أوابك اجتماعا في القاهرة غداً من المتوقع أن يبحث الإنتاج والأسعار .