قال محلل كبير في وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة ان أسعار النفط عند مستوى 85 دولارا قد تفسد الانتعاش الهش للاقتصاد العالمي.
وحذرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا وتقدم المشورة لاقتصادات صناعية في نهاية عام 2009 من أن سعرا للنفط يزيد عن نطاق بين 70 و80 دولارا للبرميل قد يكون خطرا على انتعاش الاقتصاد العالمي.
وقال ادواردو لوبيز كبير محللي الطلب على النفط بوكالة الطاقة الدولية في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف "السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هو هل أسعار النفط وصلت الى مستوى غير مريح قد يلحق ضررا بالانتعاش الاقتصادي."
وارتفعت أسعار النفط الى نحو ثلاثة امثالها من أقل مستوياتها بالقرب من 30 دولارا للبرميل في أواخر عام 2008 الى نحو 85 دولارا في ظل ترقب المستثمرين لدلائل انتعاش اقتصادي يعزز الطلب على النفط.
وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن أسواق النفط ان الطلب العالمي على النفط سيبلغ في المتوسط 86.60 مليون برميل يوميا هذا العام وهو مستوى قياسي مرتفع مقارنة مع 84.93 مليون برميل يوميا في 2009 وذلك في ظل انتعاش الاقتصادات من حالة الركود.
ويأتي نمو الطلب بشكل أساسي من أمريكا الشمالية ودول المحيط الهادي واسيا والشرق الاوسط لكن ليس من أوروبا اذ أن اقتصاد منطقة اليورو مازال عند مستويات ما قبل الركود.
وقال لوبيز "مازال الدليل على انتعاشنا فيما يتعلق بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ضعيفا الى حد ما خصوصا في أوروبا."
وأضاف لوبيز أن السبب وراء ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير هو تخفيضات مستويات الانتاج التي فرضتها منطمة أوبك لوضع حد لتراجع الاسعار خلال مرحلة الركود.
وأبقت أوبك على سياسة الانتاج مستقرة منذ أكثر من عام لكن دولا كثيرة رفعت من امداداتها بشكل غير رسمي منذ منتصف 2009 مع انتعاش أسعار النفط.
وقال لوبيز "دعونا ألا ننسى للحظة أن انتعاش أسعار النفط يرتبط بحقيقة أن أوبك خفضت الانتاج بشكل كبير عندما اندلعت الازمة."
وقالت أوبك - التي من المقرر أن تجتمع في أكتوبر تشرين الاول - في وقت سابق من هذا الاسبوع انها ستدرس زيادة انتاج النفط الخام اذا ارتفعت الاسعار الى ما بين 90 و95 دولارا للبرميل فوق نطاق بين 70 و80 دولارا وصفه أعضاء أوبك بأنه عادل لكل من المنتجين والمستهلكين.
وفي رأي لوبيز فان ارتفاعا مفاجئا للاسعار ليس في مصلحة المستهلكين والمنتجين وهو ما يرجع جزئيا الى أن الدول المنتجة تدعم أسعار البنزين لحماية السكان من الارتفاعات الحادة.
رويترز
