سيريانديز- فادي بك الشريف
فتح الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سورية المركزي الباب على مصراعيه لدخول شركات ومكاتب الصيرفة إلى سوقنا السورية دون تدارك آلية التعامل الفعلية معها وضبطها الحقيقي على أرض الواقع.
ولكن.. ما هو السر الكامن والهدف المرجو من قبل المركزي وراء سعيه الواضح وغير المبرر للترخيص لهذا الكم من المكاتب أو الشركات؟؟
وهل يتوافر لدى الحاكم ذوو الكفاءة العالية في مراقبة هذه المكاتب والشركات "كماً ونوعاً" ؟!..
ونخشى على الدكتور ميالة حاكم المصرف المركزي أن تفلت السوق من بين يديه .. جراء عدم وضوح آلية مفهومة ومتزنة تبين قدرته على التحكم بالأسعار .. وضبطه لتعاملات هذه المكاتب أو الشركات!..
ذا السياق رأى المختصون المصرفيون أن من يراقب سوق الصرف المحلية وحركة أسعار الصرف اليومية أن يستنتج عملياً مدى تأثير سعر صرف الليرة بالقوى المختلفة في السوق السوداء وفي أسواق الدول المجاورة والبحث عن مدى قدرة المصرف المركزي على التحكم به.
ويضيفون على ذلك بجرأة واضحة: أن سعر العملة غير مدروس من قبل مصرف سورية المركزي ويحتاج لكادر كبير يسخر لعملية المراقبة .. ويحتاج السرعة والمرونة لتحديده وتعديله .. ذاكرين أنّ سعر المركزي يأتي متأخراً عن السعر المعطى من قبل السوق السوداء..
وفي ذات الارتباط طرح مصرف سورية المركزي مؤخراً ثلاث فئات نقدية جديدة للتداول بمظهر وألوان وميزات وعلامات مختلفة عما سبق، وتشمل هذه الفئات أوراق النقد من قيمة 50-100-200 ليرة سورية.
وفي تصريح صحفي قال ميالة في معرض رده على سؤال أثير حول التضخم : ليس المهم عدد وكمية الأوراق المطروحة إنما الأهم هو أن ما يجري عملية استبدال للعملة التالفة والمهترئة والمشوهة عن قصد وغير قصد، وبعبارة أخرى فإن طرح أي عملة ليست له آثار تضخمية.
ونحن بدورنا نعود لنتساءل:بما أن السياسة النقدية تعني التحكم بعرض النقد لضبط معدلات الفائدة ، فأين دور المصرف المركزي الحقيقي في ظل الأسعار غير المضبوطة والتي تشهد ارتفاعاً مستمراً؟
أليس طرح هذه الفئات الجديدة دليل على انعدام تداول الليرة السورية تقريباً؟؟
فكرة أخرى أردنا أن نختم بها مقالتنا بالتالي: ألم يجد مصرف سورية المركزي وسيلة أفضل ومحكمة للإعلان عن صدور العملة الجديدة حتى يعلم مواطننا السوري بأن العملة اصبحت متداولة.. سوى وضعها والتباهي بها في قمة مبنى المصرف المركزي.. دون اعتماد أساليب إعلانية تعريفية ترويجية للمواطنين واقامة ندوات في وسائل الاعلام المختلفة بوجودعددمن المختصين في المصرف المركزي لتوضيح أهمية الحفاظ على العملة وتداولها بالشكل الأمثل , إلا إذا كان المركزي لايريد أن يخسر تكاليف هو بغنىً عنها؟..
وهنا نسأل: كم تبلغ نسبة من شاهد العملة الجديدة حتى تاريخه؟.. سؤال برسم المعنيين في مصرف سورية المركزي
