إبراهيم غيبور
تحت شعار "النمو بمسؤولية بين الاتجاهات العالمية والخبرات الأقليمية" وبرعاية السيدة أسماء الأسد بدأ المؤتمر السنوي السابع للتمويل الأصغر"سنابل " فعالياته صباح اليوم في قصر المؤتمرات بدمشق وبمشاركة أكثر من 600مشارك من دول عربية وأجنبية .
وقال الدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة ممثل راعية المؤتمر يتزايد في سورية حجم الطلب على خدمات التمويل الصغير يوماً بعد يوم وبالمقابل هناك قصور في تغطية هذا الطلب فالملبى منه ما يزال بسيطاً , بعيداً عن طموحنا , ومن هنا فإن الخطة الخمسية القادمة تضمن بين أولوياتها موضوعين أساسيين الأول الحد من الفقر الذي يعتبر التمويل الصغير والأصغر إحدى أدواته والثاني خلق فرص عمل مستدامة من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة .
وأشار لطفي إلى أن شعار المؤتمر الذي أتى تتويجاً لاهتمام السيدة أسماء الأسد بهذا القطاع ومواصلة جهودها على تطويره وتنظيمه من خلال إصدار القانون "15" يمتلك معاني كثيرة أهمها عدم السعي لتضخيم حجم الأعمال على حساب الفئات المستهدفة في تحسين أحوالهم المعيشية كما أن المسؤولية لتنمية قطاع التمويل الأصغر هي مسؤولية تشاركية بين الحكومة والقطاع الأهلي والقطاع الخاص والمانحين .
وقال لطفي ان التحديات التي يواجهها التمويل الصغير الذي لم يعد مجرد نموذج بسيط يتم بموجبه منح قروض صغرى بل وبعد مضي ثلاثة عقود من النمو المتسارع لهذا القطاع أصبحت روابطه أكثر تعقيداً وأصبح السوق أكثر طلباً وازدحاماً إضافة لظهور مشاكل دائمة بين مصالح الفئات المستهدفة والأستدامة المالية والمؤسساتية للمؤسسات المخدمة .
وأكد لطفي على وجود تيارين بالنسبة لهذا القطاع الأول مناصر لمكافحة الفقر والثاني أنصار الاستدامة وأن العلاقة بين هذين التيارين ليست رياضية تضمن التنظيم المزدوج لمصالح الفقراء من جهة وتعزيز الاستقامة لمقدمي الخدمات من جهة أخرى وفي الوقت نفسه تحمل هذه العلاقة مسؤولية أجتماعية وأخلاقية لايمكن تحقيقها إلا من خلال الأنتشار والوصول للخدمات التي تضمنها السلامة إذ لابد من التكامل بين الوصول إلى المستهدفين وتحقيق الأستدامة .
وهذا الاختلاف يقود إلى اختلاف آخر حول توزيع الأدوار بين الحكومة والقطاع الخاص فهل تبقى الأمور بيد الحكومة كي لا تتحول العملية إلى ربحية أم يتولى القطاع الخاص تقييم الخدمات بصفة منطلق التمويل الصغير ومستقبله .
وفي تصريح خاص لسيريانديز قال يوسف فواز رئيس مجلس إدارة سنابل أن السوق السوري في مجال التمويل الصغير والأصغر سوقاً واعداً فمنه حديث العهد وبضاعته ماتزال في بداية طريقها إلا أن السوق السوري بصفته سوقاً كبيراً فسيكون الطلب كبيراً في السنوالت القادمة إضافة للبيئة لتشريعية التي وفرت أرضية سياسية لنشوء مؤسسات التمويل الصغير والأصغر ولكن , على رغم من تلك البيئة المناسبة إلا أن بعض المعوقات ما تزال تقف في وجه نشوء مؤسسات التمويل وعن المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها صناعة التمويل الصغير والأصغر أشار فواز إلى أن أهم تلك المخاطر هوالحماس للنمو السريع والذي يؤثر بالتالي على وجود الخدمات المقدمة التي ينشأ عنها صعوبة في الأسترجاع ويشكل عنوان المؤتمر الحل الأنسب لمواجهة تلك المخاطر بمعنى أن تكون خطوات النمو مدروسة وأن يكون نمو تلك الصناعة متأني وليس متسارعاً .
ومن جهته أديب ميالة حاكم مصرف سورية المركزي أشار في تصريحه لسيريانديز: أن المركزي يطمح إلى زيادة عدد المنشأت ومؤسسات التمويل الصغير والأصغر عن طريق تشجيع ودعم النشاط في سورية نظراً لدوره الحقيقي الممثل في مساهمة بعملية التنمية والحد من الفقر وإيجاد أكبر عدد من فرص العمل للباحثين عنه ولم يؤكد ميالة أن يكون للمركزي دوراً في التمويل الصغير والأصغر وقال : أن ذلك قد يكون قيد الدراسة ضمن الخطة الخمسية الحادية عشرة مضيفاً أن المركزي يقوم بدوره في مراقبة عمل تلك المؤسسات التمويلية عبر آليات محددة
