كتب علي نزار الآغا:
صرح جمال عبد الحميد المطوع رئيس مجلس إدارة بنك الشام الاسلامي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأن البنك سيقدم خلال الفترة المقبلة خدمات ومنتجات مصرفية مبتكرة تتناسب وتوقعات وطموحات شرائح متعددة من العملاء.
ولفت المطوع في تصريحات صحفية إلى ان البنك سيقدم خدمات المرابحة والتمويل بالاضافة الى تفعيل عقود الاستصناع والإجارة والمشاركة والمضاربة، مؤكداً بان البنك ومع مرور الوقت سيقوم بتطوير خدماته ودراسة احتياجات السوق بالاضافة الى تقديم الخدمات المصرفية عبر الهاتف.
كما أوضح ان البنك يعمل وفق استراتيجية محددة تهدف الى الوصول بمنتجات وخدمات بنك الشام لجميع شرائح العملاء اينما وجدوا عن طريق شبكة فروع موزعة على جميع محافظات سورية، وأن بنك الشام يساهم فى نشر ثقافة العمل المصرفي الاسلامي ويسعى الى تعريف العملاء بالمنتجات المصرفية الاسلامية عن طريق عقد الندوات المهمة ومنها الندوة التي اقيمت مؤخرا حول دور المصارف الاسلامية فى التنمية الاقتصادية.
وحول الرؤية المستقبلية الاستراتيجية والمرحلية للبنك صرح المطوع بأنهم في البنك يعملون وفق رؤية مستقبلية واضحة تهدف الى تاكيد تواجد بنك الشام فى السوق السوري عن طريق شبكة الفروع التي تحقق الانتشار المطلوب للبنك".
أسئلة مشروعة
من جانبنا نتتساءل عن قدرة بنك الشام الاسلامي على المنافسة وهو الذي فتح باب الصيرفة الاسلامية في البلد على اعتباره أول بنك اسلامي باشر عمله في السوق، أمام الأسماء الكبار، صحيح أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، ولكننا أمام واقع محسوب بالورقة والقلم والرقم... فبعد تصريحات إدارة البنك في وقت سابق وعبر المنابر الاعلامية المحلية بأن البنك بدأ بتحقيق الأرباح، أتت البيانات المالية مخالفة لذلك حيث بينت خسارة البنك الصافية خلال الدورة المالية 2009 ما قيمته 368,055,827 ليرة سورية مقابل 76,302,339 ليرة سورية في العام 2008 أما البيانات المالية النصف سنوية للعام 2009 وهي آخر البيانات المالية المنشورة على موقع البنك الالكتروني فقد بلغت الخسارة كما بينتها قائمة الدخل 235,160,00 ليرة سورية، عدا عن إجمالي موجودات البنك التي بالكاد تلامس الـ11 مليار ليرة سورية بعد حوالي أربعة أعوام من العمل المصرفي في السوق السورية، وتكشف صور بعض تلك البيانات المالية المرفقة بالملف حجم الاشكالية التي يعانيها البنك، ونأمل أن تكون شراكته مع البنك التجاري الكويتي دافع مهم كي تتغير أرقام تلك البيانات المالية نحو الأفضل علها تملء الخانات الفارغة التي تستفز أي محلل مالي أو أي مطلع ومعني بالشأن المصرفي في البلد، هذا قبل أن نسحبها إلى حلبة المقارنة مع بيانات باقي البنوك الاسلامية التي باشرت بالعمل بعد بنك الشام..؟!
ونذكر بقواعد الاستثمار (القواعد الذهبية الثلاثة) والتي تبدأ بـ "استثمر باكراً" كي لا تفوت فرص جني الأرباح، ثم اختيار الاستثمار طويل الأجل وليس قصير الأجل، وأخيراً الاستثمار الخاضع للنظم والقوانين والضوابط، أي استثمر بشكل قانوني، بالمعنى الواسع للعبارة... وبالتأكيد إدارة البنك بصورة هكذا أمور.. ولكن قصدنا التذكير، مع تمنياتنا بأن يتحول البنك إلى منصته الحقيقية في سوق الصيرفة الاسلامية، وأن يكون في هذا التأخير كل خير، ويستفيد من الدروس السابقة.
.jpg)
يذكر ان بنك الشام الذي تأسس اواخر عام 2006 قد بدأ اعماله فى آب 2007 حيث يعتبر اول بنك اسلامي فى سورية بعد صدور قانون السماح بانشاء البنوك الاسلامية، ويبلغ رأس ماله خمسة مليارات ليرة سورية، يملك البنك التجاري الكويتي 32 بالمئة منها كما تمتلك شركات كويتية أخرى منها شركة الشال للاستثمار والشركة الكويتية المتحدة للاستثمار حصصا في البنك بينما تتوزع الحصص الباقية على البنك الاسلامي للتنمية وعدد من المساهمين السوريين.
