علي عبود
تريثنا بالتعليق على محاضرة د.محمد أيمن عزت الميداني لأننا أردنا قراءة النص كاملا كي لانتأثر بمقتطفات عن المحاضرة نشرتها الصحف الرسمية والمواقع الألكترونية!
ولا شك أن د.الميداني خيّب آمال جمهور الثلاثاء الإقتصادي لأنه توقع أن يسمع تحليلا معمقا لـ"موقع وأداء المصارف الخاصة في النظام المصرفي السوري".. لا أن يسمع سردا وصفيا ليس فيه أي قيمة مضافة!
لم يفعل الميداني عمليا أكثر من إعادة نشر الأرقام التي يصدرها دوريا مصرف سورية المركزي دون أن يقرنها بأية تحليلات معمقة أو حتى سطحية!
من أتى لحضور المحاضرة توقع من إستشاري تمويل واستثمار وأسواق مالية ومصارف .. أن يسمع كلاما جديدا لم يسبق أن قرأه في وسائل الإعلام السورية من قبل!
نعم إن من يعود إلى الإعلام الورقي والألكتروني سيكتشف بسهولة أن أرقام د.ميداني عن المصارف الخاصة سبق وأن نشرها هذا الإعلام لأنه ببساطة ينشر أيضا مايصدر عن المركزي من تقارير وبيانات!
ربما الفضيلة الوحيدة لمحاضرة د.الميداني أنه قام بـ"تجميع" الأرقام المتعلقة بالمصارف الخاصة لعامي 2008 و 2009 في كراس واحد يمكن الرجوع إليها بسرعة أكبر من البحث عنها في تقارير وقصاصات ورقية أو البحث في المواقع الألكترونية.. لمعرفة متى تأسست وحجم رساميلها وأرباحها وودائعها ..الخ ولكن هل هذه هي مهمة إستشاري تمويل واستثمار وأسواق مالية ومصارف ..؟!
هل جاء جمهور الثلاثاء الإقتصادي ليسمع سردا وصفيا عن تواريخ دخول المصارف الخاصة إلى سورية والتطور السريع في فروعها، وحجم ودائعها بالعملة السورية والأجنبية وتوزعها وقروضها وتسليفاتها وموجوداتها وسيولتها العالية واستعمالات اموالها وربحيتها ..الخ
أليست هذه العناوين والأرقام تنشر في الإعلام الورقي والألكتروني بشكل مستمر وخاصة في الصفحات والأبواب المتخصصة ؟
جاء الجمهور لسماع تحليلات مالية واقتصادية لنتائج تجربة المصارف الخاصة في سورية والقيمة المضافة التي وفرتها مقارنة مع المصارف الحكومية.. لا ليسمع سرداً وصفياً وتكراراً لتقارير المصرف المركزي دون أي تحليل لها يكشف مابين السطور!
وعلى سبيل المثال فإن الجدول الثالث من محاضرة د.الميداني يشير إلى نمو متواضع للودائع في المصارف الحكومية من 650 مليار عام 2004 إلى 665 مليار عام 2005 لتنخفض هذه الودائع إلى 653 مليار عام 2006 ثم فجأة تزداد الودائع في المصارف الحكومية إلى 694 مليار عام 2007 أي بزيادة 41 مليار عن عام 2006 ولترتفع إلى 756 مليار عام 2008 بزيادة 62 مليار ثم انخفض حجم الزيادة إلى 39 مليار عام 2009 ..
أما في المصارف الخاصة فقد بلغ حجم الزيادة في الودائع 47 مليار عام 2005 وبلغت الزيادة 78 مليار عام 2006 و79 مليار عام 2007 في حين لم تتجاوز الودائع في المصارف الخاصة 47 مليار عام 2008 و69 مليار عام 2009 أي بقيت الزيادة في حجم الودائع أقل من عامي 2006 و 2007 ..
ويمكن أن نلاحظ بسهولة أن زيادة الودائع في المصارف الحكومية يقابلها تراجع في ودائع المصارف الخاصة والعكس صحيح..والسؤال:لماذا؟
هذا مالم يجب عليه د.الميداني .. ومن المؤكد أنه يعرف الجواب ويمتلك التحليل لكنه ترفع عن كشفه امام جمهور الثلاثاء الإقتصادي!
كنا ننتظر أن نقرأ أو نسمع من استشاري تمويل واستثمار وأسواق مالية ومصارف تحليلا معمقا لتجربة المصارف الخاصة في سورية ..أين نجحت وأين فشلت..ولماذا؟
والأهم كنا ننتظر من د.الميداني جوابا عن سؤال:ماذا قدمت المصارف الخاصة للإقتصاد السوري منذ عام 2004 ؟
