افتتح صباح اليوم الخميس في محافظة الرقة وبرعاية السيد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء مؤتمر شراء وتسويق الحبوب لموسم الحالي تحت شعار " تحقيق الامن الغذائي من خلال الاكتفاء الذاتي وزيادة الانتاج وتطويره اساس مهم لاستقلال القرار الوطني " واكدت السيدة لمياء مرعي عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة أن هذا المؤتمر يعتبر خطوة هامة لتقييم ما جرى خلال الموسم الماضي في تسويق هذا المحصول الإستراتيجي ووضع الأسس والأساليب الحديثة والفعالة والناجعة لتسويق موسم هذا العام ودراسة ما يعانيه القطاع العامل في مجال الحبوب من صعوبات بغية التغلب عليها والخروج بالحلول المناسبة وهذا لا يتم إلا بتضافر الجهود ووعي الأخوة الفلاحين والمنتجين والكادر العامل في هذا القطاع
وأضافت إن الأمن الغذائي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي ، وكلنا يذكر الظروف الصعبة التي مرّ بها قطرنا الحبيب على مستوى تأمين مادة القمح واستطاعت سوريا بفضل توجيهات القائد الخالد حافظ الأسد من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب وانتهجت مبدأ الاعتماد على الذات في تأمين أمنها الغذائي .منوهة بأن الحكومة قامت باتخاذ عدة إجراءات لدعم القطاع الزراعي ودعم الأخوة الفلاحين وذلك ترجمة للتوجيهات المستمرة للسيد الرئيس بشار الأسد .
وبينت السيدة الوزيرة أن السيد رئيس مجلس الوزراء وجه باستمرار العمل باللجنة المركزية لتسويق القمح برئاستنا واللجان الفرعية المشكلة برئاسة السادة المحافظين على مستوى كل محافظة وخاطبت الوزارة كافة الجهات المعنية باتخاذ كل ما يلزم لإنجاح هذا الموسم ونحن بانتظار محاضر اجتماعات اللجان الفرعية لمعالجة أي مقترح أو مشكلة دون أي تأخير ، كما قامت الوزارة بإصدار التعليمات اللازمة لافتتاح المراكز وإصدار تسعيرة الأكياس وغيرها من التعليمات الناظمة للعمل وقامت إدارة المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب بتأمين متطلبات هذا الموسم بالشكل المطلوب ، كل ذلك استعداداً للبدء بالعملية التسويقية وكلنا هنا الآن لدراسة وبحث كل ما تطرحون في هذا الاتجاه .
ودعت عاصي لبذل الجهود من قبل العاملين في المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب والشركات المرتبطة بالعمل معها وحثتهم على السعي إلى إيجاد الوسائل والآليات التي تطور العمل لمواكبة مسيرة التطوير والتحديث .
السيد سليمان ناصر مدير عام مؤسسة الحبوب قال : قامت المؤسسة في موسم العام الماضي 2009 بتطبيق كافة القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية ووزارة الاقتصاد والتجارة ... حيث تم استلام كامل الحبوب المعرضة على مراكز الشراء في كل انحاء القطر .. حيث بلغت مشتريات المؤسسة 2.834692طن نسبة القمح القاسي 37% والقمح الطري 63% . كما بلغت نسبة الكميات المسوقة تعاونيا 43% تقريبا واستطاعت المؤسسة باجراءاتها التشجيعية والتسهيلات الكبيرة التي عملت بها وعلى رأسها السعر التشجيعي الذي اعطته الدولة للاخوة الفلاحين والمنتجين والذي شكل ارتياحاً وإقبالا كبيرين للتسويق للمؤسسة .. وكان للتعاون الكبير بين المؤسسة ولجان التسويق الفرعية برئاسة السادة المحافظين ووزارة الزراعة والاتحاد العام للفلاحين واتحاد نقابات العمال والجهات الأخرى ذات العلاقة كان له الاثر الكبير في إنجاح عمليات التسويق واستلام كامل انتاج الفلاحين دون اي إشكالية .. وكانت أي مشكلة تعالج في حينها وفورا .
وحول استعداد المؤسسة لاستقبال موسم 2010 والذي يبدا بعد ايام بين الناصر انه تم ما يلي : تم تجهيز المراكز في كافة انحاء القر بكافة التجهيزات والعناصر بعد تدريبهم مع عناصر من اتحاد الفلاحين وتامين كافة مستلزمات الشراء في المراكز والبلغ عدده 140 مركزا .وتم اصدار كافة التعليمات الى الفروع بالتشكيلات على اسس موضوعية يراعى فيها الخبرة والنزاهة والامكانية كما تم تشكيل المجموعات الفنية والرقابية من المؤسسة لكل الفروع . واصدرت السيدة وزيرة الاقتصاد والتجارة كافة القرارات المتعلقة بافتتاح المراكز ومقاييس الشراء واعتماد كل قرارات رئاسة مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية المتضمن استلام كامل انتاج الاخوة الفلاحين في القطر .. كما تم تعميم السيد رئيس مجلس الوزراء الى وزارت الدولة المعنية والسادة المحافظين لوضعها موضع التنفيذ لعدم تسرب اي كمية من القمح المستورد المسوق الى المؤسسة واتخاذ كافة الاجراءات القانونية بحق المخالفين دون هوادة. وفي سياق تطبيق وتطوير نظام عمليات الاتمتة قامت المؤسسة في هذا العام باضافة بصمة الكترونية على قوائم الشراء وهي تطبيق فعلي لقانون التوقيع الرقمي رقم 4 لعام 2009 . وتمت زيادة اسعار شراء القمح من رئاسة مجلس الوزراء 500 ليرة للطن الواحد اي اصبح سعر القمح القاسي للطن الواحد 20500 ليرة وسعر القمح الطري للطن الواحد 20000 ليرة . وهذا عطاء جديد يضاف الى العطاءات السابقة من السيد قائد الوطن والقيادة والحكومة للاخوة الفلاحين وهذا سيساهم في اقدام الفلاحين على تسليم كامل انتاجهم للمؤسسة لن البذار مؤمن وبسعر مناسب والخبز مدعوم من قبل الدولة بشكل كبير مقارنة مع تكاليف انتاجه .
كما القى الدكتور المهندس عدنان السخني كلمة محافظة الرقة قال فيها أن نلتقي اليوم على ضفاف الفرات، وفي حاضرة الرشيد، محافظة الرقة، بنت الثورة، هذا يعني أن نعود إلى الأصل لنكون اليوم على الأرض التي عرفت القمح قبل البشرية كلها، فزرعته في هذه البقعة من الأرض، وأنتجه غلّة وفيرة وقدمته رزقاً طيباً للعالمين...
وأن تحتفي الرقة بلقياكم وبين أوابدها الخالدة، فهذا شرف كبير لأبنائها الطيبين، الذين عشقوا الأرض، فأخلصوا لها، قدموا لها عصارة جهدهم وعرقهم، فقدمت لهم الخير والعطاء، فباسمِ أولئك الطيبين من أبنائها العاملين في الأرض، أرحب بكم أجمل ترحاب، مشاركين وضيوف أعزاء في مؤتمر الحبوب، الذي ينعقد تحت شعار: "تحقيق الأمن الغذائي من خلال الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج وتطويره، أساس مهم لاستقلال القرار الوطني"، والذي تفخر الرقة أن تشهد فعالياته ليكون كما يُراد له أن يكون، محطة هامة على صعيد الارتقاء بواقع محصول الحبوب، زراعة وتسويقاً، وما بينهما من فعاليات وخدمات واهتمام تُحقق الغاية المنشودة بالإضافة إلى استعراض لنتائج المؤتمرات السابقة حول المحصول، والوقوف على الصعوبات لتذليلها وتجاوزها والايجابيات لتعزيزها وتطويرها.
واكد السيد المحافظ إن نهوض الرقة الحقيقي بدأ مع بزوغ فجر ثورة الثامن من آذار، ثورة العمال والفلاحين، ومع إطلالة الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد، وأصبحت الرقة مقرونة بالثورة وتطلعاتها على صعيد الإنجازات الحقيقية في مجال الزراعة والمكننة الزراعية، والمتمثلة بإقامة السدود، واستصلاح أرضي وادي الفرات، والاستفادة من المخزون المائي، بما يحقق عائدية مرتفعة في الإنتاج مع الإشارة إلى أن ما تنتجه الرقة مع المحافظات السورية الأخرى من الحبوب، مكَّن القطر من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي، وهذا ما أمَّن لسورية حرية واستقلال القرار السياسي، وذلك من خلال السياسة الحكيمة التي انتهجها القائد الخالد حافظ الأسد في رسم معالم السياسة الزراعية، وتلمس خطوات التطور في شتى المجالات. وتأكد ذلك أشد وضوحاً وإشراقاً من خلال مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، ومتابعته لسياسة تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، والتوسع في مشاريع الاستصلاح، والتوجه نحو الري الحديث، والاستفادة من الموارد المائية المتاحة، ومواجهة الظروف المناخية السائدة، وتحديات الجفاف.
واختتم الدكتور سخني كلمته قائلاً أتمنى أن تخرجوا من هذا المؤتمر بالتوصيات التي تنسجم مع تطلعات السيد الرئيس بشار الأسد في تأكيده على حرية القرار السياسي، الذي يُعطي لسورية مكانتها الإستراتيجية في المنطقة، ويُبرز عظمتها في مواجهة أعدائها وخصومها، وتتلاءم مع الخطوات المتسارعة التي رُسمت للواقع الزراعي وآفاق تطويره، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة في تحقيق التنمية الاجتماعية، وزيادة الإنتاج ضمن وحدة المساحة، والاستفادة ما أمكن من الموارد المائية المتاحة، وتوفير الدعم الكامل للفلاح والمزارع، والإنتاج الزراعي.
بعد ذلك ناقش السادة اعضاء المؤتمر التقرير السنوي للمؤتمر والذي تضمن تقويم الموسم الزراعي لعام 2009 وتقديرات الموسم الزراعي لعام 2010 واحتياجات الاستهلاك والاستعدادات المتخذة لاستقبال الموسم : مراكز الشراء وتعليمات بيع الاكياس والاجهزة الفنية اللازمة لعمليات تسويق الحبوب والسيولة النقدية والطاقات التخزينية والرقابة على الشراء
وزارة الاقتصاد
