هل هي من قبيل الصدفة المحضة، أنه كلما شهدت أسواق الأسهم المحلية تحسنا في أسعارها والتقاط أنفاسها تم تسريب أخبار أو نشر تحليلات تفوح منه رائحة السلبية عن شركة مدرجة أو قضية اقتصادية؟
وهل بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية لمثل هذه السموم بات أمرا مدروسا، سواء من ناحية التوقيت أو ما يحمله من المضمون؟ ولماذا لا يكون التحرك سريعاً في الرد على بعض من يحاول تفسير التصريحات الايجابية على نحو سلبي وفقا لما يخدم اجندته الخاصة؟
لم تعد أسواق الأسهم تهنأ بكل ارتفاع تحققه لأكثر من يوم واحد أو يومين على أكثر تقدير حتى يتلوه تراجع يلتهم كل ما تحقق من مكاسب، مما جعلها وكأنها تدور حول نفسها في حلقة مفرغة. وزاد من حدة التقلبات التي تسيطر على تعاملاتها.
وربما سأكرر نفسي عندما أقول ما سبق وقلته مرات عديدة، ان غالبية ما يتم في السوق من تراجعات متعمدة بدفع من عمليات مضاربة وجني أرباح غير مبررة لكونها لا تريد إعطاء الفرصة للأسهم من اجل بناء مراكز سعرية جديدة، وهي تنفذ من قبل من يتحكمون في الوقت الراهن في توجهات السوق، أو نتيجة نشر وسائل إعلام أجنبية أخبار سلبية في أوقات مدروسة تؤثر على معنويات الغالبية العظمى من صغار المتداولين الذين يعدون الشريحة الأكبر في السوق.
إن ما يحدث في الأسواق من تقلبات لم يكن أيضا ليحدث لو قامت المحافظ المحلية بدورها في ضبط إيقاع تحركات السوق. ولو سارعت كل الشركات المعنية بالتصدي بالحجة والتفنيد المنطقي لكل ما ينشر عنها من تحليلات أو أخبار غير موضوعية تستهدف التأثير على أسعار أسهمها سواء لجهة الانخفاض أو الارتفاع.
ويتضح يوما بعد يوم ضرورة عقد مؤتمر لمناقشة الوضع في الأسواق، فلم تعد الأمور تحتمل التأخير لتصويب الخلل في أهم قناة استثمارية من المفترض أنها تعد مرآة عاكسة للأوضاع الاقتصادية التي تُجمع كافة المؤسسات على أنها متميزة في الإمارات.
" البيان" الاماراتية / ناصر عارف
