ال وول ستريت حقق ارباحا محترمة بداية الاسبوع ثم ما لبث ان تخلى عنها بحركة تراجعية متسارعة فاجأت الكثيرين .

الاسباب كثيرة في وسائل الاعلام وكلها تعتبر ذات تأثير على المستجدات الطارئة:

الحكومة الاميركية قد لا تكون مستعدة لتمديد مهلة الاعفاءات الضريبية على بناء المنازل التي تنتهي مهلتها في 30 نوفمبر القادم، ما سيعيد القطاع الى دائرة المعاناة مجددا ان صحت التوقعات، وهذا لا بد ان يحد من مسيرة النمو المنتعشة حاليا ويعرقلها.

من جهة اخرى ثمة حديث يتعلق باضطرار بنك اوف امريكا الى طرح اسهمه التي يمتلكها للبيع بهدف تسهيل دفع ما يتوجب عليه من مبالغ تلقاها من الدولة بصورة مساعدات ابان الازمة، وهذا كان له انعكاس على قطاع البنوك برمته.

قطاع البنوك ايضا في اوروبا كان يوم امس في دائرة الضعف بعد اعلان ING Group في هولندا عن رفع رأسماله ليتمكن من دفع ما يترتب عليه من ديون للدولة ايضا.

نفس التسريبات تتعلق ايضا ب Lloyds البريطاني.

 

الى هذا لا بد من اضافة عنصر على اهمية عالية وتأثير مؤكد يتمثل بقلق المتداولين وتوترهم وجهوزيتهم للاندفاع الى رمي ما يحملون من اسهم خشية من حدوث مفاجأة سلبية ما عند اول خبر يتم الاعلان عنه . هذا عامل يعقد الامور وقد يكون السبب الاهم للتراجعات المتهافتة التي يجهد المحللون للبحث عن اجوبة لاسباب حدوثها والسبب يكون واحد.

 

نتيجة هذه المعطيات كان التراجع في اسعار المعادن وارتفاع في اسعار الدولار على جبهة عريضة نتيجة اللجوء اليه بحسب المعادلة القديمة الجديدة ترتفع اسواق الاسهم يتراجع الدولار ، تنخفض يرتفع...

 

وان اتينا الى اليورو فان جملة معطيات قد تكون تضافرت للتأثير على تراجعه الحاد الى جانب عامل الهلع وتفعيل الستوبات الاوتوماتيكية التي تزيد الحركة تسارعا في مثل هذه الحالات:

تراجع ال وول ستريت لليوم الثاني على التوالي اطلق حركة بيع اليورو بحدة بعد ان بدت عليه علائم الضعف يوم الاثنين وعجزه عن تحقيق قمة تعاملات جديدة.

الوضع الاقتصادي الاوروبي لا يوحي بتوفير الدعم اللازم ليورو مرتفع ما شجع على الحركة التراجعية ( ثقة المستهلك من المانيا جاءت متراجعة ).

المفوضية الاوروبية للصحة تعلن عن تقديرها تعرض ثلث سكان الاتحاد للاصابة بافلونزا الخنازير في الاشهر القادمة ما سيزيد من الاجازات المرضية ويقلل من الاستهلام ويؤثر حتما على الانتاجية والنمو.

 

استمرار هذه الحالة المستجدة رهن بعودة الحياة الى صالات البورصات العالمية والاميركية بشكل خاص حيث ان الجو العام لا يزال ايجابيا بالمدى المتوسط بالرغم من التراجع الحاصل والذي قد يبقى محصورا بمدى قريب لا يتعداه.