بورصات وأسواق - علي نزار الآغا
"متخصص في الأسواق المالية"
المستثمرون في سوق دمشق للأوراق المالية تلفهم الحيرة، فتارةً باتجاه البيع وتارةً أخرى باتجاه الشرائ، لذا فالقرار الاستثماري لم يأخذ اتجاه واحد وثابت لأكثر من جلسة تداول، ولو رجعنا إلى الجلسة الافتتاحية للأسبوع الماضي نجد ارتفاع مؤشر سوق دمشق للأوراق المالية المثقل 2.98 نقطة بينما خسر في جلسة تداول الاثنين 1.40 نقطة لتأتي الجلسة التالية باكتسابه 1.49 نقطة بينما أتت الجلسة الختامية بانخفاضه 2.89 نقطة... مع العلم |أن النتيجة االجمالية لتداولات السبوعي توحي بارتفاع المؤشر بنسبة 0.01% حيث اكتسب 0.18 نقطة وهو الفرق بين النقاط المكتسبة والنقاط التي خسرها المؤشر في تلك التداولات، وقد بينت رجحان كفة المشترين (ثيران السوق) بصعوبة بالغة على الباعة (دببة السوق)، هذا التذبذب الشديد لقيم المؤشر لاتزال تترك ضمن مستويي دعم (أقل قيمة للمؤشر) ومقاومة (أعلى قيمة للمؤشر) دون اختراق لأي منهما، مستوى المقاومة عند القيمة 1432.90 نقطة للمؤشر والموضح عند النقطة (a) في المخطط البياني رقم (1)، ومستوى الدعم عند القيمة 1415.93 نقطة والموضح عند النقطة (b) في المخطط البياني رقم (1) أيضاً، وهكذا يتحرك المؤشر ارتفاعاً وانخفاضاً ضمن هذا الهامش بين المستويين، والبالغ 16.97 نقطة بنسبة 1.18% من قيمة المؤشر عند مستوى المقاومة، وهو في طور تكوين موجة التصحيح الثانية في السوق، حيث كان قد أنهى موجة التصحيح الأولى الموضحة بالمثلث (A-B-C) في المخطط البياني السابق، وكما هومعروف في عالم التحليل جائ ذلك التصحيح في الموجة الثانية من تشكيل المؤشر، حيث تمثل الموجة الأولى منحنى المؤشر منذ البداية وحتى النقطة (A) والموجة الثانية هي التصحيح الممتد بين (A-C)والموجة الثالثة بين (C-a) وهنا بدأت الموجة الرابع في مسيرة المؤشر والتصحيح الثاني منذ النقطة (a) وحتى اليوم.
هذا وتخبرنا قاعدة فنية في التحليل الفني تدعى (قاعدة اللاتناوب) أنه ما من تذبذب لقيم المؤشر على شكل مثلث أو أي شكل آخرغير البسيط في موجة التصحيح الثانية هذه، والتي تخبرنا بما لايمكنه الحدوث في السوق، فمثلاً لو كان التصحيح في الأول (في الموجة الثانية) على شكل مثلث، هذا الأمر لايمكنه التكرار في التصحيح الثاني (في الموجة الرابعة) حيث يكون التصحيح فيها بسيط وهذا ما يحصل عندنا.. والمقصود بالتصحيح البسيط هو ثلاث موجات متتالية (اثنتان هابطتان وواحدة صاعدة) تم إنجاز الأولى منها بتراجع المؤشر لأربع جلسات متتالية بين النقطتين (a-b)، والثانية صاعدة بين النقطتين (b-c) والثالثة تنجز اليوم بتذبذنحو الهبوط ليتم حسم موجة التصحيح الحالية، وتحديد هدف المؤشر وبداية تشكيل الموجة الخامسة بعد موجة التصحيح، الأمر الذي يتم تحديده ومعرفته بواسطة مؤشرات التحليل الفني واستراتيجياته المطبقة على المؤشر.
وفي اتجاه آخر تراجع أدائ السوق من حيث حجم وقيمة التدال، حيث بلغ حجم التداول الاجمالي في جلسات الاسبوع الماضي الأربعة 59355 سهماً متداولاً في 450 صفقة منفذة على أسهم معظم الشركات المتداولة بقيمة تداول إجمالية بلغت72,424,570 ليرة سورية، في حين خرجت أسهم كل من شركة آروب والوطنبية للتأمين عن دائرة التداول هذا الاسبوع.
اتجاه السوق في حيرة.. ؟!
يوضح المخطط البياني رقم (1) مسار المؤشر (باللون الأسود) حيث رسمنا خط الاتجاه الرئيسي (trend line) وهو المستقيم المائل (باللون البنفسجي) وخط الاتجاه الفرعي (باللون البنفسجي الفاتح)، وكما هو مبين في الشكل يلامس خط الاتجاه الرئيسي قاع خط المؤشر في منقطة التصحيح (النقطة B)، حيث تتذبذب قيم المؤشر في انعكاس عن الاتجاه التصاعدي للسوق، ومع قياس زاوية انحدار لخط الاتجاه بلغت حوالي (45) درجة، وهذا مقياس لمدى قوة السوق في اتجاهها (الصاعد حالياً) وهذه الدرجة تعتبر نقطة مهمة، فعندما تكون زاوية الانحدار أكبر من 45 درجة تكون قوة السوق شديدة، أما أصغر من 45 فهذا دليل على تراجع قوة السوق في الاتجاه، هذا ويلاحظ درجة القوة البالغة الشدة في السوق بعد فترة التصحيح، ويشير خط الاتجاه الفرعي الذي يبدأ من النقطة (C) مدى الانحدار عن زاوية الـ45 درجة، ما يدل على أن السوق ماضية في اتجاهها الصاعد بقوة، طالما مسار السوق (المؤشر) خارج خط الاتجاه... وهنا من الملاحظ تقاطع المسار مع خط الاتجاه هذا عند النقطة (a) مستمراً بالاقتراب من خط الاتجاه الرئيسي، أما حركة المؤشر بعد النقطة (c) فتشير إلى تذبذب كبير بين ارتفاع وانخفا، إما باتجاه خط الاتجاه الرئيسي وإما الفرعي، ولكن من المتوقع تغلب الاتجاه الهابط خلال الاسبوع الحالي لانهائ موجة التصحيح هذه، وأما الآن يشير واقع السوق إلى أن المؤشر يمضي في مرحلة التصحيح التي اقتربت من نهايتها، ليعود بعدها إلى اتجاهه الصاعد "القوي" إلا أن الموضوع بحاجة إلى تأكيد من أكثر من مؤشر ومقياس حالياً، وفي جلسات التداول القادمة لحسم الأمر بصورة كاملة ودقيقة.
زخم التداول
يعتبر مفهوم زخم التداول (Momentum) المفهوم الرئيسي الذي يعتمد عليه تحليل التذبذب، حيث يقيس سرعة تغير السعر، ويتم قياس زخم التداول عن طريق الحصول على تغيرات السعر باستمرار في فترة زمنية فاصلة، وتأتي أهمية مقياس الزخم من كون حركة خط زخم التداول تأتي كخطوة قبل حركة السعر، وذلك ناجم عن الطريقة التي يتكون منها هذا الخط، وبالتالي يكون خط زخم التداول قائداً لحركة السعر.
وهنا نعتمد على قيم مؤشر السوق لقياس زخم التداول، والذي بدوره يعتمد على أسعار إغلاق الأسهم المدرجة في السوق، وبالعودة إلى المخطط البياني رقم (1) يتوضح لنا خط زخم التداول لفترة (10) أيام في أسفل المخطط ، يعلوه خط زخم التداول لفترة (5) أيام ويعتبر هذا الخط أكثر حساسية لتغير السعر من الخط السابق.
وهذا واضح، حيث يشير خط الـ(5) أيام إلى بدئ زخم التداول (السالب) بالاقتراب من المستوى الصفري والتقاطع معه نحو الأعلى ولكن بحذر شديد حيث يلامس خط الزخم هذا المستوى الصفري دون ارتفاع واضح، كما هوملاحظ في الدائرة البرتقالية، وهذه نقطة في غاية الأهمية، فإذا استمر المؤشر بالتقدم في جلسة التداول القادمة نحو الأعلى، فهذا دليل على مرحلة تأكيد مرحلة الشرائ في السوق ما يعطي إشارة قوية على استمرار الاتجاه الصاعد، أما إذا انخفضت قيم المؤشر فالنتيجة عودة خط الزخم إلى المنطقة السالبة وسيطرة البائعين من جديد على إيقاع التداولات، واقتراب موجة التصحيح من النهاية وبدأ تشكيل الموجة الخامسة,
كذلك يوضح خط الزخم لـ (10) هذا الأمر، وخاصة أنه لامس المستوى الصفري دون أن يتقاطع معه، وهذا واضح في المخطط البياني السابق ضمن الدائرة البرتقالية واستمرار هذه الحالية أو تباطؤ تقدم هذا المنحنى يشير إلى ضعف في هذا الاتجاه، وقد يعني اقتراب الحركة الثالثة في هذا التصحيح باتجاه الهبوط، ما تثبته لنا الأيام القادمة.
تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة
أما مؤشر الماكد (MACD) ويقصد به تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة، الموضح في المخطط البياني رقم (2) بمنحنى أحمر وآخر أزرق، فيشير تباعدهما إلى استمرار منطقة الشرائ في السوق، لكن كما هو بعد تقاطعهما وتحول المنحنى الأزرق دون المنحنى الأحمر إلى سيطرة البيع على السوق، وفي جلسات التداول الأخيرة نلاحظ استمرار هذه الحالة على السوق حيث يزال منحنى الماكد الرئيسي أسفل الخط الثاني ما يشير إلى أن الصعود الحاصل إنما هو مرحلي وآني، وتأكيد الصعود يتطلب عودة خط الماكد الرئيسي إلى أعلى الخط (باللون الأحمر) وتأكيد سيطرة حالة الشرائ على السوق.
في تجربة أخرى سنطبق مايسمى بالمنحنيات الغلافية (Percentage Envelops) وهما عبارة عن متوسطين متحركين بسيطين مع نسبة انزياح عن بعضهما بدرجة 3%، وهنا نوضح أن المتوسط لمتحرك البسيط هم عبارة عن محنى يعبر عن متوسط أسعار الاغلاق لمدة محددة (5) أيام أو (10) أيام أو (20) يوم...إلخ وتزداد حساسية المتوسط مع الفترة الزمنية الأقصر، وهنا أخذنا المتوسطات لـ(10) أيام مع نسبة انزياح 3% لنحصل على الغلاف الموضح بالمنحنيين ذو اللون الأحمر (الحد السفلي للغلاف) والأزرق (الحد العلوي للغلاف)، الذي يحدد لنا الوقت الذي يصل فيه اتجاه السعر(مسار المؤشر) إلى أقصاه، وهذا أهم ما تخبرنا به المنحنيات الغلافية، وكما هو ملاحظ من تحرك مسار المؤشر بين هذين المتوسطين (الغلاف) في المخطط البياني رقم (2) ملامسته للمنحنى العلوي واختراقه، بعد مرحلة التصحيح الأولى مايشير على أن المؤشر قد وصل إلى أقصاه ارتفاعاً، أما بالتركيز على الدائرة (باللون البرتقالي) فنلاحظ انحراف مسار المؤشر نحو داخل الغلاف بعد ليتقاطع مع الحد العلوي ويستمر اتجاهه نحو الداخل، مايدل هي التراجع في اتجاه المؤشر مع انحراف مساره داخل الغلاف متقاطعاً خط المتوسط البسيط لعشرة أيام الموضح باللون الأخضر، والأمر الملاحظ في جلسات التداول الأخيرة هو تحرك منحنى المؤشر ملامساً للمتوسط المتحرك البسيط واختراقه بشكل بسيط إما صعوداً وإما هبوطاً، ولكن ىخر جلسة تداول تؤكد انحراف المؤشر نحو الهبوط، ماتؤكده جلسات التداول القادمة.
ويمكننا هنا الاستفادة من مؤشر البولينجر باند (Bollinger Band) –المنحني البنفسجي والبنفسجي الفاتح في المخطط رقم 2- وهو شبيه بالمنحنيات الغلافية باستخدام حديه كأهداف للسعر، ولكن يختلف عن الأغلفة بقكرة الاتساع العرضي.
وبالنظر إلى القسم الأخير نلاحظ ابتعاد مسار المؤشر (باللون الأسود) عن حد البولينجر باند العلوي ليتقاطع مع المنحنى الغلافي العلوي أيضاً، وهذه إشارة تم تأكيدها باستمرار مسار المؤشر بالتقدم ليتقاطع مع خط المتوسط المتحرك البسيط لعشرة أيام، حيث كان هدف المؤشر هو الحد السفلي للبولينجر باند,إلا أن المؤشر انحرف مجدداً باتجاه الصعود... ولكن بشكل نسبي، ثم عادود انحرافه نحو الداخل متقاطعاً مع المتوسط، ما يعني أن هدف المؤشر القادم قد يكون المنحنى السفلي للبولينجر باند (البنفسجي الفاتح)، ويمكننا هنا الاستفادة من فكرة الاتساع العرضي للمؤشر (حيث يدل اتساعه على استمرار المسار في اتجاهه في حين يدل تضيقه على تراجع المسار عن اتجاهه) وتبين لنا الدائرة البرتقالية كيف بدأ الحد السفلي والعلوي للبولينجر بالانعطاف نحو الداخل وتضيق الاتساع بصورة ملحوظة، ما يشيرإلى تراجع حاد في اتجاه المؤشرواحتمال كبير على استمرار التصحيح في الاتجاه الهابط وهو المحطة الأخيرة له قبل العودة إلى الاتجاه الصاعد، مع استمرار هذا التضيق في الاتساع العرضي... ما تؤكده الجلسات القادمة بشكل حاسم.
