هي اسعار شراء لكونها حالات لتراجعات تصحيحية ولان كل المعطيات التي حتمت ارتفاع الذهب في الماضي القريب والماضي المتوسط لا زالت قائمة وفاعلة.

اطلاق حركة التراجع الحالية التي حملت المعدن الاصفر الى حدود ال 1135$ للاونصة بداية الاسبوع كانت بيانات البطالة الاميركية والتفسيرات المفرطة في التفاؤل التي رافقتها - عن حق او غير حق - .

الملفت حاليا ان صراحة رئيس الفدرالي الاميركي برنانكي يوم امس الاثنين في تسميته الايجابيات باسمها الذي يناسبها معتبرا اياها غير كافية للمباشرة باعتماد سياسة نقدية جديدة ومؤثرا ابقاء القديم على قدمه: " لا شيء تغير بالنسبة لي " قالها بوضوح. الملفت في هذا الجو ان الذهب لم يعاود الاندفاع صعدا وكان له ان يفعل لو أن الحركة التصحيحية التراجعية باتت متشبعة بيعا.

في هذا المناخ الذي يشهد تجاذبات كثيرة تبدأ بالمعطيات الاساسية التي تدفع بالاسعار صعدا وتنتقل الى التقنية التي باتت تتطلب تصحيحا ضروريا وتصل الى المضاربات التي لا تلتزم احيانا بقانون او قاعدة، في هذا المناخ بات من الممكن التاكيد ان ال 1200/1300 $ للاونصة شكلت مساحة مقاومة صلبة جدا امام الارتفاعات فيما لو تجددت. هذا يدعو الى التريث وعدم الاندفاع الى السوق بقوة والاكتفاء بشراءات معتدلة مع كل تراجع فلربما اعطى السوق مناسبة شراء فيها المزيد من الراحة.

التراجعات تصحيحية اذا ولا مستجدات تحتم تغيير الموقف من المستقبل :

البنوك المركزية لا زالت في موقع الطلب بعد ان كانت منذ 22 سنة في موقع العرض وهذا تحول شديد الاهمية.

منتجو الذهب تخلوا عن عادتهم التقليدية باعتماد حالة تسييج لمنتجاتهم وهم ينامون على اسعار مريحة وغير مقلقة.

ديون الولايات المتحدة لا سقف محدد لها وهي ترتفع وترتفع بينما الدائنون ينصرفون الى التفتيش عن مراكز استثمارات اكثر امانا، والمديونين لا حيلة لهم الا طبع الاوراق المالية باستمرار.

كل هذا يعني ان اي قفزة تصاعدية للدولار ستكون مؤقتة ، وكل قهقرة تراجعية للذهب كذلك.

 

اخيرا هذه الملاحظة ...

كان من الممكن ان يبلغ الذهب ال 1300$ للاونصة ولكن ان تبين ان ال 1225 هي الحد الاقصى وان تعديها سيكون مستحيلا، فان تراجعات باتجاه ال 1100$ ستكون مرجحة جدا . ال 1125/1150 من الممكن ايضا ان تشهد طلبات استباقية تبقى قدرتها على منع التراجعات الاضافية موضع تساؤل ورهن بالظروف العامة للسوق.

ايضا بلوغ الدفاع المهم جدا على ال 1000$ احتمال نتركه رهنا بالظروف العامة للتراجع والمدى الذي قد يبلغه الطلب على الدولار الذي نعتبره ذات طابع مؤقت ايضا...