الإثنين 2010-05-31 17:52:19 كــتب
ابن سينا ... سجين قلعة ألأسوار السبعة
نور ملحم
 
هل من المعقول لرجل استثنائي كابن سينا نذر نفسه خدمة لشعبه ووطنه والإنسانية جمعاء أن يسجن في مدينة همدان المعروفة تاريخياً بأسوارها السبعة ؟! ...كيف يمكن لمثل هذا العالم أن يودع في غياهب السجن وهو الذي قدم ما لم يقدمه كثير من العلماء في مجال الطب والرياضيات والفلسفة وعلم النفس والتربية ... ؟! كيف يمكن لشخص قدم للتراث العربي والعالمي ما يزيد على 250 كتاباً وما زال البعض منها يدرس في أعرق الجامعات الأوربية أن يعامل بمثل تلك المعاملة ؟!... أسئلة كثيرة قد تدور في ذهن القارئ وهو يقرأ العنوان " ابن سينا .. سجين قلعة الأسوار السبعة " .. هذا ما يجيب عنه كتاب صدر مؤخراً للزميل علي العبدالله يحمل عنوان " سجين قلعة الأسوار السبعة .. سيرة حياة ابن سينا "،حيث ترجمه عن اللغة الفارسية وهو من تأليف الكاتب الإيراني حسين فتاحي .
الكتاب يقع في 260 صفحة من القطع المتوسط، وهو رواية تؤرخ لسيرة عالم إسلامي جليل على نحو قصصي ممتع ،لعالم أضاف على التراث الإسلامي والعالمي الشيء الكثير، إنه الشيخ الرئيس أبو علي سينا الذي يجهل الكثير منا سيرة حياته ببعض من تفاصيلها، بكل ما تحمل هذه السيرة من منغصات وخلجات حياتية يومية يمكن أن تعصف بأي إنسان ،خاصة إذا كان على قدر من العلم والتواضع والصبر كما هو الحال في شخصية ابن سينا .
يقول الصحفي و المترجم "علي العبد الله" في تصريح لموقع لسيريانديز : "يمد الكتاب قارئه بجرعات عالية من الصبر والجلد نظراً لما قد عاناه وقاساه هذا العالم الجليل من حسد أمراء البلاطات وما شهده من مضايقات وامتعاضات لأناس عرفوا قدره ولكن وللأسف حسدوا شأنه، إلا أن ابن سينا المعروف في الرواية بـ"أبو علي "لم يستسلم ويرضخ للأمر الواقع بل قاوم وجاهد نفسه لخدمة شعبه ووطنه عبر نتاجاته الفكرية والعملية خاصة في مجال الطبابة ."
ويضيف قائلاً :من يقرأ الكتاب يجد أن أبا علي سينا شهد طفولة استثنائية، درس عند علماء أجلاء، فألم بعلومهم، داوى الضعفاء والفقراء فكانت يده الشفاء، أحب رفقة العلماء فكان من جاراهم ، عكف على التأليف والكتابة فكانت يده رسولاً لعلمه وفكره .اشتغل عند الملوك فضايقوه ولم يعرفوا قدره وعلمه، ولعل عنوان الكتاب "سجين قلعة الأسوار السبعة" يشير بوضوح إلى ما قاساه عالم كبير من سجن في قلاع مدن عرفت بأسوارها السبعة كمدينة همدان مثلاً .
نقرأ مما جاء في مقدمة كتاب المترجم:من يقرأ هذا الكتاب، فإنه يجد أن أبا علي بن سينا كان قد عاصر فترات شهدت تقلبات سياسية انعكست عليه سلباً، فكان التاريخ ظالمه،وحتى لا تكون الغلبة للظلم، فقد اقتضت سنة الله في الكون أن يكرّم هذا العالم بعد مماته، من هنا تبارى الكتاب بتأليف كتب توثّق سيرة حياته، فكان منهم الكاتب الإيراني حسين فتاحي مؤلف هذا الكتاب الذي استند فيه إلى أوثق المصادر، بعد أن سطره بأسلوب قصصي محكم لعله يدفع القارئ إلى فهم كل دقيقة من دقائق حياته.
يذكر أن السيرة الرواية (سجين قلعة الأسوار السبعة) هي أولى أعمال المترجم علي العبدالله ولديه كتب أخرى قيد الطباعة ككتاب " خريف في القطار" رواية للكاتب كاظم مزيناني وقصص أخرى للأطفال تحمل عنوان   " مغامرات حمص"
 
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024