السبت 2010-05-29 20:13:29 رسامون
دعونا نتذوق هذا المزيج.. ولنبدأ "الدوران"!
سنين مضت لا تشبه بعضها وتجارب متنوعة تصنع الكينونة التي تقود بدورها الى لقاء وشغف من نوع آخر، إنه اللقاء الأزلي الذي يسجل دائماً القيمة المثلى للدوران في نسيج اللوحة عبر رحلة الزمن.
إن تفرغي للعمل الغرافيكي في مؤسسة (بي جي) للإعلان وتصميم الشعار والهوية البصرية، لم يلغ من ذاكرتي معرضي الأول عام 1993 في صالة آرام، حيث أن شعاراً لا تتجاوز مساحته بضعة سنتيمترات (لوغو)، بما يلخصه من عوالم فلسفية ورموز جمالية، نفض غبار الزمن عن تلك الذاكرة وكان كافياً لبناء جسور الصداقة والمودة بين مؤسستنا ومجموعة جوليا دومنا، ليولد «دوران» كنتيجة طبيعية لهذه العلاقة الخلاقة والذي يكسر حاجز الصمت ليولد الفراغ الذي يضرم الإنسان فيه ضجيجاً لذيذاً يتحرك ويتناغم ليعانق روح الهواء ويفيض الضوء فوق الأبيض الأزلي ويتناثر غباره القدسي في المكان ليرتفع الصوت.. فكلهم يدورون.
حين تغرف العين متعتها من دوران الدراويش لا يلبث أن يبدأ دوران آخر عند المتلقي ليستقرء ويسجل ويتمايل نشوةً مع اقترابه من جوهر الحقيقة. من مسرحهم أستعير رموزي جميعها، فأسجل تلك اللحظات والمشاهد عبر تثبيت الزمن والمحافظة على دورانهم في لوحاتي برؤيةٍ فنيةٍ تذكرني دائماً بأننا متبدلون وزائلون.
«دوران» هو رحلة الإنسان الحتمية في بحثه عن الجوهر عبر مشوار الحياة متلذذاً بالمكان والضوء والصوت والحركة، فمنذ ولادته يسعى الإنسان ويبحث وينقب ويصعد ويهبط ويدور وصولاً إلى نهاية التجربة. كل ذلك يشكل بمجموعه المادة البحثية لأجساد لوحاتي القادمة والتي لن يكون الجمال خاسراً فيها أبداً.
دعونا نتذوق هذا المزيج.. ولنبدأ الدوران.
بديع جحجاح
 
  
         
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024