الثلاثاء 2010-03-23 10:05:29 حــوارات
الفنان (محمد معتوق) لسيريانديز: يوماً ما سأعزف للناس موسيقى كأصوات الملائكة
عبقرية موسيقية متمردة على نمطية الألحان المعاصرة، مقطوعات كاملة تسكن أفكاره منذ الصغر، كامنة لتصبح موسيقى عالمية الهوية مجهولة النغمات إذ لا تجسدها آلة موسيقية في العالم غير آلاته الخاصة التي تنتظر براءات الاختراع، الفنان السوري (محمد معتوق) المطرب والكاتب والملحن.. كان لسيريانديز معه –حصرياً- هذا الحوار:
نشأت في عائلة مهتمة بالفن، ومنذ سن السابعة شجعني أهلي على الغناء فعشقت الأمر وتطور إحساس الموسيقى في داخلي لأخطو أولى خطواتي في عالم الموسيقى في سن السادسة عشر من عمري حين درست الصولفيج الموسيقي وكتابة النوتة، واخترت آلة العود لأتعلم العزف عليها بمجهود شخصي أولاً وقطعت شوطاً لا بأس به ومن ثم انضممت إلى معهد موسيقي لأتقن عزفه بشكل جيد وبعد ذلك تعلمت العزف على آلتي الغيتار والكمان..
تعلمي للنوتة الموسيقية والعزف جاءا كي أترجم الألحان التي كانت تعصف في رأسي للناس ولكني لم أقتنع بما وصلت إليه، فموسيقاي كانت تنقصها الإيقاعات، فتعلمت ضرب الإيقاع الموسيقي بمجهود فردي أيضاً وتباركت مجهوداتي من خلال التأكيد على حسن أدائي وصحة ضبط الإيقاعات بمجالستي لبعض الإيقاعيين المخضرمين، ولم أجد صعوبة في عزف النوتة الإيقاعية لأني كنت قد تعلمت النوتة الموسيقية بشكل كامل من قبل.
عملت مدرساً في بعض المعاهد.. ولكن هذا العمل لم يكن مقنعاً لأن حلمي أكبر من هذا بكثير، وهو بأن أنافس كبار الموسيقيين العالميين بموسيقى من طراز مختلف، ولكن رغم كل ما تعلمته لم أستطع أن أنفذ الألحان التي في رأسي على أية آلة من الآلات المعروفة، وبقيت حائراً في كيفية تنفيذ الصوت الذي أسمعه إلى أن سمعت يوماً مقطوعة (نينوى) فتأثرت بصوت الناي المستخدم فيها، استفسرت عنه وبحثت عن اسمه لأجد أنه ليس بناي أصلاً وإنما آلة مخترعة من قبل قائد الأوركسترا نفسه وهو ياباني الأصل، والآلة يمكن وصفها بصدفة بحر موصولة بناي!!
كانت هذه الحادثة هي محرك الدفع لأولى محاولاتي نحو اختراع آلة تترجم صوت الآلة التي ستكون محور موسيقاي والذي لا يمكن للصوت البشري تجسيده ويمكن وصفه بصوت ناتج عن آلتين إقاعية ونفخية معاً..
صنعت مجسمات مبدئية لآلتين من فخار وخشب وجلد واختبرت الصوت فتمكنت من الوصول لنسبة قريبة جداً من الصوت الذي في ذهني، راقني ما وصلت إليه، وطورت قليلاً في آلاتي الخاصة إلى حين أن تأتي الفرصة المواتية لأخرج للناس أفكاري بموسيقى عالمية خلاقة أجسدها بآلات خاصة قادرة على التعبير عن الطبيعة ومكنونات النفس البشرية، وأنشئ عالماً خيالياً يمكّن الإنسان من تفريغ مشاعره والتحليق به نحو عوالم أخرى -واعذروني على التعبير- ولكن أتخيل بأن الموسيقى ستكون شبيهة بأصوات الملائكة..
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024