الخميس 2010-01-21 11:24:25 حــوارات
وفيق الزعيم: أنا ابن..الحارة الشامية.. والتلفزيون السوري وتكريمي في أمريكا أبكاني
 
فنان متواضع أحبه الناس من خلال أدواره وطلته المميزة على شاشة التلفاز أعطاه الله الموهبة فأحسن العمل وتألق في جميع الأعمال التي شارك فيها على صعيد التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة, وله العشرات من المشاركات ونذكر التلفزيونية منها (حمام القيشاني – الآباء والحصرم – مزاد علني – حارة الجوري –باب الحارة) شارك في كتابة أكثر من عمل تلفزيوني منها البحث عن السعادة و مزاد علني و حكاية من حارتنا ويوميات ومواطن وغيرها من الأعمال، وله في الإذاعة أكثر من ألف عمل، لهذا الفنان مواقف حازمة في العمل الدرامي احتارت في وصفها أقلام الصحفيين إضافة لكثرة النجاحات التي حققها في أعماله.
كان لسيريانديز فن وثقافة حوارمع الفنان وفيق الزعيم.
كنت أرفض العمل في التلفاز
في البداية كنت في المسرح ضمن فرقة دمشق للفنون المسرحية طالبوني وقمت بالمشاركة بأول دور لي كان بمسرحية "مفتش العام " أحببت المسرح وأعجبني كثيراً فاستمريت لفترة طويلة جداً وكان ذلك في عام 1970وبعد ذلك كان لابد للفنان من التسجيل بنقابة الفنانين من أجل الاستمرار في البداية، كنت أرفض العمل في التلفاز كل عمل يعرض علي أرفضه وأعتذر عليه ولكن شعرت أن المسرح أخذ يفقد بريقه رويدا رويداً ولم يستمر طبعاً لم أقبل بالمسرح التجاري أو كما يسمى المسرح البديل في تلك الأيام كان المسرح يعتمد على الجهات التي تعمل على تمويله وتأمين احتياجاته لم أترك المسرح إلا بعد أن فقدت الأمل منه أحببت الإذاعة وعشقتها وتميزت فيها، لي كتابات كثيرة للإذاعة إضافة إلى المسلسلات الإذاعة والسهرات وكان لي نص و زاوية ثابتة وقد تجاوزت 400زاوية .
لذلك السينما تفشل
أما بالنسبة للسينما لم أعمل لأنها قليلة، والمؤسسة تنتج فيلم أو فلمين في السنة ونلاحظ غيابها أمام زخم الدراما التلفزيونية، وأظن أن من يعمل بالسينما يصنع افلاماً تتناسب مع مزاجه ومزاج عائلته وأصدقائه فقط بعيداً عما يريده الجماهير، لذلك السينما تفشل و تخسر لوجود بعض المزاجيان التي تديرها، وفي حال فكر في إنتاج فيلم سينمائي فانا متأكد من انه سيخسر لأنه يراعى مزاجية القائمين على هذه المؤسسة" .
أحب أن أكرس جهدي في عمل واحد
طبعي في اختيار الأدوار مختلف عن غيري من الفنانين أحب أن أكرس جهدي في عمل واحد أحقق فيه نجاحا كبيرا أفضل في أن أكون بطلا في أكثر من عمل لا يشاهده الناس، ولكنني ان كنت املك وقت فراغ فلا مانع في أن أشارك بأكثر من عمل أما بالنسبة لدوري في باب الحارة أنا الوحيد في مسلسل باب الحارة لم أشارك في أي عمل بيئي أثناء تمثيل العمل ، لأنني لا أحب أن يراني الجمهور في مسلسل باب الحارة في دور ( قبضاي ) ويراني في مسلسل آخر وبنفس الوقت بدور ( حرامي ) وهنا أفقد مصداقيتي كفنان عند المشاهد السوري أوالعربي وأحب الصعود درجة درجة ليس عشرة عشرة وأساساً محبة الناس ودخول القلوب هي النجومية وليست كثرة المسلسلات والأدوار ".
رفضت العمل في أيام شامية
تحدث الزعيم عن باب الحارة ودوره فيه قال " دوري في باب الحارة يعتبر أول عمل شامي لأن المخرج بسام الملا طلبني في السابق لمسلسل أيام شامية ولم أرغب بالدور ولم أحبه فرفضه ومن بعدها لم يستعديني كنت أنتظر الفرصة المناسبة لتفجير التراكم الزمني والخبرات خلال السنين، فكان دور أبو حاتم هو التنفيس عن هذا التراكم وخاصة أنني ابن الشام من منطقة باب سريجة الموجودة في دمشق القديمة وتربيت في الشاغور والميدان وهي لحد كبير تشبه باب الحارة إلا أن باب سريجة حقيقة واقعية موجودة تاريخياً من عمر دمشق ولا زالت موجودة ببيوتها الدمشقية العريقة وسكانها الأصليين حتى الآن, أما باب الحارة فهي حارة افتراضية غير موجودة في الواقع وجدت نفسي في كل أجزاء باب الحارة .
قالوا لي : نتمنى أن يأتي رمضان قبل ثلاث أشهر
 وعن كيفية تأديته للدور وإتقانه للكلمات الشامية قال الزعيم "أول شيء فعلته هو حفظ كل الكلمات والمصطلحات الشامية القديمة بكل مشتقاتها ومستوياتها وحتى تلك الكلمات التي لا تقال على لسان الرجال, فهناك كلمات شامية عامية تخص النساء فقط فمثلا المرأة تقول (تشكل آسي أو تئبرني) وهذه الكلمات لا يقولها الرجال وبما أن الفنان يتطور في سبيل إنجاح هذا العمل فالجمهور يزداد في كل يوم ، والجمهور الذي أحبني في الأجزاء الأربعة ولكن هذا لا يعني بسبب النجاح الذي حققناه في باب الحارة أن أحصر عملي في البيئة الدمشقية ، لأنه قد يعرض علي عمل تاريخي ، وهنا أؤدي أي عمل درامي أجد نفسي فيه ناجحا والاهم أن يعجبني ، فانا تميزت بالكوميديا والبدوي والبيئي وأحب الأدوار المركبة الصعبة وأقول الفرصة لن تذهب بعد.بالنسبة لي دور أبو حاتم مهم جداً كنوع من الأدوار وكل البلاد العربية التي تكرم فيها نجوم باب الحارة كنا نسمع أحاديث تستحق أن تسمع وهي أن المشاهدين في السعودية قالوا : نتمنى أن يأتي رمضان قبل ثلاث أشهر من أوانه كي نشاهد باب الحارة ، ألا يستحق هذا الكلام أن يكون حافزا لتصوير باب الحارة جزء ثاني وثالث وعاشر ، مادام المسلسل ينال إعجاب الجماهير وإقبال الكثير على مشاهدته فلا ضرر من أن يصور أجزاء وأجزاء منه، وهذا يعني أن المسلسل لاقى إعجابا وسيلاقي أكثر من ذلك ".
(لا احد لا بديل له)
وعن خروج الشخصيات الرئيسية تحدث إن كل ما ذكر عن أسباب خروج هؤلاء الفنانين تأخذ بعين الاعتبار مع احترام سبب خروجهم ويحق للممثل وله مطلق الحرية في أن يترك باب الحارة، ولكن أحزن عليهم كما أنني أتمنى لو أنهم لم يخرجوا، وأقول أن العمل لا يتوقف عند فنان وأكبر دليل أن المسلسل يلقي إعجاب أضعاف عن الجزء السابق على رغم خروج بعض الشخصيات الهامة في المسلسل وهناك عبارة يستخدمها المنتجين في هوليوود ( لا احد لا بديل له )، ويعني إذا خرج ممثل من عمل لا يتوقف العمل بل على العكس هناك فرصة للمثل جديد قد يعطي مجهودا أكبر ويميز الدور أكثر " .
مات.. (الإدعشري) و أبو عصام و الزعيم وما زال المسلسل مستمرا
وعن احتمالات فشل المسلسل بعد خروج الشخصيات "في الجزء الأول مات ( الإدعشري ) وقال البعض أننا لن نشاهد الجزء الثاني ، عندما أتى الجزء الثاني مات الزعيم ، وعاد البعض بنفس المقولة ، وفي الجزء الثالث مات أبو عصام ، وهنا شعر البعض بأن المسلسل ينهار ولكن بعد كل هذه التغيرات كان المسلسل ينال ضمن الإحصائيات والدراسات وينال المركز الأول في أعلى نسبة مشاهدة دائما ، أريد القول أن النجاح لا يعني خروج الممثلين ورغم ذلك الناس أحبت مسلسل باب الحارة بعيدا عن خروج أي كان من الممثلين"
الأمثال الشعبية.. لإقناع الناس بواقعية العمل
الفنان وفيق الزعيم يعشق الشام وأرض الشام والأمثال الشامية والمواويل فيركض وراءها ويحفظها كشف لنا أنه يقوم بتأليف كتاب يحتوي على جميع الأمثال والزغاريد الشامية الشعبية لأنه وجد بعد عدد قليل من الحلقات أنه يقوم بترديد تلك الأمثال وأحس وهو في باب الحارة أن هناك شح وفقر في الأمثال الشعبية لا تخدم كافة المواقف ولا يوجد أمثال لكافة المناسبات في العمل، هدفي من تأليف كتاب الأمثال الشعبية هو تدعيم كل مشهد بالمثل المناسب له لإقناع الناس بواقعية العمل".
"حبه للبيئة الشامية دفعه للبدء بتأليف مسلسل عن البيئة الشامية سيكون من إخراج الأستاذ بسام الملا", لافتاً إلى أنه "يكتب أحيانا عندما يكون لديه وقت فراغ وإن لم يكن "مشغولاً بالتصوير.
النقد والفنان والدوبلاج
وعن حق الفنان في نقد عمل ما قال: ( طبعا يحق لأي فنان أن ينقد العمل الذي يقوم عليه ، ويحق لي أن أنقد المخرج والنص ودوري في التمثيل وعملية توزيع الأدوار، لأن الفنان الذي لا ينقد ولا ينتقد لا يتطور أبدا) ، وأضاف ( وإذا أردت أن أنقد باب الحارة فالناس لن يفهموا علي ، لذلك أحاول أن انقد صاحب الاختصاص ولكن النقد الصحيح والذي يجب أن يسمع هو نقد الجمهور أولا وأخيرا لأننا نقدم هذا العمل للجمهور وليس لأحد آخر ) .أما بالنسبة لدوبلاج فقد علق الفنان وفيق الزعيم أنني أرفض الدوبلاج بلهجتنا المحلية وإذا أردنا الدوبلاج لماذا لا نعمل باللغة العربية الفصحة أي لا نعطيها الصبغة المحلية مثلها مثل أي عمل درامي وأنا لا أقبل العمل بالدوبلاج ألا في حال كان الدور مميز والفصحة لأن عاداتنا وتقاليدنا مختلفة عنهم لذلك علينا أن نكون حذرين ليبقى الأمان كما علينا أن نترجم أعمالنا السورية إلى عدت لغات من أجل أطلع الغرب على معلوماتنا الدراميا أما اتجاه بعض الممثلين السورين إلى مصر فهو أمر عادي وطبيعي وجيد نبقى أبناء بلد عربي هذا لا يعتبر احتلال بل نبقى أهل وعرب .
ولولا القطاع العام..
صرح الفنان الزعيم بأمر الأجور بتلفزيون الحكومي هي جيدة ولكنه يتحكم بالقطاع العام وليس الخاص ولا يستطيع تجاوزها، أما القطاع الخاص له شأن آخر ،الكل يعمل ولولا القطاع العام لما اشتهرنا وأصبحنا نجوم .
 
أبكونا وبكوا وأحاطونا بالرعاية والدلال
تحدث وفيق الزعيم بشيء من التأثر عن جولته الأميركية ويصف استقبال العرب السوريين له وللفنان مصطفى الخاني بالرائع، وعن ذلك يقول: دعيت من قبل الإعلامية السورية ليلى الحسيني وقد حاولنا أن يكون هناك عدد من نجوم (باب الحارة) ولكن الأمر لم يتيسر فسافرت أنا والزميل مصطفى الخاني حيث كرَّمنا في مدينة ميتشغن اتحاد الصحفيين العرب وقدم لنا شهادات التكريم قنصل سورية في ديترويت وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية السورية الذين أبكونا وبكوا وأحاطونا بالرعاية والدلال وقد قلت لهم في كلمة قصيرة: أنتم أهم من كل ناطحات السحاب التي تتباهى بها أميركا. لقد كنت قبل مجيئي أتهيب أميركا وعندما رأيتكم تهيبتكم أكثرويلفت الزعيم في معرض حديثه إلى أنه اكتشف خلال هذه الرحلة أن أهم الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات في أميركا هم سوريون «وهذا أمر يدعو للفخر» ولم يتوقف التكريم عند حدود ولاية ديترويت، حيث كرم الزعيم والخاني من الجالية السورية في لوس أنجلس ومن صحيفة الأخبار التي تصدر هناك ومن قبل قائد شرطة الولاية، ومن جمعية (الفيروزة) التي أقامها سوريون (حماصنة) ويصفها الزعيم بالجمعية (الرائعة) وشارك الفنانان الزعيم والخاني في عدة حفلات خيرية في الولاية أقامتها جمعيات معنية بالعمل الإنساني «وقد ساهمنا بجمع أموال كثيرة لمصلحة هذه الجمعيات وحتى الأموال التي عرضتها علينا الجالية السورية طلبنا أن تكون تبرعاً لهذه الجمعيات».وبعد ذلك طار الزعيم والخاني من لوس أنجلوس إلى نيويورك حيث كان ينتظرهما تكريم من قبل سفير سورية في الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الذي قدم لهما دروع التكريم بحضور سفراء الدول العربية في المنظمة الأممية كما كُرِّم الاثنان من الجالية السورية في الولاية ومن جمعية الشلل الرعاشي السورية في نيويورك.
يختم الزعيم حديثه باهتمام السوريين به وبالفنان الخاني بالقول: لقد رفعنا العلم السوري عالياً في كل مناسبة وعندما طوقني السوريون بالعلم بكيت وقلت: لا أتمنى أن أموت إلا تحت هذه الراية. لقد كان تكريماً أكثر من رائع فهم ما زالوا يحملون اسم سورية بقلوبهم. ويلفت الزعيم إلى أنه التقى في أميركا بالفنانين محمد الشماط (مقيم في ولاية أوكلاهوما) والفنان علي كريم ويعلق على الأمر بالقول: كنت أشعر أني بظل الفنان الشماط الذي أعتبره (أبو الهول الدمشقي) إنه فنان دافئ وجميل وطيب وقد فرحت له وللخاني وكريم أكثر مما فرحت لنفسي.
حياته الخاصة
بعيداً عن الفن والتمثيل والشهرة يبقى وفيق الزعيم زوج وأب حنون لثلاثة شباب رائعين ومميزين مثله أكبرهم براء الذي يعمل ممثل أيضاً وكان قد عمل دور الدكتور حمزة في باب الحارة وعصام طالب في الجامعة وأخر العنقود وأصغرهم ورد في الصف التاسع نتمنى له النجاح والتفوق
عندما قرر وفيق الزعيم العمل كفنان لم يقف أحد بوجهه، لكن كان هناك بعض الملاحظات من العائلة، واليوم ندموا لأنهم كانوا على غلط حين قال له البعض منهم "ما هذه المصلحة أبقى في على عملك بالتجارة والبزنس " أما اليوم عندما يشاهدوه يفرحون ويفتخرون أنه أخوهم وقد حقق هذا النجاح حلم هذا الفنان أن يصبح الفن في بلدنا ضروري جداً وليس مجرد تسلية ويساهم ويساند اقتصاديا سياسيا واجتماعيا أما حلمه الشخصي هو أن تبقى محبة الناس.. ويحترم ويساعد ويدافع كل من يحتاج إلى المساعدة .
الفنان وفيق الزعيم موهوب وقدير طيب القلب مرح الروح متألق مثل النجم في السماء نشكر لك زيارتك لموقعنا، ونتمنى أن نراك بالأدوار المميزة كما عودتنا..
 
 
 
 
 
 
 
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024