الثلاثاء 2010-01-13 07:44:01 كــتب
بريد دمشق وداعاً «ميسلون»
أغلقت «مكتبة ميسلون» الدمشقية أبوابها مع مطلع العام الجديد. المكتبة العريقة التي كانت محطةً أساسية للقراء طوال أربعة عقود، أعلنت إفلاسها ووضعت إعلاناً صغيراً لمن يرغب بشراء مستودعها من الكتب. على بعد شارعين من «مكتبة ميسلون»، نقرأ إعلاناً آخر يتصدر واجهة «مكتبة اليقظة» في شارع المتنبي: «برسم البيع»... فيما تحوّلت «مكتبة العائلة» في ساحة النجمة إلى صيدلية. أما «مكتبة الزهراء»، فقد فقدت جزءاً من مكانها لمصلحة مقهى إنترنت... وإذا ما أكملنا طريقنا نزولاً باتجاه شارع البريد، فسنكتشف أن معظم مكتبات هذا الشارع تحوّلت إلى محالّ للأطعمة السريعة، ما يعني أن غذاء البطون أهم من غذاء العقول.
قبل سنوات، ضاق الحال بمكتبة «فكر وفن» في اللاذقية، فحوّلها صاحبها الشاعر منذر مصري إلى دكان للأحذية! هكذا بدأ العد التنازلي للمكتبات، بالطريقة عينها التي أصابت دور السينما، إذ افتقدت دمشق في السنوات الأخيرة عشرات الصالات السينمائية لتكتفي بحفنة صالات مهترئة، وبالكاد يجد رواد السينما صالة حديثة.
مكتبة «العائلة» صارت صيدلية، و«الزهراء» مقهى إنترنت، و«اليقظة» برسم البيع
يرى بعضهم أن إغلاق «مكتبة ميسلون» نعي علني لزمن القراءة التنويرية. هذه المكتبة التي كانت مركزاً «للكتاب التقدمي» فقدت وهجها في الأعوام الأخيرة. إذ بات قارئ اليوم عملة نادرة، بعدما انخرط الجيل الجديد في القراءة الافتراضية على شبكة الإنترنت، ولم يعد الكتاب بالنسبة إليه «خير جليس». الدليل على ذلك أنّ الهيئة العامة السورية للكتاب تكتفي منذ سنوات بطباعة ألف نسخة من كل عنوان تصدره، بعدما كانت تطبع نحو ثلاثة آلاف نسخة من كل كتاب، في معادلة مقلوبة تتناسب طرداً مع ارتفاع نسبة السكان.
لكن ماذا بخصوص مطبوعات «اتحاد الكتاب العرب»؟ قبل سنوات افتتح الاتحاد أكشاكاً في العاصمة لبيع كتبه، لكنّ التجربة فشلت تماماً، فأعيدت أطنان من الكتب إلى المستودعات، ذلك أن نوعية هذه الكتب لا تُغري القارئ اللبيب، ومن النادر أن يلفت عنوان ما الأنظار إليه. ويتردد أن الطبعات المتتالية من كتب رئيس الاتحاد السابق علي عقلة عرسان لا تزال تقبع في المستودعات إلى اليوم!
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024