الخميس 2017-08-31 16:44:03 أدبيات
قصص قصيرة في الهواء الطلق

تنطلق الكلمة المبدعة من فرسان الإبداع لتتمازج مع نسمات الهواء الطلق على سطوح الصيف المقمرة فيأتي الصدى موصولاً ببهاء المساء الذي عاود نشاط الرابطة الفنية في حماة، حيث ترحل حكايا القاصين والأدباء لتختبىء على ضفاف العاصي.

وسط ذلك الحضور المميز الذي كان شاهداً على القصة التي بدأ بها الأمسية (الأب اسكندر الترك) وهي بعنوان (جدي الاسكندر وصندوق الدنيا) والتي أخذنا من خلالها إلى عوالم جميلة فيها من تراثنا الغني وماضينا الجميل مايمتع، حيث مضى الصندوق إلى العاصمة لعل صانعا ماهرا يعيد اللون الرمادي والأبيض والأسود عائلة قوس قزح كي يظل الصندوق مصدر بهجة وسرور، وكذلك أبدع في قصته الثانية (أما آن الأوان أن نصنع أحذيتنا بأنفسنا) وفيها اسقاطات جميلة وانسانية مفرطة حيال قضايا حياتية نحياها كل يوم ومن صلب الواقع، وملخص القصة يدور حول ايجاد طريقة لتعبيد الطرقات لئلا تنجرح قدم ابنك الملك في الطرقات الترابية، وكان الجواب الناجع عند رجل حكيم، إذ قال للملك مولاي يجب أن تجدوا الحلول لأقدامكم بدلاً من تعبيد الطرقات، وبدل أن توقفوا الأمواج تعلموا السباحة.‏

ثم اعتلى المنبر القاص الأديب (نزار نجار) وقدم قصة جميلة من وحي إبداعه وخياله الخصب ومايدور في فلك المجتمع من عادات وتقاليد من خلال استعراض حياة (باسمة) تلك الفتاة اليانعة ابنة الخامسة عشرة من عمرها والتي زوجت من ذلك الشباب الذي كان دائم التفكير بالسفر وكل أحلامه يضعها في حقيبته إلى أن اضطرها أن تترك بيت الزوجية وتعود إلى حضن أهلها من جديد، وعند ذلك استفاق زوجها من حلمه وقرر البقاء في حضن الوطن وبين أهله وزوجته، وقصة (عبد اللطيف) الذي تأثر بفلكلور الغرب وإرثه وثقافته ليكتشف بعد ذلك أن بيئته أحلى وأغنى.. وكذلك قدم بعض الأقصوصات بأسلوبه الشيق والمميز.‏

ومسك الختام كان مع الأديب الأستاذ (سامي طه) بقصتين جميلتين حيث (سلمى) بطلة القصة والتي استشهد زوجها في معارك المقاومة لتقيم بعد ذلك عند أخوتها بالتناوب ولكنها آثرت أن تجد لها وظيفة في دار العجزة لتكون مشرفة وقائمة على رعاية المسنين.‏

كما قدم قصته الثانية بأسلوبه السلس الذي اعتدنا عليه المسبوغ بالعذوبة والحبكة المذهلة تحت عنوان: (قلوب للبيع) والتي تحكي قصة الأخوة الثلاثة الذين رفضوا التبرع بكليتهم لأبيهم الذي عانى من المرض إلى أن اختاره الموت وهم يبحثون عن متبرع لانقاذ حياته.‏

أمسية قصصية جميلة أدخلت المتعة والبهجة والفائدة إلى نفوسنا وعقولنا، فبعودة نشاطات الرابطة الفنية من جديد إعادة للأمل والعمل والإبداع.‏

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024