الثلاثاء 2017-03-07 20:34:28 مراكز ثقافية
الموسيقار الكبير سهيل عرفة مكرما في افتتاح الدورة الثالثة لملتقيات دمشق الثقافية

استهلت الدورة الثالثة لملتقيات دمشق الثقافية فعالياتها بتكريم الموسيقار الكبير سهيل عرفة الذي يعد جزءا من الوجدان الوطني السوري والحامل للروح الوطنية الأصيلة في كل ألحانه وأعماله الفنية وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.

وتضمن الملتقى الموسيقي الذي أحيته جوقة “لونا” بقيادة المايسترو حسام بريمو باقة من أجمل الأغاني التي أداها كبار المطربين في الوطن العربي ولحنها الموسيقار عرفة بأصوات المغنيين “كارمن توكه جي” و”بلال الجندي” منها “بلدي الشام” لوديع الصافي و”آخد قلبي سكارسة” و”بياع التفاح” و “ع البساطة” لصباح و”يا حوا راح اللي راح” لسمير يزبك و”صباح الخير يا وطني” التي أدتها ابنته الفنانة أمل عرفة وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور بالغناء والتصفيق.

كما قدم كل من معاوني وزير الثقافة توفيق الإمام وعلي المبيض ومديرة المركز الفنانة التشكيلية رباب أحمد درعا تكريميا وشهادة تقدير للموسيقار سهيل عرفة تقديرا لمسيرته الفنية الكبيرة التي تزيد على نصف قرن من العطاء.

وأكد الباحث الموسيقي المشرف على الملتقى أحمد بوبس أن الموسيقار عرفة علامة فارقة في الموسيقا العربية حيث لحن لكبار المطربين العرب كوديع الصافي وشادية ونجاح سلام وشريفة فاضل وصباح وسمير يزبك ومروان محفوظ وغيرهم إضافة إلى تلحينه العديد من الأغاني الوطنية كأغنيته “من قاسيون أطل يا وطني” التي نالت شهرة واسعة كما لحن أجمل أغاني الأطفال وأشهرها “يا أطفال العالم” من كلمات الراحل عيسى أيوب التي نالت الجائزة الأولى في مهرجان النقود الذهبية في إيطاليا عام 1980 معبرا عن فخره بصداقته وتعامله مع الموسيقار الكبير الذي أعطى لكتاباته البحثية الموسيقية القيمة الفنية الكبيرة.

واعتبر المايسترو حسام بريمو أن الموسيقار عرفة من الرواد الكبار في الوطن العربي ومن واجبنا أن نكرم هذه الشخصية الكبيرة تقديرا لمسيرتها الغنية معبرا عن سعادته بمشاركته مع جوقة لونا في تكريم هذه الشخصية العظيمة لما قدمه عبر نصف قرن تقديرا لإنجازاته في خدمة الفن مؤكدا أهمية تكريم هذه القامات الكبيرة في حياتهم.

وبين الإعلامي جمال الجيش أن أعمال هذه القامة الفنية الكبيرة لم تكن مجرد فن كأي فن لافتا إلى الشراكة الأصيلة والجميلة التي جمعته بالشاعر الراحل عيسى أيوب التي تركت أثرا طيبا وجميلا باقيا في ذاكرة الأجيال.

والفنان الكبير سهيل عرفة من كبار الموسيقيين السوريين من مواليد دمشق عام 1935 تعلم الموسيقا على يد الموسيقي ميشيل عوض وفي عام 1959 بدأ مسيرته مع التلحين وكانت المطربة نجاح سلام أول من لحن لها وبعد ذلك توالت الحانه لسمير حلمي وفهد بلان ونصري شمس الدين وغيرهم.

وفي عام 1963 كانت الانطلاقة الكبيرة لسهيل عرفة حين لحن للمطربة اللبنانية دلال شمالي أغنية “من قاسيون أطل يا وطني” والتي نالت شهرة واسعة وأتبعها بألحان أخرى كما كانت المطربة صباح محطة مهمة أيضا في مسيرته حين لحن لها عدة أغنيات منها “آخد قلبي سكارسة” و”بياع التفاح”.

وضع سهيل عرفة الموسيقا التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية كان منه أفلام “الفهد” و”السيد التقدمي” و”المغامرة” و”المصيدة” ووضع الموسيقا التصويرية لمسرحيات ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية.

والموسيقار سهيل عرفة الحاصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة حائز دبلوم شرف من المعهد الموسيقي في حلب عضو في نقابة الفنانين منذ عام 1968 نال عدة شهادات تقدير من وزارتي الإعلام والثقافة ونقابة الفنانين ومحافظة دمشق ومهرجان الأغنية السورية وعددا من الجوائز الدولية.

وعلى هامش الملتقى افتتح معرض رسوم للأطفال بعنوان “الطفولة ألوان للفرح .. أطفال مرسمي” بإشراف الفنان التشكيلي اكسم طلاع متضمنا نحو تسعين لوحة بمشاركة 142 طفلا وطفلة عبروا من خلالها عن حبهم لوطنهم سورية مجسدين من خلالها طبيعة بلادهم الجميلة وأمانيهم بعودة الأمن الأمان إلى ربوعها مستخدمين الألوان الفرحة التي تعبر عن نقائهم وصفائهم وصدقهم.

وقال معاون وزير الثقافة توفيق الإمام في تصريح للصحفيين على هامش المعرض.. “إن معرض اليوم لأطفال سورية يعبر عن الفرح والانتصار الذي يحققه أبطال الجيش العربي السوري على الإرهاب” مبينا أن هذه الملتقيات هي عبارة عن حالة ثقافية متجددة باستمرار نشهدها شهريا متضمنة العديد من الفعاليات الثقافية كالشعر والفكر والفن.

وأكد الإمام أن تكريم الموسيقار سهيل عرفة هو تعبير عن أن سورية تحترم مبدعيها وتكرمهم وهناك قائمة طويلة لشخصيات وطنية ومبدعة ذات فكر وأدب وعلم سيتم تكريمها قريبا في جميع المحافظات.

وأشار الفنان طلاع إلى أنه تم اختيار هذه الدورة من الملتقى لرسوم الأطفال بهدف التأثير فيهم فنيا واجتماعيا وتربويا وفتح المركز الثقافي باتجاه المجتمع واكتشاف مواهب الأطفال واستثمارها وهذا المعرض هو ثمرة تعاون الأهالي مع أطفالهم.

وعبرت الطفلة المشاركة آية فليون من الصف السابع عن سعادتها بالمشاركة في هذا المعرض التي جاءت من خلال لوحتين جسدت من خلالهما طبيعة بلادها الجميلة مستخدمة الألوان المائية في حين جاءت مشاركة الطفلة لمار حواصلي من الصف السادس من خلال لوحتين رسمت من خلالهما بيوت دمشق القديمة مستخدمة الألوان المائية.

وتتضمن ملتقيات دمشق الثقافية في دورتها الثالثة أيضا التي تستمر لغاية الـ 9 من الشهر الجاري الملتقى الفكري من خلال ندوة فكرية بعنوان “مفاهيم الدولة والسلطة والعقد الاجتماعي والتوجهات الحديثة للمشروع الوطني” وملتقى السرديات الذي يتضمن ندوة بعنوان “سعيد حورانية .. كاتب الرفض والتمرد” وندوة في الملتقى التشكيلي بعنوان “الطفولة .. ألوان الفرح” والملتقى الشعري سيتناول “الحداثة والتجريب في الشعر السوري”.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024