السبت 2017-02-11 20:22:26 أدبيات
لغة الضاد.. الصحيفة

الصحيفة: هي التي يكتب فيها وتجمع على صُحُف وصحائف. جاء في التنزيل العزيز: (إنّ هذا لفي الصُحف الأولى صُحُف إبراهيم وموسى). ومعناها: الكتب التي أنزلت عليهما، وجمع الصحيفة على صُحُف هو من باب جمع فعيلة على فُعُل كسفينة وسُفُن. والمصحّف والصَّحفيّ: هو الذي يخطئ في قراءة الصحيفة.
ومن الأخطاء الشائعة أن يقال (الصُحُفيّ) بضمتين، فهو لحن كما أورد صاحب التاج، وفصيحها بالفتح: الصَحّفي.
أما التصحيف فهو الخطأ في الصحيفة قال المعري: أصل التصحيف أن يأخذ الرجل اللفظ من قراءته في صحيفة، ولم يكن سمعه من الرجال فيغيره عن الصواب. وقد وقع فيه جماعة من الأجلاء من أئمة اللغة حتى قال الإمام أحمد بن حنبل:
ومَنْ يعرى من الخطأ والتصحيف؟ والذي ساعد في شيوع التصحيف قديماً أن العرب لم يكونوا يعجمون الحروف، فلما أعجموا –أي وضعوا النقاط- زال اللبس، وبان المعنى، فاختفى التصحيف أو كاد. ومن هنا جاء القول الشائع: «يضع النقاط على الحروف»، أي يبين المعنى بتحديد اللفظ وإزالة اللبس.
من ذلك ما جاء في كتاب «الصحاح» حيث يقول الأصمعي، وهو من المقدمين في رواية الشعر: (كنت في مجلس شعبة، فروى الحديث، فقال: تَسمعون جَرْش طير الجنة «بالشين» فقلت: جرْس «بالسين» فنظر إليّ وقال: خذوها منه، فإنه أعلم بهذا منا. والجَرْس: هو الصوت، ويقال: أجرس الحادي إذا حدا للإبل أي أصدر صوتاً. ومنه الحديث الشريف:
(فأقبل القوم يَدبّون ويُخفون الجرْس) أي الصوت. وقد قرأ الأصمعي على أبي عمرو بن العلاء شعر الحطيئة فقرأ قوله:
وغرّرتني وزعمتْ أنك لابنٌ بالصيف تامرُ
أي كثير اللبن والتمر، فقرأها «لا تني بالضيف تامر» وهو يريد بذلك أنك لا تتواني عن ضيفك تأمر بتعجيل القِرى إليه، فقال له أبو عمرو: أنت والله في تصحيفّك هذا أشعر من الحطيئة.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024