الخميس 2017-02-09 22:05:43 مســرح
الخطيب يضع اللمسات الأخيرة على “زيتون”

يضع المخرج مأمون الخطيب حاليا اللمسات الأخيرة على عرضه المسرحي زيتون الذي سيعرض جماهيريا عند السادسة من مساء الأحد القادم على خشبة مسرح الحمراء عن نص كتبه طارق عدوان وينتجه المسرح القومي في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة.

وقال المخرج الخطيب في تصريح لـ سانا..”جاء هذا العرض ليكمل ما بدأته من موضوعات تهم الإنسان السوري وخاصة في أوقات الأزمات ولكن هذه المرة انتقلنا من حزن الأمهات على أبنائهن ومن ضياع حلم الشباب إلى موضوع جديد يتعلق بموضوع متصل بالحرب على سورية ويؤكد أهمية التمسك بالأرض ومقدساتنا الروحية والمعنوية”.

وتابع الخطيب.. “ينطلق العرض من فكرة أنه يمنع بيع الأرض أو الاتجار بها أو تقسيمها لأن هناك مفاهيم وقيم حضارية لا يمكن التنازل عنها مهما كلف الأمر كالزيتون بما يحمل من معان كبيرة”.

وأوضح الخطيب أن موقفه من الحرب على سورية في أعماله ليس انفعاليا وإنما هو موقف إنساني يصلح لكل الأوقات وليس فقط في الظرف الحالي ويتعلق بقضايا أخرى كهجرة الأبناء وحزن الأمهات على فراقهم.

 

وعن عمله الدائم مع بعض الممثلين لفت الخطيب إلى وجود تواصل روحي وفكري مع مجموعة من الفنانين وقال.. “أعمل على مفهوم الفرقة لكني أتمنى تكرار هذه التجربة مع ممثلين آخرين كوننا نعاني من النزف في المسرح لذلك نلجأ إلى الممثلين الذين يرغبون ويحبون العمل على الخشبة”.

بدورها الفنانة رنا جمول التي تلعب شخصية عليا قالت في تصريح مماثل.. “هذه الشخصية تحب النجاح والتفوق وسعت في حياتها للوصول إلى مركز عال طمحت إليه وهي ذكية ولديها حضورها لكنها تعتقد بمقولة الغاية تبرر الوسيلة فعملت خلال الحرب على تحقيق مصالحها الفردية وعندما اختفت هذه المصالح فكرت بالسفر وترك بلدها”.

وعن سلسلة العروض التي تشارك فيها مع المخرج الخطيب أوضحت جمول أن هناك أفكارا مترابطة يريد الخطيب أن يقدمها للجمهور عبر عروضه من خلال تسليط الضوء على المآسي والصعوبات التي يعانيها الناس مبينة أن عرض زيتون يطرح العديد من التساؤلات.

وقال الممثل غسان الدبس.. “يأتي العرض ضمن سلسلة عروض مسرحية يقدمها المخرج مأمون الخطيب حيث يطرح زيتون العديد من التساؤلات والأفكار التي نعيشها” مشيرا إلى أنه يلعب شخصية الأخ الأكبر الانتهازي الذي يقدم مصلحته الشخصية على حساب أي شيء مهما بلغت قيمته.

ولفت الدبس إلى أن المسرحيين السوريين الذين يقدمون عروضهم في هذا الوقت يلعبون دورهم الأساسي المنوط بهم موضحا أن الجمهور المحب للمسرح والمتابع لنتاجه يستحق كل التقدير على مثابرته واستمراره بشغفه المسرحي.

الممثلة وئام الخوص التي تجسد شخصية تعبر من خلالها عن الأمل الذي تعتبره أعلى مراتب الألم قالت.. “دوري هو الشخصية التي تحتضن جميع أبنائها وأفكارهم محاولة أن تكون مرشدة لهم في الحياة بشكل عام لتكتشف في النهاية أن ليس كل ما تريده يتحقق وأن هناك حسابات في الحياة تخالف ما تصبو إليه”.

الممثل ابراهيم عيسى الذي يؤدي شخصية مجد الابن الأصغر في العائلة قال.. “تجسد المسرحية ما نعيشه حاليا مع مقاربة لحالة الزيتون ورمزيته والشخصية التي أؤديها تقف خلال الظرف الراهن أمام عدة خيارات صعبة إما البيع والسفر” لافتا إلى أن تناول الشخصيات في العرض اعتمد على التفاعل مع المخرج في أسلوب الأداء ما جعلها تتجه نحو الحياة الممسرحة.

أما الممثل مازن عباس فقال.. “جذبت المسرحية الممثل الذي بداخلي فالشخصيات التي تطرحها هي من الواقع وقريبة من الناس وهمومهم وما يجول في خواطرهم وعلى السنتهم وهذا يعبر عن الإيمان بقضية المسرح بألا يكون معزولا عن الحياة والواقع باعتباره تأريخا له ولأحداثه”.

وأوضح عباس أنه يجسد شخصية عصام الذي يعيش ضمن عائلة جميلة ومنسجمة أو تدعي ذلك على الأقل وهي الشخصية التي تقلب مقاييس هذه العائلة كونها تتعرض لمغريات كبيرة.

الممثلة مريانا معلولي التي تجسد شخصية صبا معلمة الموسيقا للأطفال قالت.. “دوري في العرض قريب مني ويجسد رمزية كبيرة بما له من علاقة بالمكان وبما يحمله من قوة في داخله كما كل انسان في مجتمعنا حيث لا يمكن أن تتزعزع هذه القوة بداخلنا لما تتمتع به من حب وإيمان” مبينة أن شخصية صبا ترمز للحب الذي ما زال موجودا برغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها.

من جهته قال المؤلف الموسيقي عاصم مكارم الذي وضع موسيقا العرض.. “ينتمي العمل للنمط المعاصر فهو قريب جدا من الواقع الذي يعيشه السوريون وبالنسبة للجانب الموسيقي ذهبت لعمق المعاني الموجودة حاليا في ظرفنا الراهن وان كان لها امتداد تاريخي” لافتا إلى أنه لم يستعمل الطريقة المعاصرة في وضع موسيقا العرض بل اعتمد الأسلوب الكلاسيكي عن طريق تكريس حالات منفردة متباينة وبسياق عام واحد مع الاستعانة بأعمال لمؤلفين عالميين.

سمير طحان وشذى حمود

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024