الثلاثاء 2016-05-31 21:21:02 أدبيات
مواهب واعدة تحلق في الملتقى الأدبي الثقافي لفرع دمشق لاتحاد الكتاب

حول الملتقى الأدبي الثقافي الذي يقيمه دوريا فرع اتحاد الكتاب العرب في مدينة دمشق إلى مهرجان ثقافي قدم فيه مجموعة من الأدباء والشعراء أجناسا أدبية مختلفة شملت مواضيع وطنية وإنسانية واجتماعية.

وقدمت الشاعرة جيهان رافع نصا بعنوان “الصمت” كثفت فيه مطلع القصيدة معتمدة على إسقاطات تذهب إلى أهمية الإنسان الذي يعتبر الحب هو أسمى ما في الحياة ثم اعتمدت على التوازن الموضوعي في سرد النص الذي لا يخلو من العاطفة فقالت في نصها “جوع الصمت”:

“صباح يبدأ بك ككل صباحاتها.. المستقبلية على سرير صوتك.. القابع في أعماق ذاكرتها.. تنهض مع شروقك.. في غروب نبضها.. كمعتوهة تتلمس آثار أنفاسك.. عطرت يوما وسادتها”.

وألقت القاصة نهى حسين أقصوصة تحت عنوان “تلويحة نجاة” يختزن فيها المشهد ذو الخط الدرامي المتنامي بذروة الحدث المفعل للسرد والحوار عبر حراك مسرحي تتحلل فيه العقدة إلى انفراج منطقي حيث شكلت القاصة المناخ الفني لأقصوصتها بلغة تقارب الشعر لتحاكي في نصها آليات الإرهاب التي تهدم بوحشية البيوت الآمنة ما يدل على وجود موهبة قادمة تعد بمستقبل أدبي ذي أسس في مجال كتابة القصة القصيرة.

وفي نصه الأدبي قدم أحمد رافع تشكيلات فنية ارتقت بألفاظها إلى مستوى الشعر المنثور بإحساس دفعت به العاطفة إلى تكوين لوحة تعبر عن حضور أدبي فقال في نصه “المجال”:

“كل الاحتمالات واردة.. باستثناء تلك المرأة.. التي تخبئ قوامها.. في مكان ما لم تلوثه أبعادنا المعروفة.. ولا يخضع لمملكة الحكمة الملذوعة.. بعقارب ساعاتنا المقيدة.. في سجلات تقويم هذا الزمان”.

وعبرت الشاعرة هناء أحمد في قصيدتها “أنثى الحرب” عن دور المرأة السورية وتحملها لمصاعب الحياة وتحديها للإرهاب والمؤامرات بأسلوب أدبي يتجه إلى القص السردي الشعري الذي يغلب عليه إحساس المرأة وعاطفتها فقالت:

“أنثى الحرب تفك ضفائرها.. تنثر خصلات شعرها على أكتاف الظلام.. حبيبة ترقب الطريق.. تنسج من خيوط الأمل.. حكايات جسد أنهكه الانتظار.. ترسم ابتسامات.. يزخر فيها الألم”.

وقرأ الشاعر مفيد بريدي قصيدة بعنوان “قصيدة النور” ذهب فيها إلى تحريض الإنسان على البقاء والثبات في الحفاظ على إنسانيته وكرامته وكينونته الأخلاقية معتمدا على الرموز العفوية التي مرت بموضوعها بشكل انسيابي فقال:

“لا تشر صوب تلك الجهات.. لا تسر نحوها لك الأرض كلها.. وبعض السماء.. فحلق وجئني.. بماء يموج مروجا.. جئني بماء الحياة.. لك الأرض كلها.. ولي منك صمت.. طقس تأملك وانتظار”.

ورفض الشاعر حسن الراعي بقصيدته “الجهات الأربعة” الفساد والحقد والضغائن مطالبا بالمحبة والارتقاء إلى الإنسانية بأسلوب جمع بين الأصالة والمعاصرة مع قافية انسجمت مع المكونات الأخرى للقصيدة التي تدل على وجود موهبة شعرية حسنة فقال:

“قلبي تفرق في الجهات الأربعة.. لم يتفق أحد عليه ليجمعه نزحت دماؤه عن ظلامة ليلكم.. لكنها بقيت تذرف أدمعه في نبضه نسغ الحياة فكيف لم.. تقو الحياة على احتمال الأشرعة”.

وعن هذا اللقاء الشعري قال محمد الحوراني رئيس فرع اتحاد كتاب دمشق “يأتي هذا النشاط لتشجيع المواهب التي لم تأخذ دورها في حضورها الثقافي والتي تمتلك مواهب أدبية مختلفة الأجناس ولا سيما التي تتناول مواضيعها الانتماء الوطني والإحساس بالواقع الاجتماعي الذي فرضته المؤامرة على سورية بوسائل مختلفة”.

وبرزت خلال الفعالية مواهب أدبية حسنة محلقة في فضاء صيفي يبشر بانتقاءات قادمة تدل على عراقة الأدب السوري وجماله فكانت القصائد متحلية بمقومات حقيقية ولكن قصة نهى حسين أثبتت وجودا بارعا في اللقاء.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024