الأربعاء 2016-05-25 23:32:30 مراكز ثقافية
قصائد متباينة الشكل والمضمون في مهرجان “ثقافتنا تتحدى إرهابهم” بالمركز الثقافي في الميدان

“ثقافتنا تتحدى إرهابهم” عنوان المهرجان الشعري الذي نظمته مديرية ثقافة دمشق لمجموعة من الشعراء والشاعرات وذلك في المركز الثقافي العربي بالميدان.

وتنوعت القصائد التي ألقاها الشعراء بين الشعر الخليلي بنوعيه التفعيلة والشطرين وشعر النثر حيث تناولت القصائد قضايا وطنية واجتماعية وإنسانية.9

وأكدت مديرة ثقافة ريف دمشق ليلى الصعب في كلمة لها أن روح التحدي المتقدة في نفوس الشعراء والأدباء السوريين أمام كل أدوات الإرهاب والقتل تساهم في تكوين الثقافة الوطنية المتكاملة وانتشارها والمحافظة على الحضارة السورية معتبرة أن المهرجان يقوم على مرتكزات من حب الوطن ورفض كل أشكال الإرهاب.

وبنزعة إنسانية عبرت الشاعرة عدنة خير بيك عن حب الإنسان لغيره مستخدمة الإيحاء الدلالي دون أن تغرق في الضبابية الرمزية لتصل إلى ذائقة المتلقي محافظة على مستوى نصها الفني فقالت:

“يا حب .. أنا المسكونة بك .. كلما عاهدت نفسي على الموت في أحضانك..يخطئني الموت .. ويضحك مني غامزا .. أي حب .. فللحب صوت ملائكي سمعته أنا .. وللدمع لأجله .. رائحة الإله عبقت في سمائي”.

أما الشاعرة إيمان موصللي فحلقت بخيالها في حب دمشق وكونت حديقة من فراش وظلال ورواب ودموع وألحان دمشقية شكلت فيها نصها الذي جاء على البحر الوافر الذي يتناسب مع المواضيع العاطفية والوطنية فقالت:

“على كتف الشآم لمحت ظلا..تهادى القلب تيها وانبهارا فنادتني الفراشات اشتياقا..وشيء أضرم الأشواق نارا تلعثم خافقي فحظيت منها..بقبلات تعاتبني اعتذارا”.

على حين جاءت قصيدة الشاعرة أمل المناور مكونة من عاطفة أنثوية على أنغام البحر الكامل وحرف الميم الذي جاء في خاتمة القافية كروي يظهر شخصية المرأة المتحدية عندما يحاول الرجل غدرها فقالت:

“عار إذا ما جئت نحوك إنني …أنثى ويأبى العرف أن تتقدما أنا لم أفكر بالكتابة مطلقا .. لكنني أضع النقاط لتفهما”.

وبقصيدة جاءت على شكل منمنمات اتجهت إلى منحى فلسفي ذهب الشاعر حكيم كليم النور إلى نقد اجتماعي مستخدما الاستعارة المكنية في توضيح رؤيته الاجتماعية فقال:

“مواطن..على شفى رغيف الخبز..اختصر وجعا ونصف موت فانتحر..شآم .. طوفي بين هدي وصراط .. فعلى كل جبين قدم من مسعاك معبد”.

وجسدت الشاعرة جيهان رافع في نصها النثري صوت حب الأنثى الذي يذهب في تشكيل القصيدة إلى العاطفة والرقي مستخدمة صورة تحاكي المعنى بانسيابية وتتحاشى المتاهات بأسلوب حداثوي شفاف فقالت في نص بعنوان “شغف وأنت”.. “منذ غابر الحب .. وقطفة حنين .. نقشت على صوت الزمن لحنك .. وبعضا من تراتيل العبادة .. لتشعل فوق رضاب الخمر وردة .. فتمطر السماء قصيدة”.

على حين ألقى الشاعر عدنان بكرو قصيدة بعنوان شام الهوى غلب عليها النبض العاطفي المتصاعد واللهفة الوطنية وانسياب الألفاظ والتعامل مع الموضوع بشكل عفوي الذي تلاءم مع أسس النص الشعري فقال:

“إني زرعتك في حقول مشاعري .. فاستنشقي الأطياب من كلماتي فأنا هنا ومعي جذور طفولتي .. وكنوز أحلامي ودفء حياتي أهواك يا فيحاء يا طهر الندى .. يا جلق النفحات والعبرات” وعبر الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق عن رفضه للفساد الاجتماعي بأسلوب جمع بين التخييل والترميز دون أن يتخلى عن عاطفته بصفتها الركن الأهم في نشوء الظاهرة الشعرية وتطورها فقال:

“من يا ترى غير الخواء يغص بي .. والروح عطشى والهواجر مائي للغامزات اللامزات بأضلعي .. طعن الرماح ولعنة الإدماء وأحار من ماء يغادر لونه .. ويسيل دفقا من فم الصحراء” ورأى الناقد رضوان هلال فلاحة أنه غلب على المهرجان مناخ أدبي وشعري يستند إلى القيم والفكر ضمن محاكاة اجتماعية بنزعة وطنية وإنسانية سواء بالشعر المنثور أم الموزون تباينت فيهما الرؤى والتشكيل الفني والإبداعي باختلاف التجربة لدى المشاركين.

شملت القصائد التي ألقيت في المهرجان أغلب المواضيع الإنسانية والوطنية بأساليب شعرية وأدبية مختلفة ارتقت بالمحافظة على الحس الإنساني والوطني المطلوب في ظل المؤامرات التي يتعرض لها الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024