حملت لوحات المعرض الفردي الثالث للفنان التشكيلي غسان عكل مواضيع متنوعة بأسلوب جمع بين الغرافيك والرسم مستخدما الالوان الترابية وتدرجاتها مع لون الشمس ليقدم شخوص لوحاته ممزوجة بتكوين حروفي خاص.

0002Dm3

وضم المعرض الذي افتتح في صالة ارت هاوس بدمشق مساء اليوم 47 لوحة من الحجم المتوسط باسلوب المدرسة التعبيرية بتقنية الطباعة بالاحبار ليقدم وجوها ليست واضحة المعالم معتمدا على التعبير بلمسات بسيطة لاظهار الحالة الداخلية للانسان.

وفي تصريح لـ سانابين عكل انه اراد في معرضه تقديم وجوه الاشخاص واحوالهم الداخلية في محاولة لصنع سمات لونية وشخصانية لها اعتبارات درامية في اللوحات التي يقدمها مشيرا الى انه عندما يرسم يرى الاشياء في واقعها يقوم بتحويرها كي تنسجم مع اسلوبه التعبيري في العمل حيث يجعل الشخوص تسبح مع جدارات الحرف واللغة والكتلة والفراغ والتكوين وبالتالي يشكل مشهدا انسانيا في اطار العمل الابداعي.

ولفت عكل الى انه لا يميل للغموض وعدم الافصاح عن رؤياه بل يعمل على تقدير جملة المساحات في مكانها لانها تشكل سياق القيمة الفنية في العمل موضحا أنه اعتمد على اللون البني وتدرجاته مستقيا ذلك من بيئة مدينته ديرالزور وطبيعتها الصحراوية اضافة الى استخدام لون الشمس الاصفر مع تدرجات البرتقالي.

ورأى عكل ان حركة الفن التشكيلي في سورية تشهد نشاطا لافتا في مختلف فنون المسرح والموسيقا والتشكيل وهذا دليل على ان الفن والفنان السوري موجودان ويتحديان الازمة والظروف الراهنة باعماله وابداعه.

وعن رأيها بالمعرض بينت الفنانة نهى جبارة ان الفنان عكل قدم لوحاته بغنى لوني جميل رغم انه استخدم الوانا محددة الا انه استطاع اللعب بتدرجات الالوان الترابية مع لون الشمس واللون الابيض في بعض اللوحات ليشكل هارموني داخل اللوحة عبر لون واحد امتلكه باحترافية عالية.

واعتبرت جبارة ان الفنان عكل جعل المتلقي يقف امام لوحة مؤثرة تعلق بالمخيلة وشخوصها ومفرداتها حيث يشعر انه في منطقة ولدتها ذاكرة الفنان من التراث والاثار والبادية بزخرفة متميزة.

من جانبه قال الفنان غازي عانا”الفنان عكل اشتغل على طريقة الموتيف وهي طريقة تبسيط الشكل واختزاله ونجد في لوحاته حكاية ورواية اراد ان يقولها واوصلها تقنيا بطريقة متميزة”مضيفا إن”الفنان عكل نفذ اللوحة بأكثر من مرحلة ومادة كما أن الغرافيك في لوحته موجود اكثر من التصوير وهذا اعطى قيمة للوحة التصويرية لأن النقاد يعتبرون ان قيمة اللوحة من قيمة الغرافيك فيها”.

ونوه عانا بان الفن التشكيلي السوري يشهد عودة نشطة من خلال المعارض التي تقام بشكل اسبوعي تقريبا في اكثر من صالة حيث وجد الفنانون منافذ تتبنى لوحاتهم وهذا مبشر ايجابي نحو تطور الفن التشكيلي.

الفنان بشير بشير مدير صالة لؤي كيالي بصالة الرواق العربي ومسؤول عن المعارض بفرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين قال”استطاع الفنان ان يقدم نقلة نوعية بالحركة التشكيلية السورية عبر اسلوب خاص يتمثل في إدخال الاختام على الحرف وتكوين الشخصية والوجه بطريقة متميزة وبتعبير خاص وتفرد باللون مشكلا حالة جديدة بالحروفية في التشكيل السوري”معتبرا أن تجربة عكل وغيرها تدعو الى التفاؤل بتطور الحركة التشكيلية عبر فنانين من جيل الشباب او القدامى وبتقنيات ابداعية عالية.

يشار الى ان المعرض يستمر عشرة ايام والفنان غسان عكل من مواليد ديرالزور 1973 خريج قسم الحفر في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1998 شارك في العديد من المعارض الجماعية وله معرضان فرديان ويعمل مدرسا لمادة الفنون الجميلة ومصمم غرافيك.