الثلاثاء 2016-05-10 21:03:25 مراكز ثقافية
مئوية الخلود.. مهرجان أدبي لستة شعراء يحتفي بالشهيد في ثقافي أبو رمانة

بمناسبة الذكرى المئوية لعيد الشهداء أقامت جمعية المسرح الحر مهرجانا شعريا بعنوان “مئوية الخلود” شارك فيه ستة شعراء ألقوا قصائدهم على منبر قاعة المحاضرات في المركز الثقافي العربي في ابو رمانة.2

واحتفت قصائد الشعراء بالشهيد كقيمة إنسانية ووطنية متجذرة في حياة السوريين مستخدمين أساليب شعرية مختلفة طغى على معظمها الشعر العمودي إضافة لحضور أقل لشعر النثر وللشعر المحكي.

وألقى زهير رمضان نقيب الفنانين كلمة بين فيها أن جميعة المسرح الحر كانت رافدا للحركة الفنية في سورية نبع منها نجوم كبار أمثال الراحلين عبد اللطيف فتحي وعدنان بركات ونزار فؤاد مؤكدا استعداد نقابة الفنانين الدائم لرعاية وإقامة كل الفعاليات الثقافية والفنية في ربوع سورية.

ولفت رمضان إلى تزامن الذكرى المئوية لشهداء السادس من أيار الذين وقفوا في وجه الاستبداد العثماني مع الحرب التي تخوضها سورية ضد الهجمة الصهيونية الوهابية معتبرا أن هذا البلد الذي كان مهد الحضارات وموئل أول أبجدية يكتب الآن أبجدية جديدة في الصمود والتصدي مؤكدا في الوقت نفسه أن الفنانين السوريين فصيل متقدم في هذا الاتجاه والتزامهم بالثوابت الوطنية والقومية.

بدوره أوضح محمد الخياط رئيس جمعية المسرح الحر في كلمته أن الاحتفال بذكرى شهداء السادس من أيار يختصر مسيرة شعب صامد ضد الغزاة وقدم ولا يزال يقدم قوافل من أجل كرامته وعزة وطنه.

وفي قصيدته رأى الشاعر محمد خالد الخضر أن الشهيد ذهب ليدافع عن وجود شعبه وكرامة بلاده وأهله ووطنه محاولا أن يصور قداسة الشهيد بشكل مبتكر عبر البحر الوافر الذي يتلاءم مع الفخر والرثاء والتحدي فقال.. “إلى من مات في هذا الزمان..كريم والبقية في هوان وغاب كما يغيب الله عنا ..نلاقيه بآلاف المعاني بوجه لا نراه ولا يرانا.. لهذا الحال جاء الأعظمان هناك بآخر السموات قدس ومد الله كفا للتهاني”.

وبأسلوب حماسي حثت الشاعرة نبوغ أسعد المجتمع السوري على تقديس الشهادة لأن الشهيد هو الشجاع الذي ارتقى فداء لغيره مستخدمة اللغة الحماسية التي رأت أن تزيينها ببعض الصور والعاطفة المشجعة فقالت في قصيدة “قاوم”.. “قاوم تقدم أنت لا تخشى الردى .. وارفع سلاحك إن رأيت من اعتدى أشعلت نبضك كي تنير دروبنا.. وغدت عيونك مشعلا متوقدا وتناثر الجسد الطهور على الربى.. وسرت دماؤك في شريان المدى فاح العبير الثر فوق ترابها.. يا طيبه قد جاء من عطر الندى”.

في حين جاءت قصيدة الشاعرة أحلام بناوي في وصف لحالة الشهيد ولحب الوطن معتمدة على الدفق الشعوري والعاطفة الأنثوية التي رافقت حداثة الشعر الخليلي فقالت.. “ردي وشاحك جاء النصر يأتلق.. واستقبل الدرب في أوقاته الحبق للأحمر القاني يرتاح في جبل..يمسي به شعلا ..في الليل تحترق للعاشقين تراب الأرض من أزل.. فارخصوا الروح كرمى عين من عشقوا”.

وجاءت قصيدة الشاعرة عدنة خير بك معبرة عن موقف المرأة السورية من الشهادة وعن دورها في تنمية الحس الوطني والنزعة الاستشهادية من أجل حماية الوطن والشرف والكرامة معتمدة على السرد التعبيري الذي قوامه العاطفة والإحساس والموضوع فقالت.. “لعينيك صار العيد.. مغرورقا بالدمع وأنت .. أم العطاء أم الشهيد..أم من بلاد الغار من بلاد الياسمين..ومن البحر امتلأت بالحنين..أم من قلعة حلب..صابرة على ظلم العرب..أتت بطاقة العيد..من وحيدها الشهيد”.

وأراد الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق أن يدخل إلى عظمة الشهيد بصورة فنية مبتكرة ليؤكد مكانة شهدائنا وأهميتهم على مرور التاريخ وفق قصيدة الشطرين التي عبأها بمكنوناته الداخلية والمكونة من انعكاس شعبي فقال.. “على وجه السما صلى و ناما..جدار النور يورق من خزامى ملاك الياسمين يفوح مجدا..سلاما “ياشهيد ندى” سلاما وحلق دمعك الرقراق طيرا..سموت سما فأمسيت الوساما لموتك يا حبيب القلب عرس..و فرح في مرابعنا أقاما”.

واستخدم الشاعر محمد حذيفي في قصيدته التي يرثى فيها ابن أخيه الضابط الشهيد بنية لغوية مستمدة من الواقع في تشكيل فني معبر عن الفخر والعزة بمن استشهد من أجل أهله ووطنه متوعدا الذين قتلوا الشهيد بغضب الشعب السوري والجيش الزاحف ليحقق النصر دون أن يتخلى عن الركائز الفنية لقصيدة الشطرين فقال.. “تمضي إلى الموت مختاراً وترتحل.. ألا ترفقت بالأيتام يا رجل تلك الجراحات في قلبي أهدهدها..فكيف جرح بعمق الكون يندمل دم الشهيد وما في الدمع من حرق..سيرشق الموت إن حلوا وإن رحلوا فليشهد الدم إنا لن نهادنهم.. فالنار تأكل مذليها وتنتقل”.

وفي نهاية المهرجان قررت إدارة جمعية المسرح الحر منح الشعراء المشاركين عضوية الشرف فيها.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024