الأربعاء 2016-05-04 17:38:02 أدبيات
عبد الرحمن الحلبي: على الأغنية أن توثق واقعنا الحالي للأجيال القادمة

يشكل الشاعر الغنائي عبد الرحمن الحلبي حالة شعرية منوعة وغنية بما يقدمه من كلمات متعددة الأغراض لأغان تتناول فكرة أو موضوعا هادفا فهو يملك أرشيفا من الاغاني الوطنية والدينية والدرامية التي تصب في صميم العمل الاعلامي الوطني الهادف.

وعن واقع الاغنية السورية من حيث المضمون والكلمة يقول الشاعر الحلبي في حديث لـ سانا “اتسم واقع الأغنية السورية قبل الأزمة بالتنوع في الشكل والمضمون حيث اجتهد كتاب الأغنية في طرح كل جديد وكان مهرجان الأغنية السورية وبعض البرامج الغنائية في الإذاعة والتلفزيون تعمل على تطوير أغنيتنا” مبينا أن الأزمة أدت الى توقف هذه النشاطات الفنية وانحصارها ضمن صعيد الأغنية الوطنية أو الناقدة أو الاجتماعية.

صاحب أغنية يا أيها الإنسان غناء المطرب شادي جميل وألحان المرحوم عدنان أبو الشامات يرى ضرورة أن يكون للأغنية دور فعال أكثر مما هو عليه اليوم موضحا أن الكلمة تصل للمتلقي ملحنة بشكل أفضل من ان تكون مكتوبة متمنياً أن تكون الأغنية في هذه الأيام أقرب إلى الواقع الذي نعيشه حتى نوثق الحدث للأجيال القادمة.

يعمل الحلبي ليكون الشعر هو المؤثر في الواقع الذي نعيشه وليس العكس فقدم خلال سنوات الحرب على سورية عددا من الاغاني التي تصب في هذا التوجه منها أغنية بعنوان “وحدة الأديان” ألحان المايسترو أسعد خوري وغناء المطربين جان خليل وخلدون حناوي وعلى صعيد الأغنية الناقدة قدم أغنية “حالي من حالك” غناء فنان الشعب رفيق سبيعي وألحان إيهاب مرادني وكان منها عدد من الأغاني نفذت في قناة نور الشام مثل أغنية “دين المحبة” ألحان وغناء المطرب عصمت رشيد.

وانتهى الحلبي مؤخراً من كتابة عدد من الأغاني المنوعة والتي تم تسجيلها ومنها أغنية بعنوان “أكرم من في الدنيا” غناء وألحان وتوزيع المطرب نعيم حمدي وأغنية بعنوان “الوطن السوري” غناء رفيق سبيعي من ألحان صديق دمشقي كما كتب كلمات الشارة النهائية لمسلسل عطر الشام التي لحنها ووزعها المايسترو سعد الحسيني وأداها الفنان عاصم سكر.

ويؤكد الحلبي أن الأغنية السورية منذ القدم لها هويتها التي تميزها عن سواها مؤكدا أنها لم تعد كتلك الأغنية التي كانت متربعة في الصدارة لتغدو تراثاً خالداً يحتاج حالياً إلى كوادر تنهض به حتى يعود إلى ألقه من جديد.

ويقول صاحب كلمات أغنية قلبي يحن له غناء المطرب عبد الرزاق محمد وألحان الموسيقار سهيل عرفة “إن الاغنية السورية تحتاج الى الرعاية المطلقة من قبل المعنيين بالشأن الفني والثقافي والاعلامي حتى تظهر الأغنية كفن سوري يعبر عن تراثنا وهويتنا”.

ويؤكد الشاعر الغنائي ضرورة عدم ابتعاد كتاب الأغاني عن لغتهم العربية ولهجتهم السورية التي تربوا عليها مهما واجهوا من مغريات مادية واعلامية مبينا اهمية الانتماء الوطني فيما يقدمه كل شاعر عبر أغنيته التي تحمل لهجته وبيئته كما كانت الاغاني السورية القديمة.

ويرى الحلبي في شعر الزجل مدرسة مستقلة عن الشعر الفصيح له انواع كثيرة من الأوزان المركبة والقوافي المنوعة والتقطيعات السلسة المختلفة مع محافظته على اللغة التي ينبثق منها دون أن يمزج الشاعر العامية بالفصحى داعيا للحفاظ على هذا النوع من الشعر الغنائي شكلاً ومضمونا .

ويقول الحلبي “لغتنا العربية الفصيحة لغة القرآن الكريم الخالدة وهي هويتنا وعنوان حضارتنا ولكن اللهجة العامية هي السائدة اليوم من خلال المخاطبة بين أفراد المجتمع الذين يميلون لها لأنها باتت أقرب إليهم ما زاد من جمهور الشعر المحكي في عصرنا الراهن” معتبرا أن أغنية الشعر المحكي المبنية على قواعد صحيحة وبلحن منسجم ستحقق مع صوت المطرب المتناغم معها الرسالة المطلوب ايصالها.

يشعر صاحب كلمات أغنية “سورية الأم” بالرضا لما قدمه حتى اليوم في مجال الأغنية فهو يمتلك ارشيفا من نحو مئة أغنية في الاذاعة والتلفزيون منوعة بين الوطني والديني والناقد والاجتماعي بالإضافة لما قدمه من أغان للقطاع الخاص في الاعلام وشركات الانتاج الفنية ويملك الطموح لتقديم الأكثر والأفضل في المستقبل.

ويعبر الحلبي عن تفاؤله بمستقبل الأغنية السورية ويختم بالقول “التفاؤل موجود طالما وجدت في بلدنا الكوادر الجيدة التي تسعى لنهضة الأغنية السورية بكل إخلاص وشغف” لافتا إلى أن سورية كانت منبعاً للفن الراقي ومنها انطلق الكثير من المطربين العرب عبر إذاعة دمشق والتلفزيون السوري.

الشاعر عبد الرحمن الحلبي مواليد دمشق وهو شاعر معتمد لدى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ عام 1994 شارك بأمسيات شعرية في المراكز الثقافية نظم العديد من الاغاني الوطنية والاجتماعية والوجدانية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024