تحاول الفنانة هيفاء حداد في الأدوار التي تقدمها على الشاشة الفضية أن تعكس حالات واقعية من المجتمع السوري دون المبالغة في هذا الأمر.

وتقول حداد في حديث لـ سانا “آخر أعمالي كانت مشاركتي في الجزء الجديد من سلسلة باب الحارة من إخراج ناجي طعمي وكان أكثر ما استهواني في دوري أن الشخصية التي ألعبها تعود لامرأة سورية ترفض الاحتلال لوطنها وتدعو إلى مقاومته”.

وتؤكد حداد أنها تفضل الأدوار القريبة من شخصيتها وعندما تجد أنها تناقضها ترفضها فورا ولا سيما الأدوار التي تبالغ في إظهار “سلوكيات سلبية لدى المرأة” لافتة إلى أن دور الفنان يجب أن يتمثل بتقديم شخصيات من صلب الواقع تجسد صمود الشعب السوري بوجه الحرب الإرهابية التي تشن على بلده وتمسك هذا الشعب بقيمه.

وتعتبر حداد أن الأدوار التي قدمت المرأة السورية على أنها تعيش ضياعاً أخلاقياً فاشلة وتجارية ولا يمكن أن تسهم في البناء الاجتماعي لأن الفن رسالة ولا يمكن أن تصل هذه الرسالة بنجاح إلا إذا كانت محملة بالقيم أو أسس البناء والتكوين الاجتماعي الصحيح.

وعن الأعمال الدرامية التي عكست نتائج الحرب على سورية وتداعياتها قالت حداد “معظم الأعمال التي شهدتها الدراما السورية في السنوات الأخيرة ابتعدت عن تناول واقعنا اليومي الذي يحتاج إلى تكريس فعل فني يوازي ما تشهده البلاد من مؤامرات وما يقدمه السوريون من تضحيات” داعية إلى أن تمارس الدراما عبر استنفار الطاقات الثقافية والأدبية والكتابية لكشف خلفيات المؤامرة وأدواتها “لأن الفن إن لم يمارس هذا الدور فسيبقى في الظلام حينها ولن يصلح إلا للتهريج والتجارة”.

ونوهت حداد بدور المخرجين والفنانين الذين ظلوا في بلادهم وتصدوا للمؤامرة ورصدوا عبر أعمالهم فصولا منها مؤكدة أنهم وسواهم هم أبناء الوطن الحقيقيون لأنهم قدموا نموذج السوري العريق الذي يحب الناس والوطن ويحافظ على الكرامة والشرف والأرض.

ورأت الفنانة حداد أن “الدراما السورية في أكثر ما تقدمه هي في تراجع كبير ولم تقدم ما هو مطلوب منها بشكل واقعي وصارت بعيدة عن تجسيد الواقع السوري مقدمة أعمالا ترضي ذائقة سوق العرض الخارجية” معربة عن أملها بعودة الدراما إلى حالها السابق الذي جعلها منتشرة على مستوى الوطن العربي والعالم.

يشار إلى أن الفنانة هيفاء حداد التي ولدت في حلب وتقيم في دمشق شاركت في عدد من المسلسلات السورية موءخرا مثل الندم وامرأة من رماد وغيرهما.