سيريانديز – هيثم قحف

عندما تكون إدارة الحياة التشكيلية على قدر من المسؤولية والوعي وفهم دورها على الشكل الأمثل، لابد وان ينعكس هذا الوعي والإدراك لأهمية هذا الدور على الحياة التشكيلية السورية، فقد لوحظ منذ فترة تطور هذه الإدارة باتجاه تطوير الفن التشكيلي على كافة الأصعدة ليس فقط إعلاميا بل على صعيد الأداء والاحتراف، بذهنية منفتحة على كافة التجارب المحلية والعالمية فنرى تطور اللوحة وتطور الفنانين وأساليبهم وتقنياتهم كي يبقوا في دائرة التنافس ولا يخرجوا منها وهذا له أهمية كبرى في مسيرة التشكيل السوري .

واللافت للنظر الاهتمام الرسمي والشعبي بالنحت فملتقيات النحت المحلي والدولي أصبحت ظاهرة تستحق التوقف عندها فتطور الملتقيات واحتكاك النحاتين المحليين مع العالميين أثمر وبرأي جميع المهتمين والنقاد والمراقبين عن أجمل وأهم الملتقيات على مستوى العالم خاصة في ملتقى دمشق الدولي للنحت عام 2009.

لهذا الأمر وأهميته نرى أن تستمر هذه الملتقيات في كافة مجالات الفنون( خصوصا النحت) لأنه وبمرأى الجميع ولحلق ثقافة بصرية جمالية لدى المواطنين بالإضافة إلى تزيينها للحدائق العامة والعقد الطرقية وغيرها.

إن الملتقيات حتى لو كانت مكلفة ماديا( وان كانت لا تقاس هكذا ) لكن مردودها الجمالي والفني وانعكاس ذلك على نفسية وتطور الفنانين السوريين كبير جدا.

وقد شاهدنا انه أصبح هناك حتى ( سياحة فنية ) لزيارة الملتقيات من قبل الجميع نساء ، شيوخ، أطفال، شباب، وحتى المارة أصبحوا يتوقفون لرؤية هذه الأعمال وتدور بينهم الحوارات عن معناها ومغزاها...الخ.

هذا شيء مشجع للاستمرار في هذه التجارب وخاصة أنها تحقق الهدف المرجو منها.