الأحد 2016-04-10 15:01:44 موســيقا
فعالية طفولة وإبداع الثقافية : كيف يكون لأطفال اللاذقية الحظ الأوفر من التكريم والألم معا ؟

رشا ريّا_ سيريانديز_مكتب اللاذقية
الحرب ألقت بأوزارها على أكتافِ أطفال سورية , الذين يحاولون الصمود بمساعدة ذوي الاختصاص، وأصحاب الأيادي البيضاء، في وجه المعاناة, عبر محاولة رسم ابتسامةٍ.
أطفال بأعمار متفاوتة, منهم من ارتبط عمره بالأزمة, ومنهم  أكبر قليلا عاشوا على أنقاض حرب كلفتهم الكثير, في رواسب لا تكاد تخفى في العيون الكسيرة, والقلوب التي تناجي الأمل بشفاء الجرحى واللقاء بذويهم الشهداء , أو المخطوفين.
ضمن هذا السياق وبرعاية وزير الثقافة عصام خليل، ومديرية ثقافة الطفل, أَقيمت في المركز الثقافي باللاذقية فعالية "طفولة وإبداع", لتكريم الفائزين بالمسابقات السنوية (الأدبية والفنية) لعام 2015, بحضور معاون وزير الثقافة توفيق الإمام, السيدة ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل, و مجد صارم مدير ثقافة اللاذقية والفعاليات الرسمية من مهتمين وذوي الشهداء والمخطوفين والجرحى


تمَّ افتتاح الفعالية بتكريم الأطفال من خمس سنوات حتى سبعة عشر سنة الفائزين بمجالات متعددة (شعر_ رسم _مقالة_ قصة _ تصوير ضوئي_ خط عربي) لتُرسم البسمة على وجوه أطفال استطاعوا نقلها باللاوعي لجميع الحاضرين ،و كان لذوي الاحتياجات الخاصة نصيب وافر من الجوائز في مشهد فريد.
ثم  قدّم أبناء وبنات الشهداء, قصائد من تأليفهم, أهدوها لآبائهم, موقنين أنهم يسمعون وواثقين, من  جعلهم فخورين بهم , منهم الشاب طارق محمد كردي الذي حاز على الجائزة الأولى في مسابقة الشعر, وغيره العديد من أبناء وبنات الشهداء والمخطوفين, كما شارك أطفال آخرون بالغناء, كالطفلة نور دكنجي ابنة الفنانة اللاذقانية الأصيلة كنانة القصير,  والطفلة بتول مرشد, ابنة الشهيد الطيار راني مرشد, و كان لمعهد محمود العجان الموسيقي دور لافت, ومن بين طلابه (الكوثر الحسين) الشابة التي غنت باللغة الفرنسية ليلامس إحساسها ونغم همسها قلوب الجميع, إضافة للعديد من الفقرات الفنية الأخرى, التي ظهر مجهودها بشكل كبير سواءً على مستوى كورال فريق الثقافة لبناء مهارات الحياة, (بإشراف حسام فرفور, والأستاذ محمد الشيخ, والموسيقار زياد عجان), أو اللوحات الراقصة التي كانت بإشراف الفنان نجم جمال.
في حديث لسيريانديز مع السيد توفيق الإمام قال: " إن هذه الفعالية, هي استمرار للفعاليات السابقة, وتكريماً للأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة, وأبناء شهداء الجيش العربي السوري, فمن واجب وزارة الثقافة أن تقدم الدعم بكافة أشكاله لذوي الشهداء الذين قدموا دماءهم, دفاعاً عن الوطن, ثم إن وزارة الثقافة ممثلة بكافة مديرياتها في المحافظات, والمراكز الثقافية, حريصة على متابعة جميع الفنون الثقافية, وتقديم الدعم المادي والمعنوي, إضافةً إلى إيصالها إلى كافة المجتمع السوري, في طيفه المتنوع, الوطني, والصامد"
مدير ثقافة اللاذقية مجد صارم أكد لسيريانديز: حرص المديرية على تقديم الدعم والرعاية الدائمة للأطفال, من أجل صقل هذه المواهب الواعدة, إضافة إلى تحفيزهم بالمسابقات, والجوائز التكريمية.


جميل ديوب أحد الأطفال المشاركين , (ابن العقيد المخطوف معين ديوب) قال بصوت غلب عليه التأثر : يمكن بابا شايفني هلا أنا وعم أحكي معك, بدي قلو اشتقتلك, وكتبت القصيدة إلو, رح دير بالي ع إخواتي وخليه فخور فيني"
،وأكدت المسؤولة عن فريق بناء مهارات الحياة في مديرية ثقافة الطفل أمل طوبال :  أن هذا الحفل جاء نتيجة تفاعل الأطفال مع مدربي فريق المهارات على مجموعة من الفقرات المنوعة من رقصات شعبية، وكورال وشعر  وتكريم كان لأطفال اللاذقية الحظ الأوفر منها، وهو برأي إنجاز كبير إذا ماقورن بحجم المأسي التي كان كان لهم منها أيضا النصيب الأوفر.
رغم ما مروا به من ظروف تتفاوت بألمها, مع عمرهم الصغير, تبقى ابتسامتهم خيوط نور لشمس الأمل بمستقبل سيكون لهم.
والجدير بالذكر أن السيدة مديرة سيريانديز وبورصات وأسواق - مكتب اللاذقية أمل صارم تطوعت بتقديم الحفل ، كرمى لعين أطفال ذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين وحملت خطابها رسائل إنسانية ووطنية من خلال مجموعة من الأشعار كتبت معظمها للمناسبة ملامسة وجدان الجميع  .

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024