الجمعة 2016-04-01 22:31:12 عروض
سوريون بعنوان” احتفالية المعهد العالي بيوم المسرح العالمي

شجرتان باسم كل من الأستاذين المؤسسين أديب اللجمي وغسان المالح زرعهما كل من أساتذة وطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في حديقة المعهد وفاء لمساهمتهما الإبداعية والأكاديمية في تطوير هذه الأكاديمية الفنية التي كان لها قصب السبق في تنشيط الحركة المسرحية في المنطقة العربية على مدى قرابة أربعة عقود شهدت بزوغ عشرات الأسماء من الفنانين والمثقفين الذين أغنوا المسرح السوري بمقترحاتهم الإبداعية.2

هذا التكريم الذي افتتحت بها تظاهرة “سوريون بعنوان” فعالياتها احتفالاً بيوم المسرح العالمي جاء بحضور وزير الثقافة عصام خليل الذي أزاح الستار عن استوديوهين حمل الأول اسم الفنان أسعد فضة بينما حمل الثاني اسماً لمرسم فنان الديكور المسرحي الكبير نعمان جود الذي ساهم في تأسيس المعهد وقسم السينوغرافيا عام 2002 وما زال يشرف على مشاريع تخرج طلاب هذا القسم الإبداعي.

الاحتفالية التي بدأت عند أعتاب المعهد العالي بالنشيد العربي السوري الذي عزفه وقدمه طلاب المعهدين العالي للموسيقا والعالي للفنون المسرحية بإشراف الفنان حسام بريمو شملت العديد من الفعاليات شارك فيها طلاب التمثيل والنقد والسينوغرافيا والتقنيات المسرحية حيث تضمنت أيضاً افتتاح معرض دائم لمنشورات وزارة الثقافة أقامته الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع المعهد العالي للفنون المسرحية.

اللوحة التذكارية التي ضمت أسماء عمداء المعهد أزاح المحتفلون الستار عنها في كرنفال متواصل من المعارض الثابتة والمتحركة قدمه في أبهاء المعهد وفي قاعاته كل من طلاب السينوغرافيا والأزياء والمكياج مصدرين بذلك خلاصة تدريباتهم على تصميم الزي والقناع والديكور المسرحي إذ بدا هذا المناخ غنياً وعامراً بعشرات التصاميم التي استمدت مادتها من مناسبة يوم المسرح العالمي ومن شخصيات الحرب والتصحر الإنساني في زمن النزاعات البشرية.

الفنان قاسم ملحو ألقى بدوره كلمة يوم المسرح العالمي مفتتحاً بذلك الاحتفالية الرئيسية على خشبة سعد الله ونوس والتي أشرف عليها الدكتور تامر العربيد حيث قال ملحو نقلاً عن كلمة المسرحي الروسي أناتولي فاسيليف في يوم المسرح ترجمها للعربية الأديب يوسف عايدابي من السودان.. “فقط اذهبوا إلى المسرح واحتلوا كل الصفوف الأمامية وكذلك الشرفات وأنصتوا للكلمة وتأملوا المشاهد الحية فهاهو المسرح قبالتكم فلا تهملوه ولا تفوتوا المشاركة فيه فلربما تكون أثمن فرصة لنا أن نتشاركه في حيواتنا الفارغة الراكضة”.

كما كرمت إدارة المعهد كلا من الفنانين أسعد فضة ونعمان جود وحسن عويتي بتقديم الدروع التذكارية لهم وقال وزير الثقافة مخاطباً طلاب المعهد العالي في يوم عيدهم.. “نريد مسرحاً لأننا ضد ثقافة القتل والدماء فليس غريباً أن يصادف يوم الاحتفال بالمسرح يوم احتفالنا بالنصر الذي صنعه بواسل جيشنا العربي السوري بعودة تدمر إلى حضن الوطن وتحريرها من الإرهاب الأسود”.

الفنان فضة قال بدوره ..”المعهد العالي للفنون المسرحية لطالما كان مصنع الإبداع والمبدعين فشكراً لوزارة الثقافة ولإدارة المعهد” بينما قالت الفنانة جيانا عيد لدى تسلمها الدرع التكريمي نيابة عن الفنان عويتي إن “الوفاء للمكان جزء لا يتجزأ من الوفاء للأسرة والوطن ومن لا يكون وفياً للمكان الذي علمه وأوصله إلى أعلى درجات العلم والخبرة لا يمكن أن يؤتمن على أسرة أو وطن”.3

العرض الاحتفالي “سوريون بعنوان” والذي سيقدمه طلاب معهد الفنون المسرحية على مدى ثلاثة أيام بمرافقة أنشطة ثقافية متنوعة كان بمشاركة لافتة من الفنان زهير عبد الكريم وإشراف كل من الأساتذة سامر عمران و وسيم قزق و شادي كيوان ونورس عثمان حيث تميز هذا العرض بالذهاب نحو يوميات الأزمة في سورية من خلال لوحات قدمها الطلبة عن المرأة والهجرة عبر ثيمات درامية راقصة اقتبست أجواء رقصات الهيب هوب والراب ليختتموا بلوحة من قصائد الشاعر العربي الكبير محمود درويش تم اقتباسها من مجموعاته الشعرية.. “الجدارية، لا تعتذر عما فعلت، مديح الظل العالي”.

الفنان مصطفى الخاني اعتبر خلال تصريح لـ سانا الثقافية أن العرض كان جيدا لجهة أن الطلاب يقدمون عبره هواجسهم وأحلامهم وهمومهم مستذكراً سنوات دراسته في المعهد الذي يعتبره مزيجا من المعبد وغرفة الطفولة لكنه قال: “ألاحظ في السنوات الأخيرة ابتعاد طلاب الفنون المسرحية في عروضهم الاحتفالية عن المسرحيات الكلاسيكية وتركيزهم على يوميات الدراسة وهذا ما يجعل هذه العروض خفيفة إلى حد ما وهذا برأيي تعود مسؤوليته إلى الأساتذة المشرفين الذين يجب أن يطلعوا الطلبة على التراث الأدبي للمسرح العالمي والعربي والسوري بدلاً من الاستعانة بقفشات من هنا وهناك على حساب المنهاج والأكاديمية”.

المهند حيدر المخرج المسرحي وأستاذ قسم الدراسات المسرحية قال بدوره: “أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي نتوقف فيه عن استخدام جملة سعد الله ونوس الشهيرة /إننا محكومون بالأمل، وما يحدث اليوم لا يمكن أن يكون نهاية التاريخ/ فلقد أتعبناها من كثرة التكرار وأفرغنا محتواها والبعض حولها لمجرد شعار جاهز للاختباء لتتحول رموزنا من أبي خليل القباني وونوس إلى ما يشبه تماثيل خلف الزجاج”.

وأضاف حيدر: “الوفاء لهؤلاء المبدعين يكون ببناء حالة مسرحية حقيقية.. أن نخلق بيئة ثقافية حقيقية.. أن تبنى المسارح.. وأن يتم تبني التجارب المسرحية وأن تدعم.. أن تنشر النصوص ويجزى الممثلون..والوفاء لونوس والقباني ونهاد قلعي وفواز الساجر وممدوح عدوان و محمد الماغوط وكل رواد المسرح يكون بتحقيق آمالهم لا خلف زجاج العرض.. ولا على المنابر”.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024