الإثنين 2016-03-28 23:24:24 مســرح
هي هيك.. عرض يحاكي واقع المسرحيين السوريين بأسلوب تجريبي متميز

خمسة وأربعون دقيقة كانت كافية لاطلاع الجمهور على مشاكل المسرحيين وهمومهم في عرض أبرز خلاله ممثلو فرقة اليسار المسرحية قدراتهم الفنية ورشاقتهم على خشبة المسرح لسرد حكاية فرقة تدخل في صراع ما بين المتابعة في العمل أو تركه.

 

“هي هيك”.. عنوان المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح القومي إحياء ليوم المسرح العالمي وأتت كختام للاحتفالية الفنية التي أقامها المسرح القومي احتفاء بهذه المناسبة فكان اختيار هذا النص الذي كتبه وأخرجه مجد يونس أحمد فرصة للإضاءة على عمل المسرحيين السوريين بأسلوب تجريبي يعتمد على الإضاءة والحركة والتشكيلات البصرية إضافة إلى قدرات الممثل.

وأشار مخرج العمل في حديثه لسانا الثقافية إلى أنه ركز في كتابة النص على طرح هموم العاملين في المسرح ومشاكل العرض والنصوص والتمويل والإنتاج والإدارة والتعاطي مع الصحفيين والنقاد وكل ذلك جاء على لسان أفراد الفرقة الذين يستمرون في نضالهم لتقديم ما يفيد الناس بعيدا عن الاستسلام واليأس.

العمل الذي يعرض للمرة الأولى في مدينة اللاذقية سبق وحصل على جائزة السينوغرافيا في مهرجان الشباب الوطني بدير الزور عام 2009 إضافة إلى ترشيحه للمشاركة بمهرجان القاهرة التجريبي لدورة 2010 ويعتبر من الأعمال التي ترسل رسالة واضحة بضرورة الاهتمام بالمسرح ودعمه ويعتمد في أسلوبه الإخراجي على حد تعبير المخرج أحمد على رؤرية بصرية اقرب للصورة السينمائية المتحركة على المسرح.

وأضاف لم أجر اي تعديل على نص المسرحية الاساسي الذي عرض عام 2009 وقام الممثلون من اعضاء فرقة اليسار المسرحية بأداء يماثل ما تصورته تماما وهم نجاة محمد ورافي عزيز وزين عساف وآية محمود بالإضافة لسلمان خوجة ومجد عصام أحمد.

 

الممثلة نجاة محمد تميزت بقوة ادائها على المسرح واتقانها تفاصيل شخصيتها بشكل كبير سواء في المونولوجات الفردية أو الحوار مع باقي الشخصيات وعن دورها تحدثت نجاة قائلة “نجحنا كمجموعة بخلق حالة من التواصل الروحي فيما بيننا واعتمدنا بشكل كبير على الاحساس الصادق في حركات جسدنا وصوتنا كما كان للياقتنا البدنية دور كبير بتجاوز صعوبات العمل الذي يحتاج حركة كبيرة ومستمرة على الخشبة” موضحة أن العمل مجهد ويتطلب تقنيات تمثيلية عالية المستوى لتحقيق النجاح المطلوب.

وأشار الممثل مجد عصام أحمد إلى تركيزه على ضبط تنفسه كإحدى الأدوات المهمة لاتقان دوره موضحا أن قوة العمل تكمن في إخراجه المتميز الذي يعتمد على الإضاءة بشكل كبير للانتقال من مشهد إلى آخر دون قطع يربك المتلقي الذي يتحدث معه الممثلون في كثير من المشاهد لتعميق الطرح وتحقيق حالة من التواصل المباشر مع الحضور.

ولفت الممثل رافي عزيز إلى صعوبة العمل الذي تطلب جهدا جماعيا من الممثلين محاولا اضافة لمسته الخاصة كممثل لإبراز قدرته على تقديم الدور بأداء وصوت مختلف عما قدمه سابقا متمنيا تكرار عرض المسرحية بهدف إيصال صوتنا للجمهور من خلال هذه النصوص التي تعتبر فرصة للتعريف بهمومنا التي نعيشها كل يوم.

 

من جهته بين المخرج المسرحي هاشم غزال أنه استمتع بمشاهدة العرض الذي لامسه بشكل كبير خاصة وإن الممثلين الشباب نجحوا بإظهار حماسهم وقوتهم على خشبة المسرح لافتا إلى أن المخرج اجاد في تقديم رؤى بصرية متميزة بقالب فني كان الممثلون هم أبطاله بلا منازع.

أما الممثل قاسم ملحو فاثنى على جهود الممثلين لاسيما من هم في طريق الاحتراف من ابطال العمل مبينا أن المزيد من التدريبات والخبرة ستساعد الممثلين على تجاوز عنصر الانفعال الشديد على خشبة المسرح.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024