الأربعاء 2016-03-23 00:06:21 من المجتمع
بلدي أمي احتفالية لتكريم الأمهات السوريات في اتحاد الكتاب العرب

تحت عنوان يمزج بين الوطن والأم بما ينضوي تحتهما من معان أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب احتفالية “بلدي أمي” لتكريم عدد من الأمهات السوريات المناضلات بالتعاون مع مجموعة “وطن شرف إخلاص” وذلك في مقر اتحاد الكتاب العرب.

وفي كلمة الافتتاح قال الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية .. “مهما علت اللغة وارتقى الكلام يبقى قليلا أمام قيمة ورفعة الأم ولا يمكن أن يعطيها بعض حقها وأي لغة تغادر القلب يجب أن تلامس القلوب في عيد هو عيد الأعياد لأن الأم عيد بنفسها ووجود كامل ولا سيما أن المرأة السورية عطاؤها وقيمها كانا بمستوى ما تتطلبه سورية الأم خلال الحرب التي تتصدى لها”.

وأشار الصالح إلى أن هنالك تكوينين عظيمين في الوطن رجال الجيش العربي السوري الذين أبدعوا معجزة الأم السورية التي أنجبت هؤلاء الأبطال الذين واجهوا الذئاب التي أتت من مستنقعات الأرض إلى بلدنا.

واعتبر رئيس اتحاد الكتاب أن تكريم الأم تكريم للإبداع والثقافة والوعي والتنوير مبينا أنه بفضل المرأة كان الإبداع والتخييل المؤبد في الذاكرة الإنسانية.

أما سوسن جرير رئيسة مجموعة “وطن شرف إخلاص” أشارت إلى استعداد الأم السورية لتضحي بدمها وأولادها وما تملكه من أن أجل أن تبقى سورية حرة كريمة مؤكدة أن دور المرأة أساسي في الدفاع عن الوطن في وجه الحرب التي تشن ضده.

وأوضحت شهيرة فلوح مديرة مدارس أبناء الشهداء أن تكريم الأم يمنح الوجود معناه ويغمر الحياة بمشاعر الحب والحنان فالأم هي العزاء في الحزن والرجاء في اليأس والقوة في الضعف ولا تكمل سعادتها إلا بفرح أولادها ونجاحهم لذلك تستحق الأمهات كل تكريم.

وقرأ عدد من الشعراء قصائد استوحوها من نضال الشعب السوري دفاعا عن وطنه ومن عيد الأم حيث عبر الشاعر أمين اليوسف في قصيدته عن لهفة الأم عندما يغيب ولدها أوعندما يتأهب للدفاع عن وطنه فهي تودعه بحب كبير متمنية أن يقوم بواجبه ويعود فتكون المفاجأة أنه استشهد ويكون دورها كأم وطنية دورا عظيما يظهر في قول الشاعر.

“وتظل عاكفة تحاور روحه ..وتظل تنتظر الجواب ..لكن تمس ببسمة بين السحاب .. كتفتح الفجر الجديد ..وتمد كفيها تلوح للسماء ..وتقول في لهف اللقاء..ابني اقبل من يدي هذي الورود”.

في حين جاء نص الشاعر محمد العيسى متصاعدا مع موسيقا ذات نغم حماسي التزمت بالموضوع والعاطفة وعبرت عن قيمة الشهيد ودور أمه في تجسيد هذه القيم فقال.. “كل عام وياسمينك أحلى..مر جبريل قربها وتدلى قاب جرح من ابنها وتدلى .. قال بشرى أم الشهيد وفخرا فارس العشق يا شهيد بلادي .. هكذا تعشق البلاد وإلا”.111

وعبر الشاعر محمد سعيد العتيق في قصيدته “الأم وطن” عن قيمة الأم في الوجود مبينا أنها تساوي الكون وجماله بما يمتلك من بهاء نظرا لصفاتها التي لا تحصى ولما قدمته عبر التاريخ من فعال عظيمة ولما سطرته من ملاحم مستخدما أسلوب التفعيلة والدلالة الإيحائية التي استعار أكثر ألفاظها من الكون والطبيعة ليكون تشكيله التعبيري فقال.. “هي بدؤنا أسطورة لا تنتهي .. هي أول هي آخر في الحرف موطنها بداية نورها ألف وتسجد همزة من تحتها جبل عليه سنابل أمي وآخر أحرف العربية الشماء ياء ينطوي في راحتيها المنزل والنور يسكنها فحضن الياء لحن سكينة وخمائل” كما ألقت الشاعرة المكرمة هيلانة عطا الله قصيدة بعنوان “لحن الشهيد” جسدت فيها حب الأرض والوطن والطبيعة السورية الجميلة ومدى ارتباط الشهيد بجمال هذه الطبيعة فهو الذي قضى من أجلها ومن أجل ترابها فقالت.. “أسمعت ندهات الأغاني في البطاح .. والميجنا كيف ارتمت بتلالنا الخضراء مثخنة الجناح وعلى انكسار الشمس طارت مهجة..وتخضبت من عطرها مقل الصباح”.222

وفي ختام الحفل قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب وأعضاء المكتب التنفيذي ورئيسة مجموعة “وطن شرف إخلاص” شهادات تقدير وتكريم للأمهات نبال حسن أسد وشهيرة فلوح والدكتورة هالة بلال والشاعرة هيلانة عطا الله ولما توفيق عباس والباحثة الموسيقية إلهام أبو السعود وتهاني جحا اللواتي بدورهن عبرن عن أهمية هذا التكريم الذي يدفع المرأة لاستمرار تضحيتها وينمي فيها شعور المسؤولية وحب الوطن إضافة إلى قصيدة ألقاها الشاعر أيهم الحوري باللهجة المحكية عبر فيها عن حب الوطن وأهمية الأم في الدفاع عنه.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024