الثلاثاء 2016-03-22 23:29:30 أدبيات
أريج دوارة توقع مجموعتها الشعرية الليل مرة أخرى وسط حضور ثقافي وفني

لم يقتصر حفل توقيع المجموعة الشعرية “الليل مرة أخرى” لأريج دوارة على قراءات من المجموعة كما هو سائد في مناسبات مماثلة بل شارك دوارة عددا من الشعراء في إلقاء نتاجهم الأدبي على الجمهور الذي غصت به صالة مقهى العلية في حي باب توما بدمشق القديمة.

وألقت دوارة خلال حفل التوقيع الذي أقيم أمس بحضور مجموعة من الكتاب والمثقفين والشعراء عددا من قصائدها التي تضمنت معاني عاطفية واجتماعية ووطنية بأسلوب نثري اهتمت عبر كلماته بالإبحار خلف الفكرة والتكوين البنيوي للألفاظ لتدل على مقدرة في التعبير الرشيق متأثرة بعاطفتها الأنثوية.

وتذهب دوارة إلى نقد اجتماعي بألفاظ مكثفة حرصت على أن تكون الدلالات المستعارة أكثر ما يعبر عما في داخلها من ملاحظات على مجتمع بات يفقد كثيرا من قيمه فقالت في قصيدتها “حمى النبيذ”..

“أحد ما مسح جلدي بالملح يوم ولدت.. أذكر هذا.. ربما لأنني لم أعتد حتى الآن لمساته”.

وعبرت دوارة عن رفضها الواقع المؤلم جراء المؤامرة على الوطن والمجتمع فأرادت أن تعبر بأسلوب حداثوي كونته من ألفاظ سهلة بنسيج أدبي يرقى إلى مستوى الشعر فقالت..

“لأنك ستمضي بلا حقيبة.. ولأن ملامحي باتت مجرد كلمات الشوارع وهمية .. الخبز المتعجن .. القطط النائمة لم تلد صغارها.. لا ملاذ لها هنا.. سأدع طفلي يموت في بطني.. حتى
لا يقتل”.

وقرأ فريد علي الذي قدم لمجموعة “الليل مرة أخرى” أبياتا مما كتبه في مقدمتها على شكل شعر منظوم ليعبر عن رأيه فجاءت كلماته بعيدة عن الشعر في المبنى والمعنى واللغة فغاب الوزن وضعفت القوافي ما جعلها مقدمة لا توازي المجموعة في مستواها فقال.. “يا ملهماً بسوادك الأليلي.. ها أنت مرة أخرى لا تترجل .. ألهمت قلوب العاشقين هوى .. وهواك داء ففيما التعلل .. كتبوك حبا عشق وهوى .. فزدت العشق هيما بظلمه معول”.

وألقت بثينة دوارة مديرة العلاقات العامة في شركة أمير الشهبا للإنتاج الفني كلمة بينت فيها أن الشاعرة تستحق التشجيع وهي توقع كتابها الثاني لأنها تمتلك موهبة حقيقية واعدة معتبرة أن تشجيع الأدباء والكتاب سمة تدل على رقي المجتمع وتحضره.

وعلى هامش حفل توقيع الكتاب ألقى سمير الخلف مدير ملتقى شذى الياسمين الشعري نصا شعريا بعنوان أريج الياسمين عبر فيه عن تقديره للشاعرة أريج ولمجموعتها مستخدما أسلوب الشطرين الذي اختار له البحر الكامل حيث دخل في مطلع القصيدة بشكل متطور ومتماسك إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على الوزن واللغة في كامل القصيدة فوقع في أخطاء نحوية فقال..”خسر الرهان عليك من قد راهن .. فجمالك السحر الذي صنع الرنا في الملتقى بشذى الورود بنفسج .. فاح الأريج ودار في أجواءنا من ضوعه الغرقان أضحى سارحا .. في لجة الظلمات أمسى ساكنا في ليله “حلما” يبيت لصورة .. صبحا وعى لوسادة هو حاضنا”.

وجاءت قصيدة فارس دعدوش بعنوان توءم رقيقة المعاني محاولا أن يعبر فيها عن إعجابه بمجموعة “الليل مرة أخرى” مستخدما حرف الروي الكاف في قصيدة من البحر الكامل فقال..”إني فرشت النور قيد مدامعي .. فرأيت ظلي يستبين خطاك يا بسمة الشفتين هات لفحة .. أرمي بها أملا سما بمداك”.

على حين تألقت قصيدة الشاعر والفنان هشام كفارنة التي استطاع أن يكون مفرداتها بشكل بنيوي اعتمد أركان الشعر الحقيقية واستطاع أن يشكل العاطفة وحرف الروي والموسيقا وفق موضوعه المتوازن وبحذر شفيف يدل على حسن الموهبة وقدرة التعبير فقال.. “بكى فؤادك مثلما أبكاني .. سهم تجاذبني بغير حنان وفر فؤادي باسطا نصل الهوى .. حتى تسلمني الزمان الثاني ورميت أسباب السماء بطعنة .. وبكيت مشتاقا إلى خلاني”.

وعن رأيه في مجموعة “الليل مرة اخرى” قال الناقد الدكتور عبد الله الشاهر أنها نتاج شعري يتميز بالصفة النثرية يحمل صورا جميلة وأن الشاعرة تحررت من سيطرة القافية ومن المفردة الموسيقية الإيقاعية لتنطلق إلى أعماق الفكرة عبر تراكيب مفردات لغوية وتراكيب وجمل متوازية معربا عن أمله أن تحقق الشاعرة الواعدة حضورا في صدارة المشهد الثقافي مستقبلا.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024