وجدت السوبرانو غادة حرب في الغناء الأوبرالي ضالتها كفن عالمي راق غني بتفاصيله الدرامية والموسيقية و يحظى باهتمام كبير في كل انحاء العالم فاستفادت من إمكاناتها الصوتية لتكون مغنية أوبرا سوبرانو بمستوى عال ومدربة تعطي لطلابها كل ما تعلمته خلال تجربتها العلمية والأكاديمية.

وبعد أن قدمت حرب مؤخراً حفلات بمرافقة البيانو والفرقة السيمفونية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان  والمايسترو أندريه معلولي ستقدم في الفترة القادمة حفلات غناء كلاسيكي منها ما هو بمرافقة موسيقا حجرة وأخرى بمرافقة المايسترو باغبودريان في عدد من المحافظات.2

تقول مغنية الأوبرا حرب في حديث لسانا: “أعمل حالياً على تأسيس وتدريب كورال نسائي تحت اسم غاردينيا يضم عدداً كبيراً من الفتيات ذوات الصوت الجميل والحس الموسيقي العالي من طالبات وخريجات المعهد العالي للموسيقا لتقديم أعمال كورالية احترافية لأهم الموسيقيين العالمين لنقل صورة المرأة السورية الرائدة في مجال العلم والثقافة والفن”.

وعن خصوصية الغناء الأوبرالي توضح حرب أن هذا الغناء يتطلب قدرات صوتية كبيرة من حيث مساحة الصوت وخامته ويمتاز بأسلوب خاص في طريقة إخراج الصوت والتحكم بالنفس ويحتاج إلى تدريب طويل وتمرين بشكل مستمر وقالت: “أجد متعة كبيرة في الغناء وأداء الأعمال الأوبرالية والوقوف على المسرح توازي متعة الجمهور المتلقي إن لم تكن اكبر”.

وتشير أستاذة الغناء الكلاسيكي في المعهد العالي للموسيقا أن المعهد استطاع خلال سنوات عمله أن يبني أسساً متينة للموسيقا في سورية وتخريج عدد من الموسيقيين والمغنين الموهوبين سواء في الموسيقا الشرقية أو الكلاسيكية وبعد أن كان هناك مغنية الأوبرا أراكس شيكيجيان فقط مؤكدة أن المعهد  يقدم أقصى مايمكن في ظل الظروف الحالية الصعبة.

وتقول حرب: “نعاني حالياً من قلة في العازفين في الموسيقا الكلاسيكية وفي الكوادر التعليمية لهذه الآلات ويحاول الموسيقيون والأساتذة سد النقص لأن الأزمات والظروف الصعبة يجب أن تكون حافزاً للعطاء والعمل بشكل أكبر وتقديم الأفضل”.

وتشير حرب إلى أن دعم وزارة الثقافة الموسيقا الجادة الراقية كان مقتصراً على دمشق داعية إلى تقديم الدعم لباقي المحافظات.

وتجد حرب أن الأغنية السورية منتشرة محلياً وعربياً لكن تحقيق الإنتشار العالمي فيها بحاجة لإعادة صياغتها وتوزيعها بصورة تجعلها قابلة للعزف من قبل الأوركسترات العالمية دون أن تحرمها من خصوصيتها اللحنية والإيقاعية لافتة إلى أن هناك بعض التجارب الناجحة في هذا الصدد من قبل مؤلفين موسيقيين اكاديميين.

وتعبر حرب عن تفاؤلها بمستقبل الغناء والموسيقا في سورية تقول: “سورية مليئة بالمواهب التي تغذت من الطرب الأصيل والموسيقا التراثية إلى جانب وجود المعهد العالي للموسيقا بكادره التدريسي المميز الذي يقدم الموسيقا الأكاديمية بمستوى عالمي ويخرج سنوياً كوادر موسيقية مميزة وهذا كله يدفع إلى التفاؤل بمستقبل أفضل للموسيقا والغناء في بلدنا”.

السوبرانو غادة حرب خريجة المعهد العالي للموسيقا العام 1999 باختصاص الغناء الأوبرالي درست الغناء مدة أربع سنوات بإشراف مغنية الأوبرا السورية شيكيجيان كما عملت في المعهد كمغنية سوبرانو في فرقة كورال الحجرة بين عامي 2001 و 2015 و مساعدة في قيادة وتدريب الطلاب بالمعهد بين عامي  2004 و2011 و استاذة لغناء الأوبرا وللغناء الجماعي لمجموعات موسيقا الحجرة كما عملت مدربة الكورال في ماجستير التربية الموسيقية بجامعة دمشق و مدربة تقنيات الصوت في جوقة الفرح.

قدمت عدة حفلات صولو غناء أوبرا “آريات وليدارات” لعدد من مؤلفي الأوبرا والموسيقيين العالميين داخل سورية وخارجها بمرافقة أهم عازفي البيانو في سورية مثل الدكتور غزوان الزركلي وفادي جبيلي وميساك باغبودريان وشاركت في العديد من الحفلات مع الفرقة السيمفونية السورية.