الأحد 2016-02-21 00:14:40 رسامون
الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان.. سورية متجذرة في عمق الثقافة البشرية

الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان صاحب تجربة طويلة في فن حفر الغرافيك يسعى في أعماله لتقديم اللوحة ذات النسخة الواحدة التي لا تتكرر معتمدا في عمله الفني على مخزون ثقافي ليغني مسيرته الفنية.

وكثيرا ما ينتاب الفنان حمدان قلق البحث عن درجة جديدة في الجمال حيث يقول في حديثه ل سانا الثقافية “أرفض الأضداد وأرى أن الأسود ليس عكس الأبيض بل درجة فيه كما أن البشاعة ليست عكس الجمال بل درجة منه وهكذا يكون فضاء الجمال أوسع وأرحب ولا يتكرر لأن كل شكل يحمل قيما جمالية تخصه”.

1ويرى الفنان حمدان أن هناك غيابا للجمال عن حياتنا في الوقت الراهن ويوضح بالقول ..”أكاد أكون جازما بأن الجمال في طور التقلص لذلك أجد نفسي مهموما بالبحث الدائم عن قيم جمالية جديدة ويكون حواري مع العمل
الفني مشابها لأي عقل يبحث عن خلاص أو عن صفحة محبة جديدة”.

ويعمل الفنان حمدان حاليا على تجربة جديدة في مسيرته وهي الرسم بالألوان الزيتية بشكل متواصل لينقل أسلوبه في لوحة الغرافيك إلى اللوحة الزيتية بشكل اقنعة فنيا حتى يقدم على عرض هذه التجربة قريبا.

حمدان رسم ذات يوم وجهه الحي يخرج من وجهه الميت في لوحة وبين “أثارت هذه اللوحة الكثير من التساؤلات في أوساط ثقافية أوروبية وآسيوية طرحت استفسارات عن مصدر الهام هذه العمل وعندما رسمت لوحة
“المرأة الأنثى على خشبة الصليب” قصدت فيها عمق القهر والعذاب البشريين حتى اعتبرها صحفي في إذاعة فرنسا الدولية أنها واحدة من أهم لوحات القرن العشرين”.

وأضاف.. “الفكر الذهني الغيبي حرمنا من أرقى حالات الحوار البصري وهذا الفكر المتخلف الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة دمر كل شيء بصري وآخر ارتكاباته كانت في بلدنا سورية”.

وعن وجوده فكريا في لوحاته قال “اللوحة تمثلني شخصيا وتنطق عني دائما وتحمل قسطا من همومي وهي أيضا رسالتي المفتوحة إلى الإنسانية وتشاركني انفعالاتي وهمومي في درب اهتمامي بالثقافة البشرية والإنسان” مؤكدا أن الأسلوب عند الفنان التشكيلي هو طريقة العمل وإخراجه وتقنيته التي تميز مهارة الفنان عن الآخر.

ويعتبر الفنان التشكيلي حمدان أن القيمة الجمالية في العمل الفني هي الغاية الأولى وهو لا يوافق على أي من مدارس النقد لأن المدرسة تأتي بعد الابداع وليس قبله ويتابع قائلا .. “ورثنا في هذا المكان من العالم
أخصب الأفكار الثقافية في تاريخ الثقافة البشرية ورغم أننا لا نجيد التعامل مع هذا الكنز لكن توصلت بعد قراءاتي المتعددة لكتاب درسوا ثقافة هذا المكان أن أفكاره وطقوسه وتاريخه الثقافي هي من بدايات التفكير المدني للثقافة البشرية”.

1ويخلص إلى نتيجة مفادها بأن إبداع الإنسان السوري تجلى في مفاصل عديدة أحدها أبجدية أوغاريت فضلا عن الهندسة المعمارية التي عرفتها الحضارة الأوغاريتية مشيرا إلى أن اهتمامه بأوغاريت لجهة ما ورثناه منها من
ثقافة تحدت كل الأفكار والغزاة والطامعين الذين لم يستطيعوا محوها أو التأثير فيها أو تغييرها.

وأسقط الفنان كلامه على الزمن الحاضر وقال “سورية المتجذرة في عمق الثقافة البشرية لن تستطيع الرايات السود أن تغطي شمسها وسوف تبقى وتعود مولد الحضارة كما كانت”.

يشار إلى أن الفنان حمدان من مواليد اللاذقية عام 1960 ,درس الفن بصور ذاتية وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين صمم العديد من أغلفة الكتب والملصقات وشعارات دور النشر وغيرها نشرت أعماله الغرافيكية في الدوريات العربية والأجنبية عمل على إخراج عدد كبير من المجلات والصحف داخل سورية وخارجها كما صمم ديكور وإعلان عدد من المسرحيات في المسرح القومي والمسرح الجامعي باللاذقية له مشاركات فنية ومعارض فردية وجماعية محلياً وعالمياً وصدرت له مجموعة شعرية عام 1987وهو مدرس مادة الحفر في مركز الفنون التشكيلية باللاذقية ويعمل حاليا مصمم ديكور و إعلان في المسرح القومي باللاذقية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024