الأحد 2016-01-24 23:30:33 رسامون
الموهبة عمود الفن لكنها مخلوق معنوي يحتاج الرعاية ليبقى .. صبا رزوق لسريانديز: من يدخل دمشق يخرج مثقلا بالحب والجمال والأصالة

خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
فنانةٌ تبحث عن الجمال في عالم متناقض أرانا الكثير من القبح في تصرفات البشر ، تبعث منه شعاع نور ، تختصره بريشة صغيرة تمسكها أناملٌ لا تعرف الصمت ، تبعثر الألوان وتنثرها بفرح لتخلق من إبداعها أنثى ، تكبر وتكبر لتصبح لوحة ، تُلبِسها فستاناً من وحيها ، وتتركها تسحر عيون الناظرين إليها .
إنها الفنانة صبا رزوق ابنة البحر التي حملت في فنها عمق زرقته واتساع سمائه وخلود خضرة الجبال حوله ، أعطت من اسمها للوحاتها لتصبح فناً لا يهرم .
سيريانديز حاورت الفنانة الشابة وسلطت الضوء على تجربتها الفنية وعلى لوحاتها المتميزة وعن بداياتها تحدثت صبا قائلة :
استهوتني الألوان منذ صغري وبدأت أراقب الوجوه وأحدق فيها وأركز على ملامحها ومرات كثيرة حاولت رسمها على أوراق مبعثرة وعلى دفاتري المدرسية بقلم الرصاص وألوّنها كما يحلو لي ولاحظ أهلي موهبتي وهم بالطبيعة متذوقون ومحبون للفن ، وكذلك المعلمين ورفاقي في المدرسة وحظيت بتشجيعٍ كبير في حينها .
وتابعت رزوق الموهبة عمود الفن فلا يمكن أن تبدع من دون موهبة وهي ملكة يخص بها الله الفنان عن غيره من البشر بحيث يرى الأشياء بطريقة مختلفة ويعبر عن مشاعره بأسلوب مختلف ، ولكن الموهبة وحدها لا تكفي فهي مخلوق معنوي يجب رعايته وحمايته وتغذيته ليكبر ويبقى ، وهذا ما دعاني لصقل موهبتي بدراسة أكاديمية للفن ودخلت كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق قسم الرسم والتصوير الزيتي في عام 2008 ، والعاصمة دمشق كغيرها من المدن العريقة لايمكن أن يدخلها أحد ويخرج دون أن يكون مثقلاً بالحب والجمال والأصالة وخاصة من يعشق الرسم .

 


وحول تأثر الفنانة بالفنانين العالميين والمحليين وأساتذتها قالت :
كل فنان له سحر وطابع مختلف وأنا شخصياً أقف أمام كل الأعمال الفنية موقف المعجب وأستفيد من أي أسلوب أجد فيه ذاتي ، والواقعية التعبيرية هي المحببة لدي والأقرب لتصوير أفكاري ومشاعري التي أجسدها على جدار اللوحة ، وتأثرت بأستاذي في الجامعة الدكتور الفنان علي السرميني  فقد كان له فضلٌ كبير في تطوير أسلوبنا كطلاب وتعليمنا أبجدية الرسم ، وأقام لنا معرضاً زيّن فيه أعمالنا بلوحات خاصة به في صالة السيد وكان عنوانه نبض وألوان ، وهذا المعرض أعطانا ثقة كبيرة بأنفسنا .


وعن أهم أعمالها ومعارضها تحدثت رزوق :
بدأت المشاركة في المعارض في عام 2013 وكانت بداية موفقة لي حيث شاركت في معرض الربيع السنوي ومعرض نبض ولون و غاليري نصار آرت وآخر في مركز البناء الثقافي وملتقى ومعرض بعنوان الجلاء في قلعة دمشق ، كما شاركت بلوحتين في ورشة عمل في مركز الفنون البصرية ، وفي عام 2014 شاركت في حفل تكريم من بنك بيمو السعودي الفرنسي في فندق الشام في العاصمة ، وبثلاث لوحات في معرض ربيع اللاذقية السادس في صالة نقابة الفنانين في اللاذقية ، وفي عام 2015 شاركت بمعرض بعنوان فنانين اللاذقية في هيشون آرت ، وبلوحتين في معرضي إيقاعات أوغاريتية و اللوحة الصغيرة  في فندق زنوبيا ، وفي بداية هذا العام شاركت بأربع لوحات في معرض بفندق زنوبيا أيضاً .


وعن تأثير الأزمة والحرب ومشاهدها في فنها قالت :
أنا ابنة هذا البلد الجميل الذي يحاول أعداءه إلغاء كل ماهو جيد فيه ولايمكن أن ندعي عدم تأثرنا كأشخاص بما يجري ، ولكن كفنانة حاولت من خلال فني الإبقاء على تلك الصورة الجميلة الأصيلة التي رسمناها منذ الطفولة ونقلت ذلك في لوحاتي وابتعدت عن كل ما يجلب الحزن والأسى والمعاناة .
وعن طموحاتها أضافت رزوق :
الطموح بالشهرة هاجس كل فنان وخاصة إن كان ما يقدمه يستحق ذلك ، وأستعد حالياً لمتابعة دراستي العليا في الجامعة وخاصة وإنني ادرّس الآن في كلية الفنون الجميلة وكلية الهندسة المعمارية ، وأطمح أن يصل اسمي كفنانة سورية إلى العالم كله لأرفع راية بلدي سورية عالياً .

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024