الثلاثاء 2016-01-19 01:27:02 كــتب
وادي بردى عبر العصور… كتاب يوثق للمنطقة بتاريخها وبلداتها وطبيعتها

لم يجد الكاتب محمود محمد علقم من أرخ لوادي بردى بشكل خاص بل كان يرد اسم هذه المنطقة ضمن الحديث عن تاريخ مدينة دمشق أو الزبداني وهذا ما حدا به لأن يتحدث عن تاريخ هذا الوادي في كتاب حمل عنوان وادي بردى عبر العصور جمع بين دفتيه الحضارات التي مرت على هذا الوادي من القدم وحتى اليوم.

ويقول علقم في مقدمة كتابه الصادر عن الهيئة السورية للكتاب أنه اعتمد على معلومات يعرفها عن هذا الوادي الذي ولد وترعرع فيه كما اجتهد كي يصل إلى أدق المعلومات قديما وحديثا كي يطلع على تاريخه كل من له شغف بالمطالعة أو قراءة التاريخ موضحا أنه يتعذر فصل تاريخ وادي بردى عن تاريخ مدينة دمشق أو تاريخ الزبداني نظرا للترابط الجغرافي والاجتماعي والحضاري والتاريخي بينها.

وبدأ الكاتب حديثه في هذا الكتاب عن وادي بردى في العصور الآرامية واليونانية والعصور الرومانية والبيزنطية ثم الاسلامية وعصر الاحتلالين العثماني والفرنسي وعن وادي بردى في العصر الحديث كما تحدث عن نهر بردى تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وديموغرافيا في العصر الحديث.

ويوضح علقم أن وادي بردى يحتضن نهر بردى ويحنو عليه كما يحنو على دمشق ويزودها بالماء البارد العذب ويهديها أفضل ما لديه من ثمار التفاح والخوخ والرمان والسفرجل والجانرك والمشمش والتين والعنب والزيتون.. ومن هذا الوادي شربت دمشق المياه العذبة أول مرة وأنير أول مصباح كهربائي في منازل دمشق ووصل الحرير إلى أنوال دمشق حيث كان يعج بزراعة التوت.

وعلى ضفاف وادي بردى شدت فيروز بأحسن الألحان .. أنا صوتي منك يا بردى مثلما نبعك من سحبي

وفي مقالة تضمنها الكتاب للباحث الدكتور سهيل زكار يقول إن “الحياة في وادي بردى تعود إلى أبعد من نصف مليون من السنين وازدهرت دمشق كمدينة منذ أواخر الألف الثاني قبل الميلاد في العصر الآرامي وكان وادي بردى جزءا من مملكة دمشق الآرامية كما ذكر الوادي في كثير من الكتب التاريخية حيث كان طريقا للقوافل بين المدينتين العظيمتين دمشق وبعلبك.

وتغنى الشعراء بنهر بردى منذ أيام الجاهلية وأقدم من ذكره حسان بن ثابت الانصاري:
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل

وقال جرير:
لاورد للقوم ان لم يعرفوا بردى اذا تجول في أعناقها السدف

وأقسام نهر بردى هي نهر يزيد /نهر المزاوي/الديراني/ تورا/ القنوات/ بانياس .. أما بلدات وقرى وادي بردى في التاريخ فهي.. التكية/ سوق وادي بردى /برهليا كفر العواميد /الحسينية/ دير قانون/ كفير الزيت/ دير مقرن/ عين الفيجة /بسيمة/ أشرفية الوادي / جديدة الوادي أو الشيباني/ جمرايا/الهامة/ قدسيا/ دمر / المزة .

كما أفرد الكاتب بحثا لنبع عين الفيجة ومراحل جره إلى دمشق حيث انشئت الترع والقساطل الفخارية والحديدية تحت الأرض لتتوزع على أحياء المدينة بيتا بيتا وحارة حارة عبر طوالع مدروسة ومتقنة وعادلة في توزيع المياه وسميت بعض حاراتها باسمها كحارة السبع طوالع وحارة طالع الفضة وكان هناك من يشرف على هذه الطوالع ويتأكد من عدم التلاعب بها ويقوم بتنظيفها ليكفل وصول الماء الى كل حارات دمشق التي وصفت بأنها جنة الخلد التي تجري من تحتها الأنهار.

وتطرق الكتاب الواقع في 144 صفحة الى ربوة دمشق في التاريخ وإلى بساتين كيوان وكذلك غوطة دمشق التي ورد اسمها بلفظ التثنية في الشعر القديم والحديث فقال أبو المطاع بن حمدان:

سقى الله أرض الغوطتين وأهلها فلي بجنوب الغوطتين شجون.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024