أقامت وزارة الثقافة ظهر اليوم مجلس عزاء بمناسبة مرور أسبوع على وفاة المفكر والباحث السوري ندرة اليازجي وذلك في القاعة الدمشقية بمتحف دمشق الوطني.

وقال وزير الثقافة عصام خليل في كلمته: “خسرنا قامة شامخة بوفاة الفيلسوف والباحث اليازجي الذي قدم حياته للفكر الإنساني وساهم في طرح الكثير من الأفكار التي تعلي قيمة الثقافة وتسمو بها عاليا” .

وأضاف خليل: “حرصت الوزارة على منح الباحث اليازجي جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله في الفكر والابداع نظرا لعمله على تعزيز تقدم الثقافة وتنميتها” مؤكدا سعي الوزارة لنقل أفكار اليازجي إلى الأجيال القادمة من خلال طباعة أعماله وإقامة عدد من الندوات حول فكر الراحل وعطاءاته.

أما وزيرة الشؤون الاجتماعية ريما القادري فرأت أن رعاية الجهات الرسمية لمجالس عزاء القامات الثقافية الوطنية المهمة عند رحيلها واجب حتمي تقديرا لما لهذه القامات من إسهامات لافتة إلى أن الباحث اليازجي هو من أهم الشخصيات الفكرية السورية من خلال عطاءاته في مجالات البحث الفلسفي وعلم النفس.

وبين صالح صالح مدير مكتبة الأسد الوطنية في تصريح لـ سانا أن الراحل كان مفكرا وباحثا وكاتبا تفرد بأسلوب لا نظير له وبمنهج يتجه إلى الصدق في تقديم المعلومة وصياغتها.

ولفتت لورنس عكة أرملة الباحث اليازجي في تصريح مماثل الى أن الفقيد لم يك باحثا نفسيا وفلسفيا فحسب بل كان يعمل في طرح الفكر الاجتماعي الراقي اضافة الى سلوكه واخلاقه وحرصه على تطبيق كل ما يكتبه ويقوله بفعله وتعامله مع الآخرين.

وأشار الباحث جورج الخوري إلى أن اليازجي كان أحد حكماء هذا العصر ومسيرته عبارة عن معارك حقيقية تجلت في دفاعه عن كثير من أفراد المجتمع بحكم انتماءاته العلمية والفكرية المتعددة مؤكدا أن الراحل عمل على استيعاب كل الناس وتفهم معاناتهم واحتياجاتهم وكان موقفه متسامحا مع الجميع اضافة الى طموحه الواسع وغنى افكاره وجرأة طرحها وهذا ما جعل الكثير من الكتاب والباحثين يوافقون أفكاره.

وقال خوري: “كرس اليازجي نفسه مدافعا عن الحقيقة وتطبيق المبادئء السامية التي تصل الى أن الانسان كينونة لا تتجزأ فضلا عن قيامه بدراسة التطور العلمي في مجال الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا والافكار الحديثة التي وضعها علماء كبار في محاولة لجعل العلم مكملا للحكمة القديمة لا ناقدا لها”.

وأضاف الخوري “استطاع اليازجي عبر ثقافاته المتطورة والمتجددة أن يبني تصورا آخر للعالم والوجود الانساني يجمع بين العلم والمعرفة القديمة ويوحد الانسان في سياقه التاريخي والتطوري ويجعل العلم مكملا لصيرورة تفتح الوعي الانساني”.

ندرة اليازجي باحث في علوم الفلسفة والنفس والاقتصاد والسياسة وهو عضو اتحاد الكتاب العرب وله اسهامات في الدراسات المقارنة بين الأديان والحضارات وساهم في تأسيس الفكر الجديد الذي يدعو الى رؤية الوحدة بين الحكمة القديمة والعلم الحديث .

شارك اليازجي في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية ونشر في الصحف والدوريات السورية والعربية والاجنبية وترجم العديد من الكتب وألف اكثر من عشرين كتابا منها رسائل في حضارة البؤس ورسائل في مبادئ الحياة والاشتراكية ومفهوم العدالة وفلسفة الانسان الثائر وغيرها ونال مؤخرا جائزة الدولة التقديرية لعام “2015”.