الأحد 2016-01-03 17:35:37 أدبيات
بياض قاتل” لرفعت أبو عساف.. نصوص أدبية تنهل من الشعر وتستند إلى الأسطورة

يقدم الكاتب رفعت أبو عساف في إصداره الأول “بياض قاتل..نصوص على هوامش الشعر” محاولة لصناعة نوع أدبي ينهل من لغة الشعر دون أن يقاربه ضمن إطار سردي يستند الى الأسطورة والرموز.

والكتاب عبارة عن نصوص أدبية توزعت صفحاته دون أن يكون هناك رابط بينها سوى تلك اللغة المفعمة بالخيال والذاتية الوجدانية ومشاعر الغربة والحنين إلى أرض الوطن والحزن على ما آل إليه جراء الحرب التي يتعرض لها كما في نصه الذي حمل عنوان “فيحاء العتق” حيث قال.. “أين مني تلك الرياض والحلكة تجلل الأفق تطرد آلهة القصيدة من جنبات النفس تجفف أنهر مفردات عودتك أن تنثري على وقع أسحارها المضمخة بعطر جلق ابتسامات تراقص مجاز لحن جدلت ذوءاباته بأريج كرومنا”.

وفي النص الذي حمل عنوان الكتاب “بياض قاتل” يعبر أبو عساف مجددا عن حنينه لقريته وما فيها من دوال ومروج لكن السرد عنده يوغل في التفاصيل وفي استخدام التشبيهات لتصبح الصور عنده شديدة التلون فيها بعض الإبهام حيث يقول..

صباحك أبهى يا تلويحة داليتنا المتخمة بشارات ثمر تفوقت على
فقر وعود البراعم.أينك غائبة كنت يا نبوءة الخير ومرج الأغنيات.. ما
جفوتك ولم.. أترين كيف خطف غيابك ألق اللحن من مقل ناياتنا.

ولأن الكاتب مولع بالأسطورة ولا سيما اليونانية منها نجده يستخدمها في كل نصوصه ولأنها بعيدة عن ذهن القارئء فإنه يضطر إلى شرح معناها ضمن هوامش أسفل كل نص كما في نص قيثارة فرحي عندما يحدثنا عن خيرون الذي كان معلما لأبطال الأساطير الإغريقية فيقول..

“سأغازلك أكثر فأرتاح على ضفاف رموشك لأصبح تلميذ خيرون فأضاهي هرقل وأعجز المستحيل”.

ويرى أبو عساف أن ثمة رابطا يجمع بين الحبيبة والوطن لأن جمال المرأة يظهر بأشكال عديدة في مخيلة الكاتب ويعكسه قلمه حيث يقول في نص مجد نسائي..

“يا لذاك المجد النسائي الذي تصوغه أحرف جمالك لتشرح عظمة روحك..نعم أنت برهان تجلي الله في وطني وقلبي”.

وإذا كانت لغة الكتاب مغرقة في الرموز والسردية فإن كتابة الأشكال الأدبية المشابهة لما جاء في بياض قاتل تحتمل هذا الإغراق بل إنها تفتح له الباب على مصراعيه ليعبر عما في ذات صاحبها من مشاعر وأحاسيس وما يبثه من فلسفة .

يشار إلى أن كتاب بياض قاتل من إصدار دار التكوين في دمشق ويقع في 91 صفحة من القطع المتوسط أما رفعت أبو عساف فهو صحفي سوري خريج قسم الإعلام من جامعة دمشق يعمل في الصحافة الثقافية بدولة الإمارات.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024