الإثنين 2015-12-21 16:27:57 أدبيات
سلمى..مجموعة شعرية لـ أنور فؤاد الجندي

(سلمى) عنوان الديوان الثاني للشاعر أنور فؤاد الجندي بعد ديوانه كبرت متمرداً, صدر عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع متضمناً عدد من القصائد المتنوعة.

في المجموعة تناول الجندي معظم القضايا الحياتية بطريقة نثرية يجعلك تتابعها حتى النهاية, فهي أولاً وآخراً تتحدث عن الحب والحزن و الفقر والأم وحب الوطن.‏

في حديثه عن الوطن تصطف الكلمات لتداعب الذات الإنسانية, تنساب المفردات بلغة عاطفية جميلة تارة وقاسية تارة أخرى, فهو يخاطب الناس الذين عاثوا في البلاد خرابا بقصيدة جريئة عنونها ب(عبادة) يقول:‏

سنبكي بلادا لم تبخل يوما علينا‏

سنبكي بلاداً أحرقناها بكلتا يدينا‏

سنتمنى لها الرجوع ولكن بعد فوات الأوان‏

نتمنى لها الشفاء بعد غرز الخنجر فيها وقطع اللسان‏

وإذا ماتحدثنا عن الحب فسنجد في الديوان قصائد عدة تحدث فيها الشاعر عن الحب الذي رفع رايته ليأخذنا إلى عوالم الجمال ففي قصيدة (نثريات حب) يقول:‏

لن أبحث عنك.. لأني أعرف مسبقاً أني لن أجدك‏

لأجلك سأسمي زمني زمن الضياع ياحبيبتي‏

لن أفكر بك‏

لأنك تعرفين مسبقاً أن الحب إحساس وليس فكرة‏

لن أكتب قصائداً باسمك لأنك أكبر من كل القصائد.. كفاك غروراً؟‏

أنور الجندي الرجل الذي امتعض من الأقدار التي خبأت له بنتاً, ولم يكن يعرف أنها ستجيء سهماً من نور, سيخترق قلبه الصغير فكانت سلمى التي أهداها عينيه وحبه الأبدي في أول لحظات قدومها, وكان لها باسمها ديوان شعري.. فقال في قصيدته (سلمى):‏

قالوا لي إنه اسم الأرض وعلى الأرضِ الشقاء‏

قلتُ وللأرضِ البقاء‏

قالوا يأتين معذبات‏

قلتُ لا عشتُ وتتعذبُ سلمتي‏

جئتني نوراً وقت أحضروكِ وكأنَّ عينيكِ تبحثُ عني‏

مبروكةٌ وليدتكَ قلتُ إنها سلمى‏

وتطرق الشاعر في مجموعته إلى شخصيات تركت أثراً بالغاً في نفسه..واعتبر أن مواقفها جريئة وهي من مواقف الرجولة والفداء..فكانت القصيدة بعنوان (الكرامة) ويقول فيها:‏

قبل هوان الباب ودخول القطيع..‏

فعل الانفجار بفلذات كبده ورفيقة دربه..‏

وأضاع الفرصة على الأشرار وارتفعت أرواح الأسرة للمنتقم الجبار‏

وبقصيدة (غياب) صوّر الشاعر حال الأمهات اللواتي لم ولن يصدقن أن أولادهن ينامون في المقبرة, ويقول فيها بعفوية الحالة حوار بين الأب والأم: استفقدته أمه متخبطة الذاكرة وسألت هل عاد الشقي ؟ حضروا له العشاء؟.. عاد ميتاً أجاب أباه.. كيف يموت هذا الولد ولا أراه ؟ لم يختر موته بل اختارته السماء يا أمه، أخبرني حدسي بالأمس, فأخبرته به وحدس الأم لايخطئ, ولكنه وعدني أن يعود ومعه وطن.‏

وفي المجموعة نرى بعض القصائد المحكية الشفافة التي تصلح للغناء بعنوان (أجى أيلول شوبعدك ناطرة ياغيمة مارقة موشايفة حدا مسرعة قدام الريح وسارح بهالمدى أجى أيلول ووراق الشجر هروا تركوا الغصون عريانة ع رفاق الربيع الي بيحملوا الندى لتشرب فراشات عطشانة)‏

(سلمى) مجموعة شعرية كل قصيدة منها تنقلنا إلى عالم شفاف مضيء يختلف كل منها عن الآخر بالألوان, لكنها تشترك بمعاني السمو.‏ 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024