الثلاثاء 2015-12-08 23:51:21 بعيداً عن الثقافة
مثقفون سوريون يحتشدون أمام مكتب الأمم المتحدة بدمشق تضامنا مع الشاعر الفلسطيني أشرف فياض

تعبيرا عن تضامنهم مع الشاعر الفلسطيني أشرف فياض وتنديدا بحكم القتل الوهابي الصادر بحقه احتشد عدد من الأدباء والمثقفين والفنانين السوريين وفعاليات أهلية تلبية للوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها وزارة الثقافة أمام مبنى مكتب الأمم المتحدة بدمشق اليوم.1

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات أكدت أن أشرف فياض يحاكم بالعقل لا بالقتل وبالمسؤولية الأخلاقية لا بالظلامية الوهابية وأن الفكر الوهابي فكر ظلامي مشبوه مضاد للعقل ومعاد للحضارة الإنسانية والتطور البشري.2

وقال وزير الثقافة عصام خليل في رسالة شفهية وجهها باسم المثقفين السوريين إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة تسلمها خالد المصري المستشار الإعلامي في مكتب المنظمة بدمشق “إن الأسباب التي يحاكم لأجلها الشاعر الفلسطيني أشرف فياض تجعلنا نرفض أن يخضع لمحكمة تعادي العقل والإبداع الإنسانيين ورغم رفضنا للمساس بكل الرموز الدينية فإن حكم القتل ضد الشاعر جائر في زمن نتحدث فيه عن حقوق الإنسان”.3

وأضاف وزير الثقافة ” إن الأمم المتحدة تشكل مرجعية لكل شعوب الأرض لتضمن حقها بوجه الأنظمة الحاكمة التي تعتقد أنه بوسعها الاستفراد بأي شاعر ومحاكمته ما يجعلنا نطالب بأن تأخذ المنظمة الدولية دورها في هذا المجال واعتبار فياض أسيرا لدى سلطات آل سعود ومحاكمته ضمن محاكم تتخذ من العقل سلطانا ومرجعية”.4

وأعرب الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب خلال مشاركته في الوقفة في تصريح لـ “سانا” عن استنكار اتحاد الكتاب “لهذا الموقف المخزي لسلطات النظام السعودي التي تزج بنفسها في تأويلات تحتاج إلى قرون لكي تفهم سطرا واحدا مما يكتبه المبدع العربي”.5

وتابع رئيس اتحاد الكتاب ” نستنكر هذا الوعي الظلامي في زمن الألفية الثالثة التي نعيشها والتي امتازت بانفتاحها الفكري والمعرفي والتنويري والتي تخالف الفكر الوهابي المصادر والقامع لحرية التعبير ومن المخزي مصادرة على أي مبدع حقه في التعبير وتأويل ما شاءت أهواء مريدي هذا الفكر المستغرق في ظلاميته بصورة مفارقة للحقيقة حتى تصادر للكتاب رؤيتهم للواقع والحياة”.

ورأى توفيق أحمد مدير الهيئة العامة السورية للكتاب في تصريح مماثل أن “هذا الحكم الباطل التعسفي بحق الإنسان والإبداع والإرادة البشرية الطبيعية التي تقمعها هيئات ومؤسسات في سلطات آل سعود ليس جديدا على هؤلاء الذين ارتكبوا أبشع جرائم القتل بحق مخالفيهم ضمن الحدود الجغرافية لنظامهم وفي كل أصقاع الأرض”.7

وأكد مدير هيئة الكتاب أن سلطات آل سعود “لا تتورع عن قتل أي نفس بشرية تحت أي سبب وذريعة لأنها بنت نفسها وشرائعها على الإجرام وتعتبر الإبداع في طليعة أعدائها ولذلك لا يمكن لأي مبدع أن يظهر بين ظهرانيهم لأن سوف يحاربونه بالتاكيد”.

وقال الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد “أنظمة الخليج ما هي إلا صنيعة الاستعمار الذي قدر لهم أن يكونوا في أنظمة حكم وهم في الحقيقة عصابات تهدد الأمة حتى في مجرد البقاء وما هم إلا شركات مقاولة يستعملها الغرب وتربطها بالحركة الصهيونية علاقة مصلحة ومصير”.

وأضاف أبو خالد “ما تعرض له الشاعر فياض من حكم قمعي ليس حادثا فرديا لأن الجرائم التي ارتكبها النظام الوهابي في الجزيرة العربية لا نستطيع إحصاءها ولو تزامن وجود هذا النظام مع أعلام الفكر العربي كمحي الدين بن عربي والمتنبي وغيرهما لكان قتلهم لأنه عدو للفكر” مشيرا إلى تعرضه إلى تجربة مشابهة عندما طالب أعداء الفكر في دولة خليجية بصلبه في الساحة العامة.

وقال لؤي زهر الدين”المشرف على حملة “سورية لنا” إن “الركيزة الثقافية التي تشتغل عليها سورية هي منظومة مقاومة ودفاع عن الكرامة لذلك لا يمكن لنا إلا أن نكون مع المثقفين في وقفتهم التضامنية مع كتابنا الذين يحاول عملاء الصهاينة أن يسكتوهم بأي شكل من الأشكال وسنبقى بجانب كل مثقف وأديب وكاتب لأنهم الوجه الحضاري للأمة العربية”.

ولفتت رئيسة مجلس إدارة عشاق سورية مي شهابي إلى أن هذه الوقفة تعكس التلاحم السوري الفلسطيني ضد الإرهاب والحس الوطني لدى المثقفين داعية إلى عمل جماعي يستنهض الوعي الفكري العربي ويزيل عنه كل آثار الجهل والتخلف.

وكان قضاء آل سعود أصدر حكما بإعدام الشاعر والفنان الفلسطيني أشرف فياض بناء على ما اعتبره إساءة للذات الإلهية في ديوانه “التعليمات بالداخل” الصادر سنة 2008 وهو ما نفاه الشاعر فياض خلال محاكمته مرارا.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024