الإثنين 2015-11-30 01:43:12 أدبيات
الكاتب يوسف البخاري: القصة القصيرة استحوذت على الصدارة عند قراء الأدب

يلاحظ المتتبع للأدب حاليا استحواذ القصة القصيرة على حصة كبيرة من النتاج الإبداعي فتنوعت أساليبها وطرق معالجتها لتجذب إليها أعدادا أكبر من قراء الأدب ما اعتبره البعض سحابا للبساط من تحت قدم الرواية.

وعن هذه الظاهرة يقول الكاتب يوسف البخاري في حديث خاص لسانا الثقافية “هنالك برود قد يصل إلى درجة التجمد في الإقبال على القراءة الأدبية عموما منشؤه ما يحدث على مسرح الحياة العاصف ما جعل الصدارة للقصة القصيرة وذلك لأنها ذات بعد واحد يطرح جانبا محددا من قضايا المجتمع الكثيرة ما يخفف من وطأة القراءة فتصبح مستساغة لدى معظم الناس”.

ورغم المركز الذي نالته القصة فإن البخاري يرى أنه ليس بوسعنا إلغاء بقية الأجناس الأدبية وحجبها عن محبيها وإن كانوا قلة فتطور الحياة والسرعة ليس بمقدورهما أن يخفيا رونق وسحر الفنون الأدبية حتى وإن تميز أحد الأجناس على الآخر.

وحتى تتمكن بقية الأجناس الأدبية من البقاء في مضمار المنافسة مع القصة كما يرى البخاري لا بد لها أن تقدم رسالة تحترم إنسانية الإنسان وتقدر سموها وأن تلعب دورها في الأزمات وتواكب الظروف وتتفهم المعايير والمقاييس وتعرف ماذا يجب أن يكون من أجل أن يبقى الإنسان حرا كريما فعلى الشاعر أو القاص بحسب البخاري أن يرصد الأحداث ويقدر الأضرار ويناقش القضايا ليرسم في ذاكرته وخياله كيف يحافظ الإنسان على كرامته ويدافع عن الحق مهما كان الثمن غاليا.

ولكن استحواذ القصة القصيرة على سوق الأدب الرائج لا يغنيها عن ضرورة تطوير ذاتها حيث أوضح البخاري أنه لا بد للقاص من إبراز سمات العناصر الأساسية في القصة وإبعادها عن التسطيح من خلال المنولوج الداخلي والأفعال الصادرة عنها في آن معا وخصوصا العنصر القريب من الخط الرئيسي للحكاية وبذلك تتحقق قناعة القارئ بصدق واقعية ما يحدث ولو كان بشكل نسبي بحيث تتجلى له الدوافع التي حركت المجريات في القصة ومن ثم التفاعل العاطفي معها مستثنيا القصص التي ترصد البيئة أو السيرة الذاتية.

وعن محاذير استخدام كلمات عامية في النص القصصي كما يفعل الكثيرون لفت البخاري إلى أنه لم يستخدم الالفاظ العامية إلا قليلا ويضعها ضمن قوسين إذا اقتضت الضرورة ذلك من أجل إيصال التعبير والمقصد في الحالة التي هو بصددها مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود اختلاف في فهم معاني الألفاظ العامية على مستوى المحافظة الواحدة في وطننا فكيف الحال على جميع المحافظات وعلى مستوى الوطن العربي أيضا.

وحتى يستطيع القاص تطوير كتاباته لا بد له كما يرى البخاري قراءة العديد من أعمال الكتاب السابقين دون أن يعني ذلك بالضرورة التأثر بهم إنما أخذ ما يفيده ويغني خياله مشيرا إلى قراءته الواسعة لأعمال حنا مينه وحسن حميد وعبد السلام العجيلي ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ووليم شكسبير وتشارلوت برونتي وغي دو موباسان وغيرهم ممن رسخ أدبهم في ذاكرته.

يذكر أن الكاتب يوسف صبحي البخاري من مواليد دمشق شارك في العديد من الأنشطة الثقافية له إصداران مطبوعان أولهما مجموعة قصصية حملت اسم “تاج الحب” والثانية قصة طويلة من فصلين هي “مزالق الهوى”.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024