أظهرت التنقيبات التي قامت بها البعثة الوطنية في قلعة دمشق وجود شواهد معمارية جديدة تتمثل بدعامة ركنية تشير تقنيات البناء المستخدمة فيها إلى قدمها إضافةً لوجود مجموعة حجرية ضخمة بجوار هذه الدعامة تماثل بأبعادها أبعاد الحجارة المستخدمة في عمارة الحصون في الفترة الهلينستية.2

وذكر مدير مشروع قلعة دمشق ورئيس البعثة الوطنية للتنقيب في القلعة المهندس ادمون العجي في حديث لسانا أن المجموعة الحجرية وبعض الشواهد المعمارية التي وجدت في الواجهة الشرقية خلف اسوار القلعة السلجوقية و تحت هذه الدعامة في البرج 18 من القلعة تتماثل مع الحجارة المستخدمة في عمارة الحصون في الفترة الهلينستية وذلك يعيد إلى الأذهان فرضية وجود حصن روماني قبل بناء القلعة السلجوقية.

واضاف العجي من اجل تحديد العمر الزمني الدقيق للمجموعة الحجرية التي وجدت تم اخذ عينات من المؤن الرابطة لها لاجراء اختبارات الكربون
المشع وتم ارسال هذه العينات الى مخابر مختصة في الجامعة الكاثولوكية في هنغاريا مشيرا إلى أن نتائج التحليل سوف تظهر خلال الشهر القادم
ولايمكن الجزم باي فرضية قبل ظهور نتائج الاختبارات.

وبين العجي أن أعمال التنقيب في قلعة دمشق بدأتها البعثة الوطنية منذ عام 2013 ولا تزال مستمرة تمت ضمن البرج 18 الذي يعتبر البناء الأقدم
في القلعة وهو من عناصر ابراج القلعة السلجوقية ولايمكن الوصول اليه حتى بعد ازالة الردميات حوله لعدم وجود مدخل له ومن المرجح ان مدخله
اختفى مع تطور بناء القلعة وخلال عمليات التنقيب يتم الوصول إليه عبر فتحة محدثة.1

واضاف العجي أن أعمال التنقيب الاخيرة شملت السويات المنخفضة في الطابق الأرضي من البرج 18 وسطحه اضافة الى كامل الواجهة الشرقية للقلعة السلجوقية مشيرا إلى ان البعثة الوطنية تقوم حاليا ببعض أعمال التدعيم للمحافظة على إظهار هذه العناصر من المجموعة الحجرية واستقرارها.

يذكر أن قلعة دمشق التي تشغل الزاوية الشمالية الغربية من مدينة دمشق القديمة المسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1979 مساحتها 34 الف متر مربع وشهدت مرحلتين اساسيتين للبناء هما القلعة السلجوقية والتي بنيت خلال أعوام 1073-1076 للميلاد والقلعة الايوبية التي يعود بنائها إلى أعوام 1202 وحتى 1217 للميلاد.