الإثنين 2015-11-16 23:29:14 كــتب
الحرب القذرة.. كتاب يرصد المخطط العدواني على سورية بأسلوب علمي

يبين كتاب “الحرب القذرة… استهداف سورية” كيفية التخطيط والعمل على شن حرب قذرة على سورية منذ عدة سنين حيث استعرض من خلال ثلاثة فصول أحداثا تاريخية ورؤية أكاديمية تشريحية لسياسات بعض دول المنطقة وتعاطيها مع الشأن السوري وتدخلها وتسببها في معطيات الحرب القذرة على سورية بأسلوب علمي سياسي في التعاريف والمعطيات.

ويوضح الكتاب لمؤلفيه عبد الله أحمد والدكتور بسام أبوعبدالله أنه مع تطور الأحداث وفشل السيناريو الأول في إسقاط سورية مع نهاية عام 2011 بدأ التخبط الأمريكي واستنفرت مراكز الأبحاث لإعداد الخطط والسيناريوهات وصولا إلى التدخل العسكري المباشر وبدأت الأحداث تتطور بشكل دراماتيكي من خلال حرب العصابات وجيوش المرتز الذروة في عام 2012.

ويستعرض الكتاب تطور دعم نظام اردوغان المباشر للجماعات الإرهابية المسلحة في سورية من خلال التدريب والتسليح والدعم اللوجستي إضافة إلى إنشاء مراكز قيادة في تركيا والأردن وتصاعد الحرب الإعلامية والسياسية والاقتصادية وصولا إلى إثارة موضوع الأسلحة الكيماوية والتلويح بالتدخل المباشر.

ويتضمن الكتاب في جزئه الأول الإرباك الأمريكي والدور التركي المتنامي بالإضافة إلى ما تواجهه سورية من حروب الجيل الرابع والتي تتميز بحرب العصابات وحرب الأفكار في محاولة “لضرب الولاء للدولة لصالح الأثنية أو الطائفة أو الحزب أو الشركة”.

ويشير الكتاب إلى أن من أهم أهداف الحرب على سورية بالنسبة للولايات المتحدة ضمان أمن حليفتها اسرائيل وكسر أسطورية محور المقاومة الذي يربط بين ايران والعراق وسورية والنيل من سورية لكونها مركزا للتجارة بين بحار قزوين والأسود والأبيض المتوسط والخليج العربي ودعم طموحات اردوغان العثمانية الجديدة إضافة إلى إفشال خط أنابيب الغاز بين ايران والعراق وسورية والذي يشكل خطرا على خط الغاز القطري الذي كان يخطط من أجل إنشائه عبر الأراضي السورية وصولا إلى السوق الأوروبية.

كما تطرق الكتاب إلى أن من أهداف الحرب القذرة على سورية هو القضاء على المد القومي والوطني السوري والأسس الروحية والدينية المشرقة التي تجسدها سورية في ظل الانسجام المجتمعي والاعتدال والحريات الدينية إضافة إلى العمل لتفقد روسيا دورها في المنطقة وتدمير سورية وتوفير اليد العاملة الرخيصة للاقتصاد التركي المتنامي والسماح بالتوسع العثماني الجديد وصولا إلى باكستان.

ويوضح الكتاب أن الحرب القذرة على سورية تتطلب إعادة النظر بمفهوم الأمن القومي الذي من المفروض أن يمتد ليشمل محاولة التأثير على خط التفاعلات الإقليمية التي تضمن منع أي تحجيم لقدرات سورية السياسية والجيوبوليتيكية وأن عبقرية الجغرافيا جعلت من سورية البوابة والمعيار لتغير شكل التفاعلات الإقليمية.

وجاء في الكتاب أنه لمواجهة هذا الواقع لا بد من تطوير الاستراتيجيات ورسم خطوط الأمن الوطني الذي يعتمد على تقوية الجيش وتبني أسلوب الرد الصاعق والردع لكل أشكال وأنماط الحرب العدوانية المحتلمة وبناء منظومة أمنية محترفة وتقويتها بكل الوسائل المتطورة إضافة إلى بناء منظومة الإعلام الجديد والالكتروني لمواجهة تحديات المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج وإعادة رسم صورة سورية الحقيقية وقيم المحبة وعبق التاريخ وتقوية المسار التكاملي مع روسيا والصين وإيران ودول بريكس.

وأوضح الكتاب أن من أهم التقنيات الإعلامية التي استخدمت في الحرب على سورية الكذب والخداع المستخدم في الحملة عليها ونقل التنافر المعرفي وإسقاط القيم الجيدة أو السيئة لشخص أو مشروع أو مجموعة من القيم على الآخر بشكل مثير للعواطف والتي تحفز المتلقي على الانحياز إلى رؤية تصب في مصلحة العدو ويكون ذلك بالتركيز على صور ومعايير وكلمات مختارة.

كما أن المخطط شمل الضغط الاجتماعي وشيطنة بعض الرموز الوطنية وكل ذلك بالتزامن مع ضغوط اقتصادية وسياسية من خلال الدول الغربية والمنظمات الدولية والعربية حيث لا يخفى دور الجامعة العربية من خلال الأمين العام نبيل العربي والتمويل والهيمنة القطرية السعودية في شرعنة التدخل الأجنبي من أجل العدوان على سورية.

وينشر الكتاب عشرة ملاحق باللغتين العربية والانكليزية تبين أطراف الحرب على سورية والتحضير لها وتصريحات رجب اردوغان على أنه الرئيس الثاني لمشروع الشرق الأوسط الكبير ودور وسائل الإعلام التركية في الترويج لمشروعه إضافة إلى دور مراكز الأبحاث الأمريكية خلال الحرب على سورية ومبادرة الإصلاح العربي.

وحاول الكتاب التحرك في سياق علمي مجرد بغية سبر أغوار حقائق الواقع السوري في محاولة لطرح جملة من التساؤلات شكلت بقواسمها الإشكالية المطروحة المتحورة حول كيف قرأ الشعب السوري مجمل الأحداث التي دارت في أرض الوطن.

يشار إلى أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 240 صفحة من القطع المتوسط.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024