صدر عن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق «ديوان ابن الخيمي» وهو جمع وتحقيق ميسم عدنان الصواف وقدم له الدكتور محمد رضوان الداية.‏يتحدث الكتاب عن ابن الخيمي وحياته ومؤلفاته وأشعاره فجاء فيه: هو ابو طالب محمد بن علي بن علي ابن المفضل بن القامغارِ والأديب الفاضل الكامل مهذب الدين ابن الخيمي الشاعر, شيخ معمر فاضل, ولد في الثامن والعشرين من شوال بالحلة المزيدية ونشأ في محلة الجامعين, وهي محلة مازالت تعرف بهذا الاسم حتى يومنا هذا, وذكرها في شعره وحن إليها فقال:‏

هواتف بالأسحار شجواً كأنها.. نساء تلبس الحداد فواجع‏

ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال: قَدِم دمشق وأخذ بها عنها التاج الكندي, وسمع بمصر من أبي يعقوب بن الطفيل وأبي الحسن وبنت سعد الخير, واستوطن مصرو وكان من أعيان الأدباء وكان يَذكر أنه لقي ببغداد العلامة أبا محمد ابن الخشاب وأنه هو الذي لقبه (مهذب الدين).‏

أجمع من ترجم له أنه كان شيخاً فاضلاً إماماً في اللغة, رواية للشعر والأدب, وله رسائل وأشعار ومصنفات.. حيث قال ابن النجار: كتبت عنه بالقاهرة, هو شيخ فاضل كامل المعرفة بالأدب, يقول الشعر الجيد, ويكتب خطا حسناً صحيحاً, له مصنفات كثيرة, وهو حسن الطريقة طيب الأخلاق و متواضع...‏

صنف ابن الخيمي محمد بن علي معظم كتبه في الديار المصرية, وتقبلتها الأمة بقبول حسن, فأخذت منها, وأحالت عليها, فمنهم أبو حيان الأندلسي صاحب البحر المحيط لما تكلم عن تفسير كلمة (الأشد) في سورة يوسف واستعرض أقوال أئمة اللغة.‏

توفي ابن الخيمي يوم الاربعاء العشرين من ذي القعدة سنة 642ه بالقاهرة... وقال ابن خلكان: ودفن من الغد بالقرافة الصغرى, وحضرت الصلاة عليه, وكان اماما باللغة, رواية للشعر والأدب, وكانت وفاته أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب.‏

وجاء في المقدمة: جمع الأستاذ هلال ناجي مااستطاع الوصول إليه من شعر ابن الخيمي, ونشره في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق وقال: كان ابن الخيمي شاعرا مُفلقاً ولكنه لم يجمع شعره في ديوان ولاجمعه غيره فضاع أغلبه.‏

ونقتطف من بعض أشعاره المقطع التالي:‏

وقالوا التحى من كنت تهوى فخلّه.. فقلت لهم والنار حشوُ حَشائي‏

وقد كان رأيي أن أكون وراءه.. فعُدتُ وَرَائي أن يعود ورائي‏