الجمعة 2015-10-30 23:13:04 موســيقا
المطربة إيناس لطوف: أعمل لتقديم أغنية سورية يحبها الجميع

تجتهد المطربة إيناس لطوف في صناعة حضور فني مميز لها على الساحة الغنائية السورية والعربية معتمدة على ثقافتها ومعرفتها الموسيقية الأكاديمية ومحبة الجمهور.

وعن مشروعها الفني الغنائي تقول المغنية لطوف في حديث لسانا “أعمل لتقديم أغنية سورية مفهومة للجميع وتجمع ما بين الأكاديمية والتآلفات الموسيقية التراثية السورية وتحمل هوية شرقية من خلال الجمل الموسيقية البسيطة لإحياء الكلمة السورية في الأغنية عبر الوطن العربي مجددا كما درامانا التي نشرت اللهجة السورية في كل مكان”.

وعن الفائدة التي جنتها من مشاركتها في برنامج ذا فويس تؤكد صاحبة لقب الفراشة في هذا البرنامج أنه قدم لها الانتشار عربيا على نطاق واسع خلال أشهر معدودة ما نقلها لعالم النجومية وقدمها بصورة احترافية مميزة للجمهور العربي مشيرة إلى أنها لمست محبة الجمهور وتشجيعه لها وانتظاره لما ستقدمه في المستقبل.1

وتقول “أؤمن بمدى أهمية هذه البرامج عبر تبني المواهب الفنية ووضعها على بداية الطريق الصحيح بطريقة احترافية مبينة أن هذه التجربة تأخد أكثر مما تعطي فهي تحقق حلم واحد أو اثنين من المشتركين إلا أنها تحرق أحلام كثيرين وتجعلهم في مأزق حقيقي بعد الخروج من البرنامج فلا يستطيعون الاستمرار وحدهم ويحتاجون من يقف بجانبهم إنتاجيا وتسويقيا.

وعن دراستها في المعهد العالي للموسيقا أوضحت لطوف أن المعهد هو المكان الذي تنتمي إليه وتحاول الإبقاء على ارتباطها الوثيق به لافتة إلى أن شخصيتها الفنية تطورت واكتسبت خبرتها الموسيقية من خلال دراستها فيه ومما قدمه لها أساتذته والخبراء العاملون فيه.

وتقول “رغم الظروف الصعبة التي مرت على المعهد نتيجة الأزمة في بلدنا فالجهود المبذولة من قبل إدارته وكادره التدريسي كبيرة ليبقى محافظا على أسسه وهيكليته والأمل كبير بأن يعود إلى سابق عهده وتجاوز كل العقبات التي تعترض سير عمله بعد مغادرة بعض كوادره إلى الخارج بالإضافة للخبراء الأجانب”.

وتابعت لطوف “الحمل الأكبر اليوم في متابعة سير عمل المعهد العالي للموسيقا والفرق الموسيقية يقع على عاتق من بقي من أساتذة وموسيقيين للنهوض من جديد والاستمرارية في العمل وإعداد كوادر جديدة واستمرار الحياة الموسيقية السورية” مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المؤسسات الثقافية المعنية بالموسيقا والغناء في سورية تعاني من الشللية وتكرار موسيقيين ومغنين في أغلب الفعاليات والحفلات رغم وجود موسيقيين أكاديميين ذوي قدرات لكنهم مختفون تماما عن الضوء ما يضطرهم للسفر للخارج نتيجة عدم الاهتمام بهم ودعمهم وتبنيهم.

والأغنية السورية برأي لطوف مظلومة رغم المحاولات الخجولة لإحيائها والنهوض بها لتنافس من جديد باقي الأنماط الغنائية العربية وتقول “ما تحتاجه أغنيتنا اليوم الدعم والمتابعة” والانتاج السخي وتطوير المعدات والخبرات إلى جانب الإعلام مثلما كان كل الفنانين العرب يجتمعون تحت سقف إذاعة دمشق وعبر أثيرها ومن خلال كتابها وملحنيها يصدرون أجمل الأغاني والأصوات للوطن العربي”.

ورغم كل العقبات والظروف الصعبة بحسب لطوف ما زال لدينا من القدرات والكوادر والطاقات الفنية ما يجعلنا في الصدارة دائما وتقول “بصمتنا واضحة كموسيقيين أينما تواجدنا بدليل أن عددا من أهم الأغنيات العربية الناجحة اليوم هي من صناعة فنانين سوريين” مؤكدة ضرورة احتضان هذه الكفاءات والطاقات
الموسيقية وتقدير جهودهم كي تستفيد منهم الساحة الموسيقية السورية ولا تخسرهم بالسفر سعيا وراء العمل.

وتشير المغنية ابنة مدينة طرطوس إلى أن ما ينقص المغني السوري اليوم هو الدعم والتبني من قبل المؤسسات الثقافية والفنية والإعلام ووجود شركات الإنتاج التي توفر للفنان ما يحتاجه ليصدر عمله باحترافيه وجودة وتقنيات عالية لينافس على الساحة الغنائية العربية.

وتتسائل لطوف “ما زال لدينا أهم الخامات الفنية بشهادة النقاد الموسيقيين العرب فلما لا نتبناها ونسلط الضوء عليها ونرعاها لتكون في الصدارة دائما” موضحة أنها لم توقع أي عقد مع أي شركة إنتاج فنية وأن إنتاجها للأغاني خاص وبجهدها الشخصي وكل خطواتها بمساندة أهلها وأصدقائها ومن يشجعونها من المقربين.

وتابعت “أسعى دائما بجهد شخصي وطموح كبير لمستقبل وطريق رسمته منذ الصغر بتعب ودراسة وثقة لتحقيق ما أطمح إليه ضمن الإمكانيات المتاحة بين يدي” مسجلة عتبها على المؤسسات المعنية بالفن والثقافة والتي لم تقدم لها أي دعم ما جعل طريقها صعبا ويتطلب الجهد والتعب والانتظار ليصل صوتها للناس.

وتحضر لطوف حاليا لأغنية جديدة بعنوان “بعتلك سلامي” تحمل الطابع الوجداني العاطفي مرة أخرى بعد أغنية “يا عين لا تبكي” في ثاني تعاون لها مع الموزع الموسيقي السوري الشاب هادي كريم ومن كلمات أمر نصور ولحن حسن حسن وعن هذه الأغنية توضح أنها لفنانين شباب جدد يقدمون كلمات وألحانا جميلة متمنية أن تصدر الأغنية بداية فصل الشتاء.

وكانت لطوف أجلت أصدار أغنية ايقاعية من كلمات علاء إبراهيم ولحن وتوزيع هادي كريم بعد أن كان مقررا موسم الصيف بالإضافة لتحضيراتها إقامة حفلات قادمة بمستوى حفلها الأخير بختام مهرجان الموسيقا العربية في دار الأوبرا.

وحول مغادرة عدد من المغنين والموسيقيين للخارج خلال الأزمة تجد المغنية الشابة أن ذلك لم يمنع الحياة الموسيقية في سورية من الاستمرار رغم أنها خسارة فنية كبيرة كما اتاح الفرص لموسيقيين ومغنين وقدرات فنية جديدة للظهور للناس ما زاد من عدد الفعاليات والأنشطة في الفترة الأخيرة.

وعن عمل المؤسسات الثقافية خلال الأزمة وما تقدمه لاستمرار الحياة الفنية تقول “هناك جهود كبيرة وحقيقية تستحق التقدير في ظل الأزمة فالنشاطات والحفلات والفعاليات الثقافية موجودة وبقوة رغم كل الظروف التي نمر بها ولا سيما في مجال تقديم الأغنية الوطنية”.

وتابعت لطوف “كل هذا الكم من الأغنيات الوطنية كان يجب أن يكون بمستوى ما خصص لها لكننا لم نسمع أغنية بمستوى أغاني سورية يا حبيبتي او بكتب اسمك يا بلادي كما أن الاغاني الوطنية التي صدرت كان يجب أن تحمل مقومات الخلود لنقول لأجيالنا القادمة أنها انتجت عندما اجتمع اعداء سورية على محاربتها وتدميرها ولكننا كنا على قدر التحدي وانتصرنا”.

وعن شكلها الخارجي ودوره في نجاحها تقول “الشكل الجميل ليس عاملا اساسيا في نجاح المطربة ولكنه مكمل لكل التفاصيل الباقية في الأغنية فالصوت والصورة اصبحا مرتبطان في هذا الوقت ولا بد من الاهتمام بكليهما رغم أني لا أعتمد على شكلي الجميل بشكل كلي انما بكل التفاصيل في عملي بكل دقة لانجاح وتثبيت كل خطوة اقوم بها ومحاولة صنع بصمة فنية خاصة بي تملك مقومات الاستمرار مع الوقت وتترك اثرها لدى الناس”.

وتختم لطوف حديثها بالتعبير عن تفاؤلها بالمستقبل سواء لمسيرتها الفنية الخاصة أو الموسيقا في سورية بصورة عامة وتقول “واثقه بما أسعى له شخصيا وبكل اصدقائي المغنين والمغنيات القادمين بقوة للساحة الغنائية العربية ضمن مشروعنا الفني جميعا وسنقدم اغنيات منسوجة باجمل وارق الكلمات وبلهجات سورية متنوعة وانماط موسيقية متآلفة تحت سماء الوطن”.

والمطربة ايناس لطوف خريجة المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء شرقي عام 2011 وعضوة في نقابة الفنانين ولديها مشاركات في مهرجانات وحفلات في سورية وروسيا وفرنسا والمغرب ولبنان والاردن وتونس اصدرت أغنيتين خاصتين على طريقة السينغل هذا العام هما ياعين لاتبكي ومين يصدق وجددت اغنية يامو كما قدمت مجموعة من الاغنيات الوطنية كان اخرها لكم ياحماة الديار تحية وشاركت في الموسم الأول من برنامج ذا فويس ضمن فريق الفنان عاصي الحلاني.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024