الجمعة 2015-10-02 00:27:49 الفن التشكيلي
معرض تشكيلي جماعي في افتتاح صالة لؤي كيالي للمعارض في دمشق

قدم اثنان وثلاثون فنانا وفنانة من ابرز الاسماء في الفن التشكيلي السوري اعمالا فنية منوعة مساء اليوم في المعرض الافتتاحي لصالة لوءي كيالي في الرواق العربي بدمشق التابع لاتحاد التشكيليين السوريين.

وتنوعت الاعمال المعروضة من حيث الانواع الفنية بين التصوير الزيتي والحفر والنحت حيث جسدت الأعمال آخر ما توصلت إليه التجارب الفنية للفنانين المشاركين والتي حملت مواضيع متنوعة واساليب مختلفة باحجام متعددة ما خلق حوارا فنيا عالي المستوى بين المشاركين والحضور الكبير والمتنوع وشكل صورة عن الواقع الحالي للحركة التشكيلية السورية بكل ما تحمل من تبدلات وتغيرات وتطورات طرأت عليها مؤخرا.وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لـ سانا الثقافية “إن افتتاح قاعة باسم الفنان لوءي كيالي شكل من اشكال تكريس التجارب المرموقة في ذاكرة السوريين والوفاء لهذه القامة الشامخة في الحركة الفنية التشكيلية مضيفا ان افتتاح هذه القاعة سيتيح لاتحاد الفنانين التشكيليين اقامة نشاطات واستقطاب الفنانين وغيرهم الى هذه النشاطات النوعية التي يترافق فيها العرض السينمائي مع الموسيقا والادب والابداع بالاضافة الى الفن التشكيلي.

وأوضح خليل أن هذا المزيج الجميل هو انعكاس مباشر للظلال والالوان التي تتماوج بلوحات الفنانين المشاركين والتي ستغني الحياة الفنية التشكيلية في سورية والحياة الادبية في دمشق بشكل عام.

وعن فكرة افتتاح الصالة قال الدكتور احسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين.. ان الحاجة لصالة عرض فنية في صالة الرواق العربي التابعة للاتحاد جاءت بعد ان تطورت فكرة لقاء الاربعاء الثقافي التي بدأنا بها قبل اشهر بهدف القاء الضوء على تجارب فنانين سوريين واقامة حوارات فنية وثقافية منوعة وصارت تستقطب عددا كبيرا من الفنانين والمثقفين السوريين ما طور الموضوع لايجاد مكان مجهز لاستضافة الانواع الفنية المتنوعة من معارض فن تشكيلي وفعاليات ادبية ومسرحية وموسيقية منوعة.

وقال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المشارك في المعرض بعمل ميدالية معدنية بقطر 130 سم باسلوب واقعي تعببري وتحمل روليف جانبي لفتاة دمشقية مع الدرابزون الدمشقي القديم وعبق الياسمين وعن المعرض.. إن المشاركين في المعرض هم من اهم الفنانين السوريين الذين مازالوا يعملون ويطورون تجاربهم ليقدموا صورة عن حياة الانسان السوري ولم يتوقفوا عن العمل مؤكدا أن التشكيليين السوريين سيستمرون بالقيام بدورهم الثقافي والفني في بناء وتطوير واصلاح المجتمع رغم كل الصعوبات التي تواجه عملهم وحياتهم كما كل السوريين.

بدوره قال التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد التشكيليين: إن افتتاح صالة لوءي كيالي في الرواق العربي جاء لمنح روح جديدة للفنانين التشكيليين واغناء الحياة التشكيلية السورية الحقيقية وتقديم صورة سورية الحضارية من خلال المعارض والندوات والنشاطات الفنية والثقافية التي ستقام فيها مبينا أن الصالة الجديدة تعبر عن أهمية الفن التشكيلي كثقافة بصرية مهمة يجب تفعيلها في المجتمع من خلال تقريبها من الناس.

التشكيلي موفق مخول المشارك في المعرض بلوحة زيتية متوسطة باسلوب تعبيري يقدم من خلالها رموزا انسانية بعلاقات متنوعة قال: إن افتتاح هذه الصالة يعتبر خطوة هامة كونها تكرم احد اهم التشكيليين السوريين وتخلد ذكره وتعبر عن الوفاء لمسيرته الفنية الهامة وتشجع كل الجهات على سلوك مثل هذه الخطوة لتكريم الفنانين السوريين مبينا ان هذا التوجه في افتتاح صالات فنية في اماكن عامة يساعد على تقريب الفن التشكيلي من الناس وعلى نشر الثقافة البصرية والفنية في المجتمع.أما التشكيلية عناية البخاري التي تشارك بلوحة بتقنية طباعة الشاشة الحريرية من مجموعتها الجديدة فوجدت في افتتاح صالة لؤي كيالي دليلا على استمرار الحياة في سورية وانعكاسا للحضارة السورية وارادة الشعب السوري على مقاومة الموت بالفن والعمل.

وقدم التشكيلي عصام المأمون عملا زيتيا باسلوب تعبيري يتضمن حالة انفصال المرأة عن الرجل في مرحلة التكوين الجسدي مستفيدا من تحويرات في الشكل والالوان لصالح التوازن في التكوين والكتلة مما خدم الموضوع واعطاه عمقا فلسفيا وحول افتتاح الصالة قال: إن افتتاح هذه الصالة يسد نقصا في الوقت الحالي بعدد الصالات ويضيف للمكان ليكون ثقافيا وترفيهيا بذات الوقت وهذا يجسد دور اتحاد التشكيليين في نشر الثقافة البصرية.لوحة حروفية بتكوينات لونية غنية ومفعمة بالتضاد وتعبر عن الواقع الراهن كانت للفنان بشير بشير الذي وجد في افتتاح المعرض فرصة لاجتماع عدد كبير من اهم التشكيليين السوريين في معرض واحد ما يخلق حالة حوارية وفكرية ثقافية ضرورية في هذا الوقت الصعب الذي نعيشه ويغلب لغة الفن على أي لغة أخرى.

تجربة فنية جديدة طرحها التشكيلي اسماعيل نصرة في هذا المعرض من خلال لوحته غير المكتملة والتي ترمز للسعي للكمال عبر مكونات متعددة باسلوب الكولاج وعن المعرض اوضح نصرة ان اجتماع هذا العدد من الفنانين السوريين في معرض واحد امر هام جدا ويعطي صورة عن اخر تجاربهم الفنية وبانهم لم يتوقفوا عن العمل وتطوير تجاربهم.

أما الفنان محي الدين الحمصي فعبر عن سعادته بالمشاركة في افتتاح صالة باسم فنان كبير كالفنان لؤي كيالي مع فنانين كبار اغنوا الحركة التشكيلية السورية بالكثير من ابداعاتهم حيث قال “جاءت مشاركاتي من خلال لوحة بوتريه لامراة مشغولة بالاكريليك تمثل حالة من حالات الشعب السوري” مستخدما اللون الابيض الذي يدل على السلام.

وجاءت مشاركة الفنانة صريحة شاهين من خلال لوحتين من القياس الصغير عبرت من خلالهما عن الحالات الانسانية التي يعيشها الشعب السوري واستمرارية الحياة رغم الحزن الذي بداخلنا مستخدمة المواد اللاصقة مع اللون البني والاحمر اللذين يدلان على لون الارض الممزوج بالدم .يذكر أن الفنان الراحل لؤي كيالي ولد في حلب عام 1934 وهو خريج أكاديمية روما للفنون الجميلة عام 1961 وحائز على الميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافيتا كما أقام عدة معارض في مدن عديدة مثل روما وميلانو وبيروت ودمشق وحلب وحاضر كمدرس لمادتي الرسم والزخرفة في كلية الفنون الجميلة بدمشق.

ورسم كيالي اللوحات الزيتية بأشكالها فأبدع برسم الطبيعة الصامتة والمعاناة الإنسانية والرسم بالفحم واستقطب إليه أنظار النقاد والوسط الفني في سورية وله العديد من المعارض وتوفي في حلب عام 1978.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024