الإثنين 2015-09-28 22:13:08 عروض
ضمن الموسم الثاني من مهرجان بسمة طفل باللاذقية

للسنة الثانية على التوالي تقيم جمعية أسرة مسرح الطفل بالتعاون مع مديرية الثقافة وفرع طلائع البعث في اللاذقية مهرجان “بسمة طفل” الذي يقدم عروضا مسرحية ترسخ قيما أخلاقية في أذهان الأطفال من مختلف الاعمار مع اقامة أنشطة فنية مختصة بالرسم والخطابة ترافق العروض المسرحية طوال أيام المهرجان وتساعد في اكتشاف مواهبهم وتحفيزهم على تنميتها.

وجاءت عطلة عيد الأضحى المبارك مناسبة لعقد المهرجان في دار الأسد للثقافة لعرض أعمال جديدة وأخرى أعيد عرضها بناء على طلب الجمهور.

2

وبحسب فواز سيجري منسق عام المهرجان فإن هذا الموسم من المهرجان جاء أكثر نضوجا ونشاطا واستقطابا للجماهير منوها بأن المهرجان مشروع وطني يسعى إلى نشر معاني الفرح ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال من قبل أشخاص تعنيهم الطفولة بشكل كبير ولا سيما في هذه الظروف الصعبة.

ويضيف نحاول من خلال العروض المسرحية توعية الأطفال لمعان حياتية عميقة كالإيثار وحب الوطن والصدق وتعميمها كقيم عليا في حياتهم ونحن نصر على أن يكون المهرجان مجانيا منذ انطلاقته وخلال مواسمه القادمة ليكون متاحا لجميع الأطفال.

وبين سيجري أن الجمعية تعاونت في هذا الموسم مع منظمة طلائع البعث لترسيخ مفهوم التشبيك بين الجهات الرسمية والأهلية وكانت تجربة ناجحة جدا برزت نتائجها في العروض الفنية التي ساهم بها الطليعيون ضمن حفل الافتتاح مشيرا إلى جهود الهلال الأحمر العربي السوري الذي دعم المهرجان ماديا وتنظيميا بالإضافة لدعم غرفة التجارة والصناعة في اللاذقية التي قدمت كل ما يلزم لإنجاح هذا الحدث.4

وحاز الرسم اهتماما كبيرا من الأطفال وأسرهم ولا سيما من يندرج منهم ضمن الشريحة العمرية بين 3 إلى 12 عاما فتراهم منسجمين في إنجاز مشهد فني خاص بهم يناسب رؤيتهم المفعمة بالبراءة وحب الوطن ليكونوا مؤهلين للفوز في مسابقة الرسم التي تشرف عليها وتقوم بتحكيمها الفنانة التشكيلية عدوية ديوب التي تعطي الأطفال في كل جلسة تعليمات مكثفة لإنجاز رسومهم بشكل مقبول يوءهلهم ليكونوا من المرشحين للفوز بالمسابقة.

وأكدت ديوب أن كل يوم من أيام المهرجان تتم استضافة مجموعة جديدة من الأطفال ليطلقوا العنان لمخيلتهم ويرسموا مواضيع حرة ليتم تقييمها في نهاية المهرجان ويفوز ثلاثة من الأطفال بناء على معايير تتعلق باستخدام السطح وتوزيع الألوان واختيار المواضيع.

أما الخطابة فنالت نصيبا من مشاركة الأطفال بأعمار تتراوح بين 7 إلى 11 عاما بهدف تمكين اللغة العربية لديهم واختيار الأفضل منهم بإشراف لجنة مكونة من المدرسة أحلام رفاعي ومنال نقار نائب رئيس جمعية أسرة مسرح الطفل التي بينت أن تجربة الخطابة تعتبر من أفضل التجارب التي أجريت على المسرح وساهمت في الدورة الماضية باكتشاف موهبة متميزة تجسدت في الطفل علي اليوسف ذي الستة أعوام وفي هذا الموسم يصعد يوميا على المسرح نحو عشرة أطفال يقدمون أفضل ما لديهم لاختيار ثلاثة منهم بالاعتماد على معايير تركز على قوة الشخصية والصوت وطريقة الإلقاء واللفظ السليم.

مسرحية علاء الدين والغول اللعين عرضت في اليوم الأول والثاني من المهرجان بحضور جماهيري كبير وصل الى الف متفرج وهي من تأليف وإخراج هاني محمد رئيس جمعية أسرة مسرح الطفل الذي أشار إلى أن نجاح المسرحية يعود إلى قربها من ذهنية الطفل وطريقة تفكيره مؤكدا أن علاقة المسرحيات المختارة بيوميات الطفل ساهمت في إيصال البسمة لوجوه الأطفال والتي تعد غاية المهرجان.3وقال محمد “أعمالنا كوميدية اجتماعية تعزز الأفكار التربوية الهادفة والنكتة الجميلة البعيدة عن الابتذال إضافة إلى اعتمادنا على الإبهار البصري وتضخيم الأحداث الواقعية” مضيفا “لقد ركزنا على أن يلعب الكبار دورهم في تعليم الطفل الحكمة والوعي بكل صدق وشفافية تقوي من شخصية الطفل وتمكنه من تحديد خياراته في الحياة.

وتتناول المسرحية حكاية الوزير الذي يحيك مؤامرة على ملك المدينة بمساعدة أعوانه ليقوم الملك بعرض زواج ابنته من الشخص الذي يستطيع حل لغز الغول الذي يكتشف حقيقته علاء الدين رافضا الزواج من ابنة الملك لقناعته أن ما قام به كان لمصلحة الشعب وليس طمعا في الجائزة.

ويرى الممثل نجم جمال مجسد شخصية علاء الدين أن تقديمه لهذه الشخصية بشكل مشابه لما عرفه الأطفال عن علاء الدين في التلفزيون ساهم في إيصال الرسالة المطلوبة منه كممثل مؤكدا أن الشخصية ساعدت الطفل في إدراك أهمية استخدام العقل لحل المشاكل بعيدا عن الكذب والنفاق ليقرر الأطفال في النهاية معاقبة الوزير الخائن في محاولة لتكريس المسرح التفاعلي وإشراك الطفل في مجرى الأحداث الأمر الذي وجدته الممثلة رنيم قطراوي أمرا إيجابيا ولا سيما أن الممثلين يحاولون قدر الامكان أن يكونوا طبيعيين وقريبين من تفكير الأطفال لشد انتباههم وتحقيق الفائدة المرجوة من العمل.

وتقول قطراوي “نفذنا بأنفسنا رقصات وأغنيات المسرحية وحاولنا طرح أسئلة على الأطفال ليجيبوا عليها خلال العمل لكسر الحاجز بينهم وبين المسرح ولم تغب الأزمة عن مضمون المسرحية وإن لم تظهر بشكل مباشر فالأطفال واعون بشكل حقيقي لما يجري حولهم ونلمس هذا الأمر من خلال ردود أفعالهم العفوية على مجريات العمل”.

يشار أن مهرجان بسمة طفل سيعرض في اليومين الثالث والرابع من العيد مسرحية “خائن الغابة” من تأليف وإخراج هاني محمد.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024